واشنطن تُعيد رسم سياستها في أفريقيا لمواجهة موسكو وبكين

الولايات المتحدة تكشف، في وثيقة، إعادة صياغة شاملة لسياستها في أفريقيا جنوبي الصحراء، وتتحدّث عن الأهداف التوجيهية الجديدة التي كُشف عنها.

  • واشنطن تُعيد رسم سياستها في أفريقيا لمواجهة موسكو وبكين
    واشنطن تُعيد رسم سياستها في أفريقيا لمواجهة موسكو وبكين

كشفت الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، إعادة صياغة شاملة لسياستها في أفريقيا جنوبي الصحراء، بحيث تعتزم "مواجهة الوجود الروسي والوجود الصيني، وتطوير أساليب غير عسكرية ضد الإرهاب".

تتزامن هذه الاستراتيجية الجديدة مع بدء وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، جولته الأفريقية الثانية، التي تقوده إلى جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا.

وتؤكد الوثيقة التوجيهية الجديدة، التي كُشف عنها، أنّ "للولايات المتحدة مصلحة كبيرة في ضمان إبقاء المنطقة مفتوحة ومتاحة للجميع، وأنّ الحكومات والشعوب يمكنها بنفسها اتخاذ خياراتها السياسية".

وأضافت أنّ "المجتمعات المفتوحة تميل عموماً إلى العمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وجذب مزيد من التبادلات التجارية والاستثمارات الأميركية، ومواجهة الأنشطة الضارة لجمهورية الصين الشعبية وروسيا والجهات الأجنبية الأخرى".

وتعرض الوثيقة، التي تحمل عنوان "استراتيجية الولايات المتحدة تجاه أفريقيا جنوبي الصحراء"، بالتفصيل، 4 أهداف تمتد خمسة أعوام، هي "دعم المجتمعات المفتوحة، وتقديم مكاسب ديمقراطية وأمنية، والعمل على الانتعاش بعد الجائحة، وإتاحة الفرص الاقتصادية، ودعم المحافظة على المناخ والتكيف معه والتحول المنصف للطاقة".

وذكرت الوثيقة الأميركية أنّ بكين تتصرف في أفريقيا كأنّها "ساحة لتحدي النظام الدولي القائم على قواعد، ولتعزيز مصالحها التجارية والجيوسياسية الخالصة، ولإضعاف علاقات الولايات المتحدة بالشعوب والحكومات الأفريقية". 

أمّا بالنسبة إلى روسيا، فذكرت الوثيقة أنّها "ترى أنّ المنطقة تمثّل بيئة مستباحة للشركات شبه الحكومية والعسكرية الخاصة، وغالباً ما تخلق حالة من عدم الاستقرار من أجل كسب مزايا استراتيجية ومالية".

وتؤكد الاستراتيجية الجديدة أنّ جنوبي الصحراء الأفريقية "يؤدي دوراً حاسماً في دفع الأولويات العالمية لمصلحة الأفارقة والأميركيين"، مشيرةً إلى أنّ "المنطقة تتمتع بأحد أعلى معدلات النمو السكاني في العالم، فضلاً عن أكبر مناطق التجارة الحرة، والأنظمة البيئية الأكثر تنوعاً".

وتقترح الوثيقة بذل جهود متزايدة "لوقف الموجة الأخيرة من الاستبداد والانقلابات العسكرية، من خلال العمل مع الحلفاء والشركاء في المنطقة على الرد على التقهقر الديمقراطي وعلى انتهاكات حقوق الإنسان".

وأضافت أنّ الولايات المتحدة ستستخدم "قدراتها الأحادية، أي العسكرية، ضد أهداف إرهابية، فقط عندما يكون ذلك قانونياً، وحيث يكون التهديد أكثر حدة". والهدف من ذلك هو إعطاء الأولوية "للمقاربات التي يقودها المدنيون حيثما يكون ذلك ممكناً وفعالاً".

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكّد، في وقتٍ سابق، أنّ "تطوير شراكة شاملة مع الدول الأفريقية لا يزال بين الأولويات المهمة لسياسة روسيا الخارجية. ونحن منفتحون على مزيد من بنائها على نحو يتماشى مع القرارات الاستراتيجية التي اتخذت في القمة الروسية الأفريقية الأولى، في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2019 في سوتشي".

وأكد لافروف أنّ روسيا منفتحة على بناء شراكة شاملة مع البلدان الأفريقية، وستواصل الوفاء بالتزاماتها لتزويد هذه البلدان بالأغذية والأسمدة وناقلات الطاقة.

وأكدت الصين، مثل روسيا، في وقتٍ سابق، أنّ "أنشطتها  في أفريقيا ليست استعمارية، على عكس عدد من الدول الأوروبية".

يُشار إلى أنّ من المقرر عقد قمة أميركية أفريقية في 13 كانون الأول/ديسمبر في واشنطن.

اخترنا لك