"نظام عالمي جديد يتشكل ببطء".. كيف تفوقت روسيا والصين على الغرب؟
موقع "UnHerd" البريطاني يتحدث في تقرير له عن بدء تشكيل نظام عالمي جديد، ويشير إلى أنّ الصين وروسيا لا ينفصلان عن الغرب، بل الغرب ينفصل عن بقية العالم.
تطرق موقع "UnHerd" البريطاني قي تقرير له إلى الزيارة التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو والتقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الموقع في تقرير له إنّ الصين وروسيا لا ينفصلان عن الغرب، بل إنّ الغرب ينفصل عن بقية العالم.
وأشار الموقع إلى أنّه على الرغم من محاولات الغرب "عولمة" الصراع، فقد فرضت 33 دولة فقط عقوبات على روسيا وأرسلت مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، بعبارة أخرى، تلك البلدان التي تخضع مباشرة لمجال نفوذ الولايات المتحدة.
وأضاف الموقع أنّ الدول المتبقية، التي تضم ما يقرب من 90% من سكان العالم، رفضت أن تحذو حذوها، لافتاً إلى أنّ الحرب في أوكرانيا عززت بالفعل العلاقات الروسية مع عدد من الدول غير الغربية الرئيسية، بما في ذلك الصين والهند، وسرّعت من صعود نظام دولي جديد يبدو فيه الغرب معزولاً بشكل متزايد، وليس روسيا.
وفي السياق، أشار الموقع إلى أنّه منذ بداية الحرب زادت الصين بشكل كبير من مشترياتها من النفط والغاز والفحم الروسي، بينما كانت تصدّر المزيد من الآلات والمنتجات المصنعة والإلكترونيات المتطورة في الاتجاه الآخر.
كما عزز البلدان تجارتهما الثنائية بأكثر من 30%، والتزمَا بمشاريع استثمارية وبنية تحتية كبيرة من خلال منظمة شنغهاي للتعاون.
علاوة على ذلك، ونتيجة للعقوبات الغربية، اضطرّا إلى الاعتماد على تداول الروبل-اليوان بدلاً من استخدام الدولار، مما عزز وضع العملة الاحتياطية لليوان.
وأورد الموقع أنّ البلدين يتحدثان بشكل متزايد بصوت واحد عن الحاجة إلى نظام دولي أكثر توازناً، ويؤطران صراحة تعاونهما على أنه يهدف إلى إضعاف هيمنة الغرب على الشؤون العالمية.
ووفق الموقع فإنّ الموقف العدواني المتزايد لأميركا تجاه الصين أدى إلى تغذية تصوّر نخب بكين بأنهم متحدون مع روسيا ضد الغرب في معركة وجودية من أجل البقاء.
كما أوضح التقرير أنّ مشكلة الولايات المتحدة والغرب تكمن في أن هذه الرسالة بدأ يتردد صداها في جميع أنحاء العالم، حيث يشعر الكثير من الناس حول العالم أن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بإلقاء محاضرات على الدول الأخرى حول حرمة السيادة وسلامة الأراضي والقانون الدولي وما يسمى بالنظام القائم على القواعد.
أما بالنسبة للعديد من البلدان، فلا يقتصر الأمر على عدم استعدادها للتضحية بمصالحها الخاصة من أجل أوكرانيا، بل يتعلق الأمر جزئياً باتخاذ موقف ضد الغرب، وفق الموقع.
وبحسب الموقع، فإنّ من المؤكد أنّ التطورات الأخيرة لا ترجح كفة الميزان العالمي لصالح الغرب، من ناحية، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن استراتيجية الناتو في أوكرانيا لا تعمل. ومن ناحية أخرى، فإن الأزمة المالية الناجمة عن انهيار بنك وادي السيليكون هي تذكير آخر بعدم الاستقرار الجوهري للعلامة التجارية الغربية للرأسمالية شديدة التمويل.
وما حصل الأسبوع الماضي، حين تعرضت مكانة أميركا العالمية لضربة أخرى بتوقيع اتفاقية تاريخية بين إيران والسعودية بوساطة الصين، يشير إلى أن عملية إعادة ترتيب جيوسياسية جذرية جارية مما يسرّع في زوال السيادة الأميركية على العالم.