هل تشرع بولندا في المرحلة الأولى من ضمّ غربي أوكرانيا؟
نائب أوكرانيّ سابق يكشف أنّ الغرب يخطط لضمّ أجزاء واسعة من غربي أوكرانيا إلى بولندا، ويشير إلى أن "العمل بدأ من أجل "إنشاء خطّ الدفاع عن غربي أوكرانيا".
توقع السياسي الأوكراني المعارض إيليا كيفا أن يتمّ ضمّ جزء من الأراضي الأوكرانية الرسمية إلى دولة بولندا قريباً.
وصرّح كيفا، النائب السابق في البرلمان الأوكراني من حزب المعارضة بزعامة فيكتور ميدفيدشوك المعتقل لدى كييف، بأنّ ضمّ الأراضي الأوكرانية إلى بولندا "سيتمّ نتيجة لاستفتاء شعبي سيتمّ طرحه على سكانها".
وفي قناته على منصة "تلغرام"، كشف النائب السابق، الذي قدّم طلب لجوء سياسي إلى روسيا، أنّ العمل بدأ من أجل "إنشاء خطّ الدفاع عن غربيّ أوكرانيا"، موضحاً أنّ "الأسلحة والذخائر المستوردة من أوروبا سيتمّ الاحتفاظ بها في المناطق الغربية من البلاد لهذا السبب".
وقال كيفا: "هذه هي المرحلة الأولى قبل تحقيق الانفصال وقيام أوكرانيا الموالية للغرب وعاصمتها لفيف"، مضيفاً: "سيحصل الانضمام إلى بولندا لاحقاً من خلال استفتاء شعبي".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها تداول هذه المعلومات، إذ سبق أن صرّحت جهات روسية عديدة بوجود خطة غربية تقضي بتقسيم أوكرانيا لضمان عدم وقوعها بيد موسكو مجدداً.
ولكنّ كلام الاستخبارات الخارجية الروسية عن هذا الأمر علناً في الـ 27 مننيسان/ أبريل 2022، يشير إلى أنّ التقييم الاستخباري الروسي مدعوم بمصادر موثوقة. فقد صرّح مدير الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، بأنّ السلطات البولندية "تخطّط للسيطرة على أوكرانيا".
وتابع موضحاً: "لدينا تقارير تفيد بأنّ واشنطن ووارسو تطوّران خططاً لفرض سيطرة عسكرية وسياسية قوية لبولندا على ما تسمّيه ممتلكاتها التاريخية في أوكرانيا".
وفقاً لتقييم الاستخبارات الروسية، فإنّ الخطة الغربية ستبدأ بنشر بولندا قوّات في غربي أوكرانيا بدعوى أنّ "مهمّتها الدفاع ضدّ أيّ تقدّم روسي"، وستكون تحرّكات بولندا العسكرية من دون تفويض من حلف "الــناتو"، لكنّها ستجمع تحالفاً من "الدول الراغبة بالانضمام إلى قوات الدفاع ضدّ التقدم الروسيّ".
وسبق أن قدّم نائب رئيس الوزراء البولندي، ياروسلاف كاتشينسكي، اقتراحاً إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لنشر بعثة حفظ سلام مسلحة تابعة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا.
وتقول روسيا إنّ سيطرة بولندا على أراضي أوكرانيا مرتبطة "بأطماع تاريخية"، إذ سبق أن خضعت أراضٍ واسعة في ما يعرف اليوم بغربي أوكرانيا لسيطرة الإقطاعيين البولنديين، الذين استغلوا شعوبها للعمل لديهم ضمن نظام الإقطاع، وأدّى إلى نشوء عداوات كبيرة بين الشعب الأوكراني والبولندي أدّت إلى "حروب استقلال"، كان آخرها في نهاية الحرب العالمية الأولى، وما تزال آثار الصراع على طبيعة "العلاقة الطبقية" بين الشعبين موجودة إلى اليوم.
واللافت أنّ الغرب يومها استخدم بولندا في سياق مشابه تماماً للسياق الذي يتحدّث عنه كيفا اليوم، إذ سعت عبر دول "الحلفاء" المنتصرة في الحرب العالمية الأولى إلى زيادة حدود بولندا لإضعاف الاتحاد السوفياتي واحتوائه.
وتعليقاً على الموضوع قال فلاديمير أولينشينكو، الباحث البارز في مركز الدراسات الأوروبية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم: "إلى أيّ مدى يمكن اعتبار هذه الأراضي بولندية اليوم هي قضية قابلة للنقاش للغاية. لا يتّفق الجميع في بولندا مع هذه الفكرة، لكنّ القيادة البولندية الحالية تدّعي امتلاك هذه الأراضي".
كما أشار ديمتري نوفيكوف، النائب الأوّل لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، إلى أنّ "غزو بولندا المحتمل لأوكرانيا سيكون مخالفاً للقانون الدولي، حتى لو تمّ الإعلان عنه كمهمة لحفظ السلام".
بدوره، توقّع الخبير العسكري أليكسي ليونكوف أنّ القيادة الأوكرانية الحالية "من غير المرجّح أن تحاول منع دخول القوات البولندية"، موضحاً: "كييف لا تدير دولتها. أوكرانيا ليست واضعة للسياسات، بل هي منفّذ فقط. حكومة زيلينسكي ستفعل ما تأمرها واشنطن بفعله".