"واشنطن بوست": التحالف بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" يزداد توتراً
الضغوطات السياسية والأصوات المنددة بنتنياهو وحكومته، وجدت لها صدىً لدى الإدارة الأميركية، ما أفرز علاقةً متوترة، إذ لا يتقاطع البيت الأبيض في عدة قضايا مع حكومة الاحتلال الحالية.
ازدادت العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" توتراً، في الأسابيع الأخيرة، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة. كما أوردت أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، اشتبكتا في عدد من القضايا، أبرزها خطط الأخير لإصلاح النظام القضائي، وصولاً إلى جهوده لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
وذكرت الصحيفة في مقالٍ للكاتب هنري أولسن، أنّ العلاقة المتوترة تدور حول أكثر من مجرد خلافات سياسية، لافتةً إلى أنه "خلاف أيديولوجي لا مفر منه"، بين الديمقراطيين الأميركيين و"إسرائيل اليمينيّة بشكل متزايد"، والذي سيغير بشكل أساسي التحالف المستمر منذ عقود.
وأوضح الكاتب أنّ مرحلة بداية تشكل "إسرائيل" كانت تحت سيطرة "التيار الأشكنازي العلماني ذو النزعة اليسارية، لكنّ ذلك تغير مع هجرة المزيد من اليهود الشرقيين، القادمين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مما أدى إلى حصول الفوز الصادم لحزب الليكود القادم من يمين الوسط في عام 1977، بناخبيه الذين يميلون إلى أن يكونوا أكثر تديناً، وصقوراً قومية أمام أشكناز يسار الوسط".
وأشارت الصحيفة إلى دور التغيرات الديموغرافية منذ ذلك الحين، في دفع السياسة الإسرائيلية نحو اليمين، وهذا يعني أن تأثير اليمين الديني، سينمو حتماً في الانتخابات المقبلة وفق الصحيفة.
كذلك، يوثّق الأكاديمي الإسرائيلي دان بن دافيد هذا "الارتفاع الحتمي"، مشيراً إلى أن "الناخبين الحريديم يحضرون بمعدلات أعلى، ويصوتون بالإجماع تقريباً لأحزاب الحريديم".
وتعني هذه الحقائق أنّ السياسة الإسرائيلية التي يفضلها الديمقراطيون في واشنطن، وتضمنها "حكومات يسار الوسط التي يهيمن عليها سكان "تل أبيب" الليبرالية"، لم تعد ممكنة.
اقرأ أيضاً: للأسبوع السابع على التوالي.. احتجاجات حاشدة ضدّ حكومة نتنياهو
ولفتت الصحيفة إلى أن الناخبين اليمينيين يريدون ما قد يبدو "للعديد من الأميركيين على أنه امتيازات خاصة للسكان المتدينين، مثل الإعفاءات من التجنيد العسكري الشامل لليهود "الإسرائيليين"، والإعانات المكثفة لجالية الحريديم".
وستتفاقم هذه الضغوط، وفق "واشنطن بوست"، بما "أنّ اليمينيين يعلنون دون خجل أنهم يريدون السيطرة على الضفة الغربية بأكملها، إضافةً إلى سياسة متشددة تجاه إيران لا تقبل المساومة".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ نتنياهو سيترك السياسة في النهاية، لكن هذه الضغوط السياسية والأصوات لن تفعل ذلك، بل سيكون لها صدى مسموع لدى الإدارات الأميركية.
ورجّحت الصحيفة أنّ الإدارات الجمهورية في واشنطن لن ترى أي مشكلة في هذا،إلا أن الإدارات الديمقراطية ستظل بالتأكيد "مذعورة مما يحدث هناك".