"نيوزويك": خلافات في القيادة العسكرية الأوكرانية نتيجة فشل الهجوم المضاد
تداعيات فشل الهجوم الأوكراني المضاد تضع المسؤولين في القيادة الأوكرانية في خلافاتٍ حادة وتبادلٍ لاتهامات التسبب بالفشل، وذلك حسبما كشفت مصادر أوكرانية لمجلّة "نيوزويك" الأميركية.
كشفت مجلّة "نيوزويك" الأميركية وجود خلافاتٍ متزايدة داخل مراكز القيادة الأوكرانية، وذلك بعد عدم إحراز أي تقدمٍ في الهجوم المضاد.
وأشارت الأسبوعية الأميركية إلى أنّ الهجوم الأوكراني المضاد، يثبت أنّه "مخيبٌ للآمال"، مؤكّدةً أنّ الادعاءات الأوكرانية بإلحاق خسائر فادحة بالدفاعات الروسية غير صحيحة، حيث أنّه وبعد ستة أسابيع من العملية، لم تنكسر شبكة موسكو الدفاعية متعددة الطبقات بعد.
ولفتت المجلّة إلى أنّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، "وقع في مأزق، ويواجه خياراً مستحيلاً"، بعد استمرار الفشل الذي يسجله الهجوم المضاد، لتشير المجلّة إلى أنّ زيلينكسي عليه الاختيار بين "بذل كل جهدٍ ممكن، وبالتالي المخاطرة بفشلٍ مكلف"، أو خفض خسائر أوكرانيا و"قبول هزيمةٍ مدمرة سياسياً".
وقالت مصادر مُطّلعة على المناقشات لـ"نيوزويك" إنّ عدم إحراز أي تقدم في الهجوم المضاد أدى إلى "تكثيف النقاش الاستراتيجي على أعلى المستويات في الحكومة الأوكرانية، مما وضع البعض داخل مكتب الرئيس ضد القيادة العسكرية".
وتناولت المجلّة حديثاً لمقرّبين من الحكومة الأوكرانية، شريطة عدم الكشف عن هويتهم، حيث أنّهم غير مخولين بالتحدث علناً، شددوا فيه على أنّ "هناك بالتأكيد اختلافات بين القيادة الأوكرانية حول الاستراتيجية العسكرية".
وأوضحت المصادر أنّ جزءاً من القيادات الأوكرانية يدفع باتجاه "تعزيز نجاحات كييف المحدودة، والاستعداد لهجوم روسي متوقع في الخريف والشتاء"، بينما تريد شخصيات أخرى المُضي قُدماً في الهجوم، بما في ذلك القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني.
وحسب المصادر، فإنّ مسؤولين عسكريين أوكرانيين شجبوا الانتقادات الموجّهة للهجوم المضاد، ووصفوها بأنّها "نفاد صبرٍ متجذّر في سوء الفهم"، الأمر الذي يعني عدم إدراكٍ حقيقي لوقائع الميدان.
وأفادت مصادر المجلّة بوجود "مشاعر سائدة بين بعض المسؤولين الحكوميين المدنيين في أوكرانيا، بأنّ الجيش ضلّلهم فيما يتعلق بمدى نجاح هذا الهجوم المضاد، وأنّه تمّ تزويدهم بتقييمات وردية للغاية من الجانب العسكري".
وذكرت المجلّة أنّ وضوح المسؤولين الغربيين في قلقهم من بطء وتيرة الهجوم المضاد، ومع "تضخيم وسائل الإعلام الغربية لكل تطور إيجابي أو سلبي"، فإنّ "لعبة إلقاء اللوم تختمر في كييف"، في إشارةٍ واضحة إلى تبادل الاتهامات بين المسؤولين الأوكرانيين.
يُذكر أنّ الرئيس الأوكراني اعترف، في وقتٍ سابق، بالوتيرة البطيئة للهجوم المضاد، مطلقاً الوعود بتسريعه في وقتٍ قريب، ومستنداً في ذلك على أنّ قوات كييف "تقوم تدريجياً بتذليل عقبة حقول الألغام"، الحديث الذي أثار موجةً من الانتقادات.
وأفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية، نقلاً عن مسؤولين غربيين، ومسؤولٍ كبير في البنتاغون الأميركي، أنّ الهجوم الأوكراني المضاد "لم يكن ناجحاً كما توقّع حلفاء كييف، وأنّ أداء القوات الروسية يفوق توقعاتهم".
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أكّد فشل الهجوم الأوكراني المضاد، مؤكّداً أنّ الجيش الروسي كبّد كييف خسائر فادحة في قواتها العسكرية، ونجح في تدمير عددٍ قياسي من المعدات العسكرية الغربية التي تمّ تقديمها إلى كييف.