"نيويورك تايمز": المدارس الأميركية تجبر الطلاب على الالتحاق ببرنامج عسكري حكومي

صحيفة "نيويورك تايمز" تقول إن العديد من المدارس الأميركية تضع الطلاب في برنامج تدريب عسكري إلزامي، في ظل ما يعاني منه الجيش الأميركي على مستوى الأفراد المنتسبين إليه.

  • البطاقات التعريفية للطلاب الذين كانوا جزءاً من برنامج
    البطاقات التعريفية للطلاب الذين كانوا جزءاً من برنامج "فيلق تدريب ضباط الاحتياط الصغار" في مدرسة ثانوية في جورجيا

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إنه في المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يتم وضع الآلاف من الطلاب في صفوف عسكرية من دون أن يكون للطلاب خيار في هذا الأمر.

وأضافت الصحيفة، أن طلاباً من مدرسة ثانوية في ديترويت وجدوا أنفسهم في حصة من برنامج "تدريب ضباط الاحتياط الصغار"، الذي يموّله الجيش الأميركي ومصمم لتعليم مهارات القيادة والانضباط والقيم العسكرية، وإعطاء الطلاب فكرة عن العمل العسكري.

وذكرت أنه خلال الفصل، "كان على الطلاب ارتداء الزي العسكري والامتثال لأوامر المعلّم"، مشيرةً إلى أنّه "عندما طالب العديد من الطلاب السماح لهم بالخروج من الفصل، رفضت إدارة المدرسة، وقالت إنه فصل إلزامي".

البرنامج العسكري، الذي يدرّسه عسكريون قدامى في نحو 3500 مدرسة ثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، هو  "اختياري"، بحسب ما أكدته الصحيفة، في "حين أن بيانات التسجيل في برنامج "تدريب ضباط الاحتياط الصغار"، أظهرت أن عشرات المدارس الأميركية جعلت البرنامج إلزامياً، أو وجهت أكثر من 75% من الطلاب في الصف الواحد إلى هذا الفصل العسكري".

وبحسب الصحيفة، فإن "هذا البرنامج هو محط جدل واسع منذ تأسيسه قبل أكثر من قرن. واليوم، يقول ذوي الطلاب إن "أطفالهم يُجبرون على ارتداء الزي العسكري، وطاعة سلسلة من الأوامر، وتلاوة تصريحات وطنية في فصول لم يرغبوا في الالتحاق بها أبداً".

كذلك، وجدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "الغالبية العظمى من المدارس التي لديها هذه الأعداد العالية من الطلاب الملتحقين بالفصل العسكري، سجلت نسبة كبيرة من الطلاب الأميركيين الأفارقة، وتلك التي تنتمي إلى أسر منخفضة الدخل".

وبحسب موقع "زبيا"، الذي يعنى بالإحصاءات، فإن الهسبانيين واللاتينيين، يشكلون 16.8% من الجيش الأميركي، فيما يشكّل الأميركيون ذوو البشرة السوداء 14.2%، في حين يشكل الأميركيون البيض النسبة الأكبر بنسبة 58.1%.

الموقع نفسه، نشر بيانات أيضاً تظهر أن نسبة الأميركيين البيض الذين يلتحقون بصفوف الجيش الأميركي تنخفض، في حين ترتفع نسبة الأميركيين السود والأميركيين الآسيويين. وقد ذكر الموقع الرسمي للجيش الأميركي عام 2021، أن "هناك أكثر من 90 ألف جندي أميركي من أصل أفريقي يخدمون في العنصر النشط للجيش".

وفي السياق عينه، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال سابق، أن "الأميركيين الأفارقة مرئيين بشكل كبير في الجيش الأميركي، لكنهم غير مرئيين تقريباً في القمة" (مراكز قيادية عليا)، وأن  المستويات العليا في الجيش لا تزال محصورة بالرجال البيض".

اقرأ أيضاً: بعد 70% في 2018.. أقل من نصف الأميركيين يثقون بجيشهم في 2022

وبينما يصرّ مسؤولو البنتاغون منذ فترة طويلة على أن برنامج "تدريب ضباط الاحتياط الصغار" ليس أداةً للتجنيد، ناقشوا علانية توسيع البرنامج الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار في السنة، والذي تضاعف حجمه 3 مرات منذ سبعينيات القرن الماضي، كوسيلة لجذب المزيد من الشباب إلى الخدمة العسكرية، وفق ما ذكرت نيويورك تايمز.

وذكرت الصحيفة أن "الكتب المدرسية للبرنامج تزيّف أو تقلل من شأن إخفاقات الحكومة الأميركية"، فيما رأى منتقدوا ومناهضوا البرنامج، أن هدفه "غسل أدمغة" الطلاب.

ويأتي تقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، في وقت يواجه فيه الجيش الأميركي نقصاً في العديد، وفشلاً في تحقيق  أهداف التجنيد الخاصة به لهذا العام.

هذا وأقرّ سلاح الجو الأميركي في شباط/فبراير الماضي بعزوف المجندين عن الانضمام إلى صفوفه، ولا سيما بين الأقليات نتيجة ممارسات القمع ضد المتظاهرين بعد مقتل الأميركي الأفريقي جورج فلويد.

وأشارت دراسة أجراها البنتاغون حينها، إلى انخفاض في معدّل الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة، حيث بلغ نحو 2% خلال 2019-2020. وأوضحت الدراسة أنّ معدّل اهتمام الأميركيين الأفارقة تقلّص من 20% في عام 2019 إلى 11% في العام التالي، قبل أن يتراجع مجدداً إلى 8% في خريف 2020.

وفي الإثر عدّل الجيش الأميركي شروط الانتساب إليه، حيث أسقط شرط أن يكون المجندون المنتسبون إلى صفوفه حاصلين على دبلوم المدرسة الثانوية، في محاولة واضحة لزيادة عديد قواته.

ووفقاً لموقع "Military.com"، فإنّ "الجيش والخدمات المماثلة سارعوا هذا العام وقدموا مزايا سخية بشكل متزايد وتعديلات في السياسة في محاولة لتحسين أعداد المجندين". 

ومن ضمن هذه المزايا أيضاً، خفف الجيش أيضاً من لوائحه المتعلقة بوضع وحجم وعدد الأوشام التي قد يحملها المجندون.

اقرأ أيضاً: تقرير: الجيش الأميركي ضعيف وفي خطر متزايد

اخترنا لك