"نيوزويك": الغرب يريد السيطرة على القرم للتحكم في التجارة عبر البحر الأسود
مجلة "نيوزويك" الأميركية تتحدث عن الأهمية الإستراتيجية لشبه جزيرة القرم الروسية، وتقول إن الأطماع الغربية والأوكرانية في هذه الجزيرة هدفها السيطرة على طرق التجارة في البحر الأسود.
ذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية، اليوم الثلاثاء، أنّ القوات الروسية تقوم بإعداد شبه جزيرة القرم وتجهيزها لهجوم مضاد من جنوب أوكرانيا.
ولفتت المجلة إلى أنّ احتلال الأوكران شبه الجزيرة التي استعادتها موسكو منذ عام 2014، ربما يكون "أكثر أهداف الحرب طموحاً" في كييف.
وأشارت إلى أن شبه الجزيرة تطل على البحر الأسود، وتحد جانباً واحداً من بحر آزوف، وهي جزء حيوي من "اللغز الإستراتيجي الإقليمي" ومفتاح حماية طرق الشحن التجارية المربحة.
ولفتت المجلة إلى أنّ أوكرانيا "سوف تضطر إلى القتال بقوة من أجل مثل هذه الجائزة".
وبحسب المجلة، فإن التحديات الجغرافية الفريدة لشبه جزيرة القرم "تشكل عدداً من المخاطر على المهاجمين"، وأهميتها السياسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعني أن "من المتوقع أن تقوم القوات الروسية والسكان المحليون أيضاً بدفاع حازم".
بدوره، قال بن هودغز، القائد السابق في قوات حلف "الناتو" في أوروبا، لمجلة "نيوزويك" إنَّ أوكرانيا والغرب يريدان السيطرة على شبه جزيرة القرم للتحكم في طرق التجارة عبر البحر الأسود.
وقال: "بفضل القرم، تهيمن روسيا على كامل الساحل الشمالي للبحر الأسود. لذلك، تحتاج واشنطن وبروكسل إلى السيطرة على المنطقة".
وأضاف هودغز: "هذا مهم، ليس لأننا نريد أن يكون لأوكرانيا اقتصاد فحسب، بل لأن ذلك مهم أيضاً للاتحاد الأوروبي"، ويتابع: "ما لم يتم التراجع خطوة إلى الوراء، وما لم يُصرف النظر عن شبه جزيرة القرم والبحر الأسود، فسيصبح الأمر واضحاً بشكل مؤلم، ومفاده أن روسيا بإمكانها منع دخول أي نوع من السفن إلى الموانئ الأوكرانية ومغادرتها".
هذه الدّعوة تعارض ما أفادت به صحيفة "واشنطن بوست" في وقت سابق، حين قالت إن أوساط الاستخبارات الأميركي تعتقد أن من المستبعد أن تتمكن أوكرانيا من السيطرة على شبه جزيرة القرم هذا الصيف.
وبحسب الوثيقة المسربة، فإن التقييمات الاستخباراتية الأميركية العائدة إلى شباط/فبراير الماضي تحذر من "النقص في حشد القوات وإمدادها"، مرجحة أن العملية الهجومية الأوكرانية ستؤدي إلى "مكاسب محدودة على الأرض".
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك التقييمات تختلف عما جاء في التصريحات العلنية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن قدرات الجيش الأوكراني.
يذكر أن البنتاغون ووزارة العدل الأميركية يحققان حالياً في تسريب عدد من الوثائق السرية للبنتاغون والوكالات الأمنية الأميركية، والتي تخص الحرب في أوكرانيا والتقييمات الأميركية لحالة القوات الأوكرانية ومستوى تجهيزها والأوضاع الميدانية بشكل عام، وعدد الخسائر وكميات الأسلحة والذخيرة المطلوبة، وغير ذلك من التفاصيل العسكرية الحساسة.
وبذل مسؤولون أميركيون جهوداً حثيثة لتحديد مصدر تسريب وثائق عسكرية واستخباراتية شديدة السرية انتشرت في شبكة الإنترنت، وتضمنت تفاصيل يتعلق بعضها بالدفاعات الجوية الأوكرانية وبجهاز "الموساد" الإسرائيلي.