ولايتي للميادين نت: الأميركيون لا يستطيعون مقاومة إيران وعليهم مغادرة منطقتنا
الميادين نت تنشر حواراً مع، علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الإيراني للشؤون الدولية، تحدث فيه عن مكانة إيران في المنطقة وتخطيها للعقوبات الأميركية، بالإضافة إلى علاقتها بمحور المقاومة والسعودية.
قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إن مشكلة الأوربيين والغرب هي أنهم يعتقدون أن العالم أحادي القطب، وأن أميركا قوة عظمى، وكل من يعارض وجهة نظر الأميركيين هو ضدهم".
وفي مقابلة مع الميادين نت، رأى ولايتي أن الأميركيين "يريدون أن يكونوا في مكان وموقع يمكّنهم من نهب ثروات الدول الأخرى، كالنفط الذي يسرقونه من سوريا".
ورأى ولايتي أنه "كان للأوروبيين ذات يوم سياسات مستقلة، لكن اليوم هم يخضعون لأميركا، والأضرار التي لحقت بأوروبا في أثناء أزمة أوكرانيا هي بسبب التبعية للولايات المتحدة"، معتبراً أن "الحل للوضع الدولي الحالي هو انسحاب الناتو وحل الأزمة عن طريق الجلوس في الأمم المتحدة وحل المشاكل والقضايا العالقة".
ولايتي: الأميركيون لا يستطيعون مقاومة إيران وعليهم مغادرة هذه المنطقة
وفي ما يتعلق بالأحداث الأخيرة في إيران، قال ولايتي إنّها "كانت مؤسفة جداً ومحزنة للجميع، والإيرانيون لديهم مشاعر عالية وكانت لهم ردود فعل منطقية".
وأكد أنّ "أميركا وإسرائيل ليستا قويتين بما فيه الكفاية لتقسيم إيران، والشعب الإيراني العظيم لن يسمح بهذا الأمير، لكنهما كثّفتا هذه الضغوط لأنهما رأتا أن إيران تنمو بالرغم من العقوبات، وأنّنا أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة في المنطقة"، مؤكداً أن "الأميركيين لا يستطيعون مقاومة إيران وعليهم مغادرة هذه المنطقة".
إيران تتخطى العقوبات بالتوجه شرقاً
وأشار في هذا السياق، إلى أنّ "إيران ومن خلال سياسة التطلع نحو الشرق، قلّلت تدريجياً من آثار العقوبات الشديدة التي فرضتها الولايات المتحدة والغرب، وهو أمر نادر في التاريخ".
وقال: "تلاحظون ازدحام جدول أعمال ولقاءات العمل المؤثرة لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية في تشكيل وتنمية العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية، التي يمكن رؤية أمثلتها في الانضمام إلى منظمة شنغهاي وأوراسيا وما إلى ذلك، والعلاقات المتنامية مع دول الجوار".
وأكد ولايتي إلى أن "منظمة شنغهاي تُعد حقاً فرصة ثمينة لإيران، حيث أنّ أكثر من نصف سكان العالم أعضاء فيها، وتضم اقتصاداً قوياً مثل الصين، وفي شنغهاي لدينا تعاون مكثف على نحو مباشر مع الروس ودول آسيا الوسطى".
كما لفت إلى أن "بعض الأطراف كانوا يحاولون منع الآخرين من شراء النفط والغاز من إيران، لكنّ الصينيين، الذين لديهم أعلى معدل استهلاك للطاقة، كانوا يشترون النفط في ذروة الحظر"، مشدداً على أنّ "إيران لديها علاقات مع الصين تمتد لألفي عام".
وذكر أن "إيران توفر في مسألة تبادل النفط في إطار الترانزيت عبر ميناء تشابهار وأذربيجان، 40% من الوقت وفي تكاليف العبور"، مشيراً إلى أنه "يمكن تطبيق ذلك مع الهند ودول جنوب شرق آسيا الأخرى أيضاً".
وقال ولايتي إنه "لدى إيران أفضل وضع للعبور والترانزيت في المنطقة، ولدينا 15 بلداً مجاوراً، وهذه فرصة عظيمة جداً. لذلك استطاعت إيران تعويض النواقص التي افتعلها الغربيون، عبر التوجه نحو الشرق".
العلاقات الإيرانية السعودية
وأكد ولايتي أن "إيران جارة للسعودية، وليس لديها مشكلة، وعلينا أن نعيش معاً"، وقال إنه"يجب أن تكون السفارات نشطة في كلا البلدين، لأنه يمكن حل النزاعات بطريقة أفضل، ومما لا شك فيه، أنه بسبب الاحترام المتبادل والاحتياجات القائمة، هناك إمكانية لحل بعض الخلافات في وجهات النظر والآراء".
