"نيويورك تايمز": "إسرائيل" أمام نزاع أيديولوجي - ثقافي داخلي عميق

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية ترى أن المعركة على القضاء في "إسرائيل" هي معركة أيديولوجية وثقافية عميقة، بالتزامن مع استمرار التظاهرات والمواجهات بين أنصار التعديلات القضائية ومعارضيها.

  • مواجهات بين مؤيدي ومعارضي التعديلات القضائية في القدس المحتلة
    مواجهات بين مؤيدي التعديلات القضائية ومعارضيها في القدس المحتلة

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ "إسرائيل أمام نزاع عميق، أيديولوجياً وثقافياً، بين الذين يريدون دولة أكثر علمانية وتعددية، والذين لديهم رؤية أكثر دينية وقومية".

وأوضحت الصحيفة أنّ منتقدي التعديلات القضائية ينظرون إلى المحكمة العليا على أنها آخر معقل للنخبة العلمانية الوسطية، المنحدرة من اليهود الأوروبيين، الذين سيطروا على "الدولة" خلال العقود الأولى من عمرها"، بينما "ينظر اليهود المتدينون، وخصوصاً الأرثوذكس المتطرفين، إلى المحكمة على أنها عقبة أمام أسلوب حياتهم شديد المحافظة".

وبحسبها، "يرى الإسرائيليون اليمينيون، الذين يريدون ترسيخ الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، أن المحكمة هي خصم"، على الرغم من أن "المحكمة لم تعرقل معظم الاستيطان، إلّا أنها منعت بعض الأهداف الأكثر طموحاً لحركة المستوطنين - بما في ذلك بناء المدن الإسرائيلية في أراضٍ فلسطينية يملكها القطاع الخاص الفلسطيني، كما أيدت طرد جميع المستوطنين الإسرائيليين من غزة في عام 2005، وهي لحظة محورية عزّزت رغبة قيادة المستوطنين في تعديل قضائي".

وأظهر استطلاع أجراه معهد "الاستطلاعات المباشرة" أنّ "ثلثي السكان المتدينين في إسرائيل يريدون أن تواصل حكومة الاحتلال  الضغط من أجل تمرير التعديلات القضائية المخطَّطة، وليس تجميد التشريع".

وشهدت "إسرائيل" اليوم تظاهرات ضخمة ضد التعديلات القضائية، في مقابل تظاهرات أخرى مؤيدة للتعديلات ولرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في القدس المحتلة.

وأفادت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بوقوع مواجهات بين مؤيدي التعديلات القضائية في القدس المحتلة ومعارضيها.
 
وكان الإعلام الإسرائيلي ذكر، في وقت سابق اليوم، أن المظاهرات أمام الكنيست اليوم غير مسبوقة، وأنّ هناك قلقا إسرائيلياً من وقوع حوادث عنف مع وصول اليمين المتطرف إلى التظاهر أيضاً.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ عدد المتظاهرين أمام "الكنيست" الإسرائيلي بلغ 90 ألفاً.

وتحدثت عن أن التقديرات تشير إلى أنّ الإضراب اليوم سيكلف الاقتصاد نحو 2.5 مليار شيكل، وأن الخسائر ستكون أكبر كثيراً إذا تم الإضراب طوال أيام.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، بانخفاض الشيكل في مقابل الدولار الأميركي واليورو، على خلفية الأزمة السياسية والتظاهرات ضد حكومة نتنياهو.

ويعمّ الإضراب العام والشامل والفوري في "إسرائيل" احتجاجاً على خطة نتنياهو للتعديلات القضائية. 

وهدّد رئيس اتحاد النقابات الإسرائيلية، أرنون بار ديفيد، بـ"الإضراب العام التاريخي"، قبل أنّ يُجمّد نتنياهو، مساء اليوم، التعديلات القضائية.

وقال أرنون بار ديفيد: "عندما يعلن نتنياهو أنه أوقف التشريع بشأن التعديلات القضائية، حينها سنوقف الإضراب".

تتصاعد التظاهرات في "إسرائيل" ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وخصوصاً بشأن مسألة التعديلات القضائية، فيما تتسع دائرة الاحتجاج ويتنامى القلق لدى الإسرائيليين من وصول الأمور إلى حرب أهلية أو تداعيات أمنية مختلفة.

اخترنا لك