"ستُعرّف على أنها ساحة قتال ثانية بعد غزة".. "إسرائيل" تُغير مقاربتها الأمنية تجاه الضفة

وسائل إعلام إسرائيلية تنقل عن مصادر أمنية أنّ الضفة الغربية "تحولت من قنبلة موقوتة، إلى قنبلة في طور الانفجار"، وتشير إلى أنّ المؤسسة الأمنية والعسكرية "تُغيّر سياستها ومقاربتها الأمنية تجاهها"، بعد أحداث الأيام الأخيرة.

0:00
  • يتصاعد القلق الإسرائيلي من تطور العمل المقاوم في الضفة الغربية
    يتصاعد القلق الإسرائيلي من تطور العمل المقاوم في الضفة الغربية

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية، اليوم الثلاثاء، أنّ الضفة الغربية "تحولت من قنبلة موقوتة، إلى قنبلة في طور الانفجار". 

وكشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" أنّ أحداث الأيام الأخيرة في الضفة الغربية، "دفعت المؤسسة الأمنية والعسكرية إلى تغيير كبير في سياستها تجاهها"، بحيث سيتمّ تعريفها من الآن فصاعداً على أنّها "ساحة قتال ثانية، مباشرةً بعد غزة"، بعدما كانت تُعرّف على أنّها "ساحة قتال ثانوية منذ بداية الحرب". 

وأوضحت الصحيفة أنّ هذا الأمر "هو مجرد توجيه أولي، إذ سيستغرق التغيير الكبير في هذا المجال بعض الوقت"، حيث يُتوقّع "تنفيذ سلسلة من العمليات في جميع أنحاء الضفة على غرار العملية في جنين"،  بحسب ما نقلت عن المؤسسة الأمنية والعسكرية.

ولفتت إلى أنّ العملية العسكرية التي بدأت الأسبوع الماضي، والتي أُطلق عليها اسم "مخيمات الصيف"، هي "أطول عملية للجيش الإسرائيلي منذ "السور الواقي"، إذ "يعمل فريقان قتاليان لوائيان في مخيمي جنين وطولكرم، فيما يُتوقّع أن تستمر هذه العملية في الفترة القريبة".

وعقّبت "إسرائيل هيوم"  أنّ "الجيش الإسرائيلي يسعى للوصول إلى شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، شهر الأعياد، وساحة الضفة أكثر هدوءاً".

وتابعت أنّه "من المحتمل ألاّ يكون هناك حرب كاملة في مناطق واسعة، لكن من المتوقع أن تتوسع عملية مخيمات الصيف قريباً لتشمل مناطق أخرى في الضفة".

وأضافت أنّ "التغيير واضح للعيان على أرض الواقع"، فالتوصية في المؤسسة الأمنية والعسكرية هي "شن عمليات واسعة النطاق، مع التركيز على مصادرة الأموال الممولة للعمليات في كامل المنطقة، وليس فقط في شمال الضفة، وعلى تقويض حماس كهدف".

وحذرت من أنّ " عملية غوش عتصيون ممكن أن تتكرر في القدس أو في بئر السبع أو في تل أبيب". 

وفي السياق، قالت الصحيفة إنّ "الهجمات القاسية الأخيرة، والهجوم المزدوج في غوش عتصيون، والهجوم في ترقوميا، والهجوم الذي أُحبط في عطيرت، تثبت أنّ هناك حاجة إلى معالجة جذرية كبيرة في الضفة بأكمله"، في حين "تتعلق معضلة المؤسسة الأمنية والعسكرية ​​بشكل أساسي بمنطقة الخليل، التي انطلق منها الهجومان الكبيران في الأيام الأخيرة".

وأشارت "إسرائيل هيوم" إلى أنّ "هناك فهم بضرورة العمل بعدوانية ضد العمليات التي خرجت من المدينة". لذلك "من الممكن أن تحدث عمليات كبيرة تركز على الاستخبارات، إلى جانب عمليات فرض طوق من حول المدينة، كما يحدث الآن".

وفي السياق، نقلت الصحيفة مطالبة السلطات المحلية في "إسرائيل" بحرب في الضفة الغربية، انضمّت إليها وزيرة المستوطنات، أوريت ستروك، التي دعت "الكابينت" السياسي - الأمني ​​إلى "اتخاذ إجراءات طارئة، بما في ذلك إعلان حالة الحرب الضفة".

وبحسب قولها، "فقد تم تنفيذ هجوم مزدوج في غوش عتصيون بعد أسبوعين فقط من إطلاق سراح خمسة من قادة حماس في الخليل، والذين كانوا قد اعتقلوا في بداية الحرب". 

وأضافت ستروك: "مع اندلاع الحرب، كانت هناك موجة من الاعتقالات للنشطاء الرئيسيين في الضفة. ويأتي إطلاق سراحهم ضمن سلسلة عمليات الإفراج التي تمت، أو من المتوقع أن تتم قريباً بسبب الصعوبات القانونية وعدم توفر أماكن في السجون".

وتأتي هذه المخططات الإسرائيلية لتوسيع العدوان على الضفة الغربية في ظل تصاعد القلق من تطور العمل المقاوم في المنطقة، وهو تطور يعكسه أداء المقاومين، حيث تواصل فصائل المقاومة في الضفة تصديها للعملية العسكرية المستمرة، التي أكملت أسبوعها الأول، وذلك من خلال العمليات والكمائن النوعية وتفجير العبوات، وبالاشتباكات المسلحة. 

وتتوعد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من العمليات في إطار التصدي والرد على عدوانه في الضفة وغزة، حيث هدّدت كتائب القسام أمس، في بيان، بأنّ "كل محافظات الضفة ستخبئ مفاجآت مؤلمة للمحتل".

اقرأ أيضاً: سيوف "إسرائيل" الحديدية تنتقل إلى الضفة... ما الذي تسعى خلفه!

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك