"ذي كونفرزيشن": حزب الله أكبر تهديد وجودي لـ"إسرائيل"
موقع أميركي يتحدّث عن فشل الردع الإسرائيلي أمام حزب الله، ويتطرّق إلى الحرب النفسية التي يشنّها حزب الله على "إسرائيل". ماذا في التفاصيل؟
تحدّث موقع "ذي كونفرزيشن" الأميركي، عن التهديدات التي تواجهها "إسرائيل" الآن بسبب الجبهة في الشمال، واصفاً إياها بأنّها "أكبر تهديد وجودي لها"، مشيرة إلى أنّ "حزب الله يتعلّم باستمرار ويكتسب الخبرة من ساحة المعركة ويتطوّر يوماً بعد يوم".
وذكر تقرير الموقع الأميركي أنّ حزب الله كثّف هجماته على "إسرائيل" في الثاني من حزيران/يونيو، حيث أطلق وابلاً من الصواريخ مما أدى إلى اندلاع حرائق غابات هائلة في "إسرائيل"، وجاء ذلك بعد يومين من الكشف عن إسقاط واحدة من أكثر الطائرات من دون طيار الإسرائيلية تطوراً - وهي الأحدث من بين العديد في عمليات الدفاع الجوي.
ومن الواضح، بحسب التقرير الأميركي، أنّ أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر كانت بمثابة علامة على "انهيار عقيدة الأمن القومي الإسرائيلي"، مؤكداً فشل 3 عناصر فشلاً ذريعاً وهي: الردع، والإنذار المبكر، والدفاع.
وتابع بالقول إنه في ظل الصراع مع حزب الله، الذي تخوضه "إسرائيل" إلى جانب حربها على غزة، لا يزال الضرر يلحق بهذه العناصر بشكلٍ لا يمكن إصلاحه.
حزب الله تعلّم الكثير عن قدرات "الجيش" الإسرائيلي
ولفت التقرير إلى أنّ حزب الله، وهو جزء من محور المقاومة "أثبت قدرته على تحديد نقاط الضعف في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وتحديد الأهداف، وتنفيذ عمليات معقّدة بشكلٍ شبه يومي".
كذلك، بيّن الموقع أنّ رد إيران على "إسرائيل" في نيسان/أبريل، كان خطوة مهمة يبدو أنها ستؤتي ثمارها الاستراتيجية لحزب الله، مؤكّداً أنّه شكّل تغييراً في حسابات طهران، وفي الوقت ذاته أظهر أن "إسرائيل لا تستطيع حماية نفسها من الانتقام، ولا يمكنها ردع الهجمات، من دون مساعدة حلفائها العرب والغربيين".
أمّا من الناحية الأمنية، فأشار التقرير إلى أنّه يمكن القول إنّ "إسرائيل لم تعد تتمتع بتفوق جوي غير مقيد وحرية عمل فوق لبنان"، مذكّراً بإسقاط حزب الله في 14 أيار/مايو، بالون مراقبة إسرائيلياً، ومهاجمة قاعدة إطلاقه ووحدة التحكّم المستخدمة لتشغيله، بالإضافة إلى ذلك تمكّن من إسقاط عدد من الطائرات من دون طيار الأكثر موثوقية وتطوراً في "إسرائيل".
حزب الله يجعل "إسرائيل" مهزومة من الداخل
وتطرّق التقرير الأميركي إلى الحرب النفسية التي يشنّها حزب الله على "إسرائيل"، قائلاً إنّ "التهديد المتزايد الذي يشكّله الحزب أدى إلى غرس شعور بالقلق والتشاؤم بين الإسرائيليين"، معتبراً أنّ هذا من شأنه أن يعطي "المجتمع الإسرائيلي الذي يعاني من استقطاب عميق المزيد من الأسباب للتشكيك في سلوك القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل".
وأشار التقرير إلى أنّ حزب الله ألحق أضراراً جسيمة في المستوطنات الشمالية، والتي أصبح العديد منها الآن مهجوراً، وفي المقابل يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو توجيه تهديدات لا حصر لها ضد حزب الله على مدار الحرب، ومعه تفشل صورة الردع الإسرائيلي.
ويستخلص التقرير الأميركي أنّ "الجيش" الإسرائيلي يبدو "غير قادر على مواصلة التكيّف مع الضغوط المتصاعدة على أرض المعركة، كما أنه ليس مستعدّاً لشن حرب واسعة النطاق مع حزب الله نظراً لتداعياتها الخطيرة"، وبالتالي فإنّ "إسرائيل" اليوم أمام أكبر تهديد وجودي لها من حزب الله.