علاقة إيران بدول بمحور المقاومة
قال مستشار المرشد الإيراني، إنّ "إيران في قلب جبهة المقاومة وتعمل جنباً إلى جنب مع اليمن ولبنان وسوريا وفلسطين والعراق، فهي قد ساعدت العراقيين ضد داعش، وما حدث في سوريا كان فريداً أيضاً، لذلك لدينا أصدقاء في المنطقة ونحن معاً إلى جانب بعضنا البعض".
وأكد أن "تاريخَي إيران والعراق قريبان بعضهما من بعض، ولم تكن هناك حرب بيننا وبين العراق في أي وقت من الأوقات أبداً، والحرب التي شنّها صدام كانت على الشعبين، وهذا العمل والعدوان لم يكونا وفقاً لإرادة الشعب العراقي".
وبشأن العراق، هنّأ ولايتي الحكومة والشعب العراقيين على تمكنهما من تجاوز مرحلة صعبة جداً بعد تحمّل الكثير من المصاعب، وقدرتهما على تأليف حكومة.
وأشار إلى أنه عندما جاء وتظاهر بعض الأشخاص مثل أنصار التيار الصدري، أظهر الحشد الشعبي نضجاً وانضباطاً كاملين، ولم يعارض الاحتجاجات رعايةً للمصالح العامة".
وأضاف: "لقد عاش الشعب العراقي تاريخاً طويلاً من الديكتاتورية التي فرضها البعثيون، وبعد مجيء الأميركيين لم يطردهم أي بلد بصورة عاجلة ومؤثرة أكثر من العراقيين"، مؤكداً أن "إيران تدعم العراق".
وعن لبنان، لفت ولايتي إلى أنّه "كانت للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مقاومة بطولية في منطقة شمال البحر الأحمر التي كانت تعرف تاريخياً بمنطقة "قلزوم"، ومن هناك أعلنوا لـ"إسرائيل" أنه ليس لديك الحق في التطاول على موارد الطاقة في لبنان".
وقال ولايتي: "أعرف السيد حسن نصر الله منذ 40 عاماً. وهو يدافع عن البلاد في شمال لبنان وجنوبه ومنطقة شمال البحر الأحمر التاريخية. نحن ندعم لبنان ويجب بكل تأكيد تحديد هذا الخط البحري الحدودي، ويجب أن تغادر إسرائيل" منطقة الحدود البحرية اللبنانية"، مشيراً إلى أن "مواقف السيد حسن نصر الله الحازمة والصلبة أثارت إعجاباً كبيراً لدى شعوب المنطقة والعالم الإسلامي".
وأضاف أنه "في الطرف الآخر وفي جنوب منطقة البحر الأحمر وجنوب مضيق باب المندب، هناك قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي ومعه مقاتلون جهاديون تربطهم علاقة وثيقة جداً بإيران، فنحن نساعد السيد الحوثي ولبنان وسوريا والعراق والآخرين".
وتابع: "لقد اقترب محور المقاومة من التفوق في المنطقة، ونوع التفاعلات والتواصل بين مكوّنات جبهة المقاومة جيدة جداً، في حين أن الغربيين ليسوا معاً، هم يجلسون جنباً إلى جنب بالإجبار، لكننا نحن وأهل العراق وسوريا ولبنان واليمن، فلسطين كالإخوة، وهذا له قيمة كبيرة".
كذلك رأى ولايتي أن "الولايات المتحدة الأميركية تضغط على الدول لتطبيع العلاقات، وأن كل الخطط والمشاريع الموضوعة حول فلسطين والصهاينة، كانت لمصلحة إسرائيل، من كامب ديفيد ومدريد وأوسلو وواشنطن وكامب ديفيد-2، والأسوأ من ذلك كله، اتفاقية العقبة وميثاق أبراهام".
وأضاف أنّه "من الواضح أن بعض هؤلاء القرار ليس بأيديهم، وأن الآخرين يتخذون القرارات بالنيابة عنهم، وليس لهم استقلال. الاستقلال يعني امتلاك سلطتك الخاصة، التي لا يمتلكونها".
وتابع في هذا السياق: "لحسن الحظ فإن العالم الإسلامي والدول المحبة للحرية لا يلتفتان إلى هذه الأعمال ويبحثان عن حرية القدس"، ونحن على يقين بأن حركة الصحوة الإسلامية العظيمة وإحياء القيم الإسلامية، التي بدأها قائد الثورة العظيم حضرة الإمام الخميني واستمرت في عهد خليفته السيد الخامنئي، ستستمرُّ، وأهم إنجاز فيها هو تشكيل جبهة المقاومة التي استمرت بقوة، وستعمل قريباً مع كل المسلمين الأحرار في العالم على تحرير فلسطين من هيمنة الكيان الصهيوني الغاشم واحتلاله".