"واشنطن بوست": الجنود الأميركيون موجودون في أوكرانيا قبل أن يُصدر بايدن توجيهاته

قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن وضع 8500 جندي على أهبة الاستعداد للانتشار قرب الأراضي الروسية، يُعيد تسليط الضوء على وجود عدد من الحرس الوطني في فلوريدا داخل أوكرانيا.

  • أقل من 200 عسكري من الحرس الوطني في فلوريدا داخل الأراضي الأوكرانية (صورة أرشيفية)
    أقل من 200 عسكري من الحرس الوطني في فلوريدا داخل الأراضي الأوكرانية (صورة أرشيفية)

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن "قرار الرئيس الأميركي، جو بايدن، وَضْعَ 8500 جندي في حالة تأهب قصوى عند الحدود الروسية، أدى إلى إعادة تسليط الضوء على "الحقيقة المزعجة والمتمثلة بأن لدى أميركا فعلاً عسكريِّين يرتدون الزي العسكري داخل أوكرانيا". وينتمي هؤلاء، بحسب الصحيفة، إلى الحرس الوطني في فلوريدا.

وتابع كاتب المقال، أوليفر نوكس، قائلاً إن "عدد العسكريين يبلغ أقل من 200، وهم ليسوا هناك لصد القوات الروسية، إنّهم يدرّبون ويقدمون المشورة إلى الجيش الأوكراني. ويقال إنّهم في غربي أوكرانيا، بعيداً عن الحدود الشرقية، حيث حشد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوّة لا أصدق أنها ليست للغزو".

وأشار إلى أنّ "وجودهم يُضيف صعوبات في المحادثات بين واشنطن والعواصم الأوروبية بشأن ما إذا كانت روسيا ستغزو أوكرانيا، وكيفية الرد"، موضحاً أنّ "هؤلاء الأفراد الأميركيين قد يكونون في خطر".

وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قبل أسبوعين، إنّه ما من توقُّع بشأن "ما سنفعله أو لن نفعله إذا كان هناك توغل"، مضيفاً أنّ بلاده ستتخذ "جميع القرارات الملائمة والسليمة للتأكد من سلامة موظفينا".

وبحسب الصحيفة، فإنّ "الجمهوريين يتخذون، على نطاق واسع، 3 مسارات في أوكرانيا. واتهم البعض بايدن بعدم القيام بما يكفي لردع بوتين. وعمل آخرون مع الديمقراطيين على تشديد حزمة عقوبات محتملة ضد روسيا، بينما طرح معسكر آخر تساؤلات عن سبب حاجة أميركا إلى مساعدة أوكرانيا".

وقال الكاتب إنّ "السؤال المطروح الآن، هو: ماذا سيحدث إذا قرر بوتين، الذي يأسف بانتظام لانهيار الاتحاد السوفياتي، التصرف بطريقة عسكرية، من أجل خنق الديمقراطية الوليدة، والتي لديها تطلعات إلى الانضمام إلى حلف الناتو؛ التحالف المصمَّم لردع الاتحاد السوفياتي".

وذكرت الصحيفة أنّ المسؤولين الأميركيين لا يشيرون، في الوقت الحالي، إلى أنّ هناك "تغييراً وشيكاً في المسار".

وقال كيربي إنّه "لم يتم اتخاذ أي قرار من أجل تغيير مهمات" العسكريين الأميركيين، أو "إزالتها"، مضيفاً "نحن نعدّ سلامتهم مصدراً بالغاً للقلق، ومن الواضح أننا سنراقب الأحداث عن كثب من أجل تحديد إذا كان هناك أيّ تغيير في وجودهم".

وأعلن كيربي، في الـ18 من كانون الثاني/يناير، أنّه "لا توجد خطط من أجل زيادة حجم الوجود العسكري الأميركي في أوكرانيا"، مشيراً إلى أنّه "لا توجد قوات مناوبة إضافية مخصَّصة لأوكرانيا في الوقت الحالي، ولا تغييرات فيما يفعله الحرس الوطني لفلوريدا على الأرض".

وأوضح أنّ "قوات الحرس الوطني موجودة حالياً لأغراض التدريب فقط. سنتخذ قرارات بشأن وجودهم في الوقت الملائم. ولا تزال سلامتهم وأمنهم مصدراً بالغاً للقلق".

ورفض البيت الأبيض الإفصاح عما إذا كان بايدن يعتزم التحدث إلى الأعضاء المنتشرين في فريق لواء المشاة القتالي الـ53، أو الاحتفاظ بهم في أوكرانيا.

وكان بايدن واضحاً في أن "القوات الأميركية لن تُرسَل إلى أوكرانيا للقتال في حالة حدوث غزو آخر من جانب روسيا". 

ولفت الكاتب إلى أنّ "المواجهة قد تدخل مرحلة جديدة"، بعد أنّ سلمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، يوم الأربعاء، ردوداً مكتوبة على مطالب الكرملين بضمانات أمنية من شأنها أن تحدّ التوسعَ الإضافي للتحالف العسكري وأنشطته في أوروبا الشرقية.

وقال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، للصحافيين إنّ "الردود التي سلّمها السفير الأميركي لدى روسيا، جون سوليفان، باليد إلى وزارة الخارجية الروسية، تحدّد مساراً دبلوماسياً جاداً من أجل المضي قُدُماً إذا اختارت روسيا ذلك".

وأضاف أنّ الوثيقة تقدّم "مقترحاتنا الخاصة بشأن المجالات التي قد نكون قادرين فيها على إيجاد أرضية مشتركة" مع روسيا.

وكان الرد الأولي على المقترحات من بعض المشرِّعين ذوي النفوذ في روسيا هو "الازدراء"، بحسب وصف الصحيفة.

وقال عضو البرلمان الروسي، فلاديمير دشاباروف، وهو شخصية بارزة في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد، إنّ روسيا "أوضحت خطوطها الحمراء فيما يتعلق بتوسيع الناتو"، مشيراً إلى أنّ رفض الولايات المتحدة قبولها "حرر روسيا من القيام بكل ما تراه ضرورياً". 

وأضاف، لوكالة الانباء الروسية "إنترفاكس"، أنّ "أيدينا الآن غير مقيدة، ويمكننا أن نفعل ما نريد".

اخترنا لك