بينهم 5000 طفل و3300 امرأة.. نحو 12300 شهيد في العدوان الإسرائيلي على غزة

الاحتلال يواصل قصفه الهمجي لقطاع غزة، مرتكباً مجازر جديدة بحق المدنيين، وارتفاع أعداد الشهداء إلى أكثر من 12300 شهيد، والجرحى إلى أكثر من 30 ألفاً.

  • دخان يتصاعد عقب غارات إسرائيلية على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة - 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 ( أ ف ب)
    دخان يتصاعد عقب غارات إسرائيلية على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة - 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 ( أ ف ب)

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم السبت، أنّ أكثر من 1300 مجزرة ارتكبها "جيش" الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة.

وفي أحدث إحصاء للمكتب الإعلامي الحكومي، بلغ عدد الشهداء أكثر من 12300 شهيد، بينهم أكثر من 5000 طفل و3300 امرأة، بينما زاد عدد الإصابات على 30 ألفاً، أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء.

وأكّد المكتب خروج 25 مستشفىً و52 مركزاً صحياً عن الخدمة نتيجة استهداف "جيش" الاحتلال للمستشفيات، بصورة خاصة.

وحمّل المكتب الإعلامي الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة جميع من كانوا في مجمع الشفاء الطبي وحياتهم، من مرضى وجرحى وأطفال خُدَّج وطواقم طبية. 

وطالب بفتح معبر رفح من أجل إدخال المساعدات الطبية والإمدادات والوقود للمستشفيات، في إطار إعادة تشغيلها وعودتها إلى العمل.

يأتي ذلك بعد أن أجبر الاحتلال المواطنين الفلسطينيين والمرضى والطواقم الطبية في مجمّع الشفاء الطبي على إخلائه قسراً، وحوّله إلى ثكنة عسكرية مغلقة.

وقالت ‫وزارة الصحة في غزة إنّ الأطفال الخدّج لا يزالون في الحضانات داخل مستشفى الشفاء، ومعهم عشرات المرضى والمصابين.

في غضون ذلك، قال المدير الطبي في مستشفى شهداء الأقصى إياد الجبري إنّ هناك "صعوبة في التعامل مع الحالات التي تصل مع خروج مشافي الشمال عن الخدمة". 

وأضاف الجبري في حديث إلى الميادين: "نضطر في بعض الأحيان إلى وضع المرضى على الأرض ونعاني نفاد المستلزمات الطبية، في حين تصلنا إلى المستشفيات مشاهد صعبة لمصابين نضطر إلى قطع أطرافهم الأربعة". 

وأفاد الجبري بأنّ "نحو 5 مستشفيات فقط تعمل في قطاع غزة اليوم بينما الباقي خرج عن نطاق الخدمة"، داعياً إلى فتح معبر رفح لاستقطاب وفود طبية من الخارج. 

حمدان: الاحتلال يستهدف مجمع الشفاء نتيجة فشله الأمني 

وفي السياق، أكّد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أنّ 43% من الشهداء هم من أبناء جنوبي غزة، مشدداