"تلغراف": الحرب في الشرق الأوسط قد تكسر الاتحاد الأوروبي
صحيفة "تلغراف" البريطانية، تقول إنّ الحرب في الشرق الأوسط قد تكون هي الأزمة التي ستكسر الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف.
ذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية، اليوم الخميس، أنّ الحرب في الشرق الأوسط قد تكون هي الأزمة التي ستكسر الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف.
وأوردت الصحيفة أنه "بعد عقد صعب تألّف من فترات قصيرة من الأزمات تخللتها ركود خفيف، فإنّ آخر ما يحتاج إليه الاقتصاد الأوروبي هو المزيد من الاضطرابات الجيوسياسية، والتي يمكن أن تحدث على أي حال".
وأشارت إلى أنه "مع استعداد القوات الإسرائيلية لدخول غزة، فإنّ أي صراع محلي من شأنه أن يتحول إلى حرب إقليمية، وبينما يتحدث الدبلوماسيون، تستمر الأحداث على الأرض في التفاعل".
وبحسب الصحيفة، "حتى لو كان المنطق السليم والمصلحة الذاتية يقتضي ضبط النفس، فلا أحد يستطيع السيطرة بشكل كامل على الأحداث (وهذا ما حصل بعد انفجار المستشفى الأهلي العربي)"، مشيرةً إلى أنّ "المتغير الرئيسي هو طهران".
ووفق ما تابعت، "ليس من الصعب أن نرى كيف يمكن لإسرائيل والولايات المتحدة أن تجدا نفسيهما متورطتين في حرب إقليمية متعددة الجبهات، مع احتمال تورط إيران بشكل مباشر أيضاً"، مؤكدةً أنّ "هذا من شأنه أن يكون كارثياً بالنسبة لجميع الأطراف المعنية، ولكن أيضاً بالنسبة لأوروبا".
ولفتت "تلغراف" إلى أنّ الاتحاد الأوروبي مرّ "بعقدٍ عاصف"، مضيفةً أنه "سرعان ما أعقب الانكماش الوحشي خلال فترة الركود الكبير، أزمة منطقة اليورو وسنتين أخريين من النمو السلبي، وكذلك تدهور الوضع السياسي".
وأردفت الصحيفة بأنّ "أزمة المهاجرين عام 2015 وسلسلة من الهجمات الإرهابية مهّدا الطريق، لتصاعد الشعبوية في جميع أنحاء الكتلة، وكذلك فعل استفتاء عام 2016 الذي شهد تصويت بريطانيا لصالح المغادرة منها".
كما أشارت إلى أنّ هذه الأزمات أعقبتها الحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة.
وبحسب ما تابعت، يبدو أنّ التوقعات الحالية هي فترة من التوترات المتزايدة، ولكن ليس المزيد من التصعيد، وهذا من شأنه أن يشكل عائقاً مزعجاً أمام النمو الأوروبي البطيء بالفعل.
وأوضحت أنّ الاتحاد الأوروبي "عانى بالفعل من انقطاع كبير في الطاقة، وأعاد تنظيم واستبدال النشاط المعتمد على روسيا"، مؤكدةً أنه "سيكون التعامل مع مجموعة ثانوية من الاضطرابات أمراً بالغ الصعوبة، وخاصة في ضوء أعباء الديون الثقيلة التي تراكمت على مدى العقد الماضي".
يُشار إلى أنّ مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية ذكرت، قبل أيام، أنّ الدول الأوروبية تشعر بالقلق بسبب "عدم قدرتها على إرسال مساعدات عسكرية لإسرائيل"، وذلك بعد استنزاف احتياطاتها نتيجة إرسالها إلى أوكرانيا.
وقالت المجلّة إنّ الدول الأوروبية ناقشت إمكانية تقديم مساعدة عسكرية لـ"إسرائيل"، مُشيرةً إلى أنّ العديد من المسؤولين الأوروبيين قلقون بسبب أنّ "المساعدات المُرسلة مِن قِبلهم إلى أوكرانيا، لم تبقِ لديهم أي شيء تقريباً".