هدنة السودان الجديدة لم تصمد.. وإجلاء الرعايا الأجانب مستمر
وسط ترقّب السودانيين تنفيذ اتفاق سريان الهدنة بعد 10 أيام من المعارك، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة.
اتهمت قوات الدعم السريع في السودان الجيش بقصف مواقع تابعة لها في القصر الجمهوري في الخرطوم. وقالت مصادر صحافية إن "طائرة تابعة للجيش حلّقت في سماء مدينة أم درمان، وتصدت لها قوات الدعم السريع بطائرات مضادة".
بسم الله الرحمن الرحيم
— Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) April 25, 2023
قيادة قوات الدعم السريع
25-4-2023
ماتزال قيادة القوات المسلحة الانقلابية ومن خلفها كتائب النظام البائد تمارس خروقاتها المستمرة للهدنة المعلنة.
حيث هاجمت القوات الانقلابية قبل قليل بالمدافع ارتكاز قوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري بالخرطوم وهو تصرف جبان… pic.twitter.com/r9unnFYC8j
في المقابل، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بتنفيذ عددٍ من الخروقات ومحاولة "احتلال" مواقع داخل الخرطوم وخارجها.
بالرغم من سريان الهدنة لمدة ٧٢ ساعة التى وافقت عليها القوات المسلحة إلا أننا نرصد الكثير من الخروقات التي تقوم بها المليشيا المتمردة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم والتي تتمثل في الآتي: pic.twitter.com/JkXtKeKbCe
— القوات المسلحة السودانية - الإعلام العسكري (@GHQSudan) April 25, 2023
يأتي هذا الخرق بعدما أعلن الجانبان الموافقة على هدنة لمدة 72 ساعةً بناءً على وساطة سعودية أميركية، وأكد الجيش التزامه بالهدنة شرط التزام قوات الدعم السريع بوقف كل الأعمال العدائية.
وأكّدت مصادر ميدانية للميادين وقوع اشتباكات من حين إلى آخر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن هناك حالة كر وفر بين الطرفين.
وأوضحت المصادر أن قوات الدعم السريع هي التي تخرق الهدنة بسبب صعوبة القيادة في التواصل مع عناصرها.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد دعا طرفي الاقتتال إلى الالتزام الفوري والكامل بالهدنة، وقال إن الولايات المتحدة ستنسق مع الشركاء الإقليميين والدوليين والأطراف السودانية للمساعدة في إنشاء لجنة للإشراف على التفاوض.
وجاءت الهدنة التي لم تصمد نهاراً واحداً بالتزامن مع استمرار عمليات إجلاء الأجانب من السودان، وكثّفت الدول جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية براً وبحراً وجواً.
وتسبّب الاقتتال في الخرطوم بهرب الآلاف من العاصمة. ويقول السكّان الفارون إنّ العاصمة أصبحت مدينة أشباح ملأى برائحة الدخان والموت.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، فإن مغادرة الخرطوم باتت هاجساً يؤرق سكانها البالغ عددهم 5 ملايين في ظل انقطاع الكهرباء ونقص المؤن والمياه.
وفي السياق، قال مسؤولون في منطقة الرنك في دولة جنوب السودان إن نحو 10 آلاف لاجئ دخلوا البلاد آتين من السودان في الأيام الماضية فارين من القتال.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن 459 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 3 آلاف و700 نتيجة الصراع المستمر في السودان.
كذلك، قال المكتب الأممي للشؤون الإنسانية في السودان إن ما لا يقل عن 11 مرفقاً صحياً تعرّض للهجوم، لافتاً إلى أن أسعار المواد الأساسية في ارتفاع حاد بسبب النقص، فيما ناشدت نقابة أطباء السودان جميع الكوادر الطبية القريبة من المستشفيات الإسراع في المساعدة العاجلة ومد يد العون إلى الطاقم الطبي المحدود.
ويشهد السودان اشتباكات واسعة النطاق منذ 15 نيسان/أبريل بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في مناطق متفرقة، يتركز معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى العلن، فيما فشلت كل محاولات التهدئة حتى الساعة.