واشنطن تقرر إخلاء السفارة الأميركية في أفغانستان وتلف المستندات الحساسة
وسائل إعلام أميركية تقول إن هناك أوامر بتلف المستندات في السفارة الأميركية في كابول، وأن إخلاء كامل للسفارة الأميركية بات "أمراً حتمياً".
أفادت وكالة "بلومبرغ" الأميركية بأنه "طُلب من موظفي السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية كابول البدء في تلف المستندات الحساسة، مما يؤكد أن إدارة بايدن تستعد لاحتمال أن تغزو حركة طالبان السفارة على الرغم من التأكيدات العامة بأن المبنى لا يزال قيد التشغيل".
وأشارت "بلومبرغ" إلى أنه "طُلب من الموظفين إتلاف أي شيء يحمل شعارات أو أعلام أميركية، أو أي مواد يمكن إساءة استخدامها في جهود الدعاية".
وقال مسؤولان في السفارة لـ"بلومبرغ" بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إن هذه الاجراءات "تتفق مع الخطط الموضوعة لمعظم القوات الأميركية في أفغانستان للمغادرة بحلول نهاية الشهر".
إخلاء السفارة الأميركية في أفغانستان "أمر حتمي"
في السياق نفسه، قالت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، إن "البنتاغون بدأ بالتخطيط لانسحاب كامل للمهمة الأميركية في كابول، والقيادة المركزية الأميركية ترى إخلاء كامل للسفارة على أنها حتمية".
كما أشارت إلى أن المسؤولين أمروا الموظفين في السفارة بالبدء في إتلاف الوثائق والمعدات"، وتتضمن القائمة "وثائق سرية، وإلكترونيات، وعناصر كبيرة سيتم سحقها بأسطوانة كبيرة، وأي وثائق تحمل أعلاماً أميركية يمكن إساءة استخدامها في جهود الدعاية".
وفي وقت سابق، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر رسمية أنّ الولايات المتحدة الأميركية تدرس نقل سفارتها إلى مطار كابول مع "تدهور الوضع الأمني في أفغانستان".
وأوضحت المصادر أنّ "هذا القرار سيمكّن واشنطن من إخراج الدبلوماسيين من هناك بصورة أسرع إذا أصبح ذلك ضرورياً، إذ قد تكون هناك تحديات في المستقبل بشأن عملية الانتقال من السفارة إلى المطار".
ونقلت الشبكة عن مسؤول عسكري في البنتاغون تأكيده" توجُّه نحو 3000 عسكري إلى أفغانستان لتوفير الحماية لانسحاب الرعايا الأميركيين والدبلوماسيين من السفارة الأميركية في كابول".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، جون كيربي، إنّه "لا خطط ولا نقاش بشأن استخدام مطار حامد كرزاي الدولي قاعدةً لشن غارات جوية في أفغانستان وحولها".
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إنّ "ما نقوم به ليس تخلياً عن أفغانستان، وليس إخلاءً، وليس انسحاباً كاملاً، والآثار المترتبة على هذا القرار لا يجب أن تكون كبيرة".
وأشار برايس إلى أنّ القوات الإضافية هي "لحماية الأفراد الأميركيين، وليس إرسال مزيد من القوات للبقاء هناك"، مؤكّداً أنّه "برز إجماع دولي على أنّ أي حكومة تستولي على السلطة في أفغانستان من خلال القوة لن يتم الاعتراف بها، ولن تتمتع بالشرعية".
أيضاً، قال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي آدم سميث، إن "تقليص عدد موظفي سفارتنا ونقلها من كابول خطوة عملية نظراً للوضع الأمني المستمر في البلاد"، لافتاً إلى أنه "بينما تتدهور الحالة الأمنية في أفغانستان، يجب أن تتطور استراتيجيتنا في المنطقة".
واعتبر سميث أن "سلامة وأمن الأميركيين يجب أن تأتي دائماً في المقام الأول"، معلناً دعمه قرار إدارة بايدن بتخفيض موظفي السفارة الأميركية.
هذا وتواصل حركة طالبان تقدمها في أفغانستان، وأعلنت سيطرتها على مراكز ولايات جديدة، وقطع الكهرباء عن كابول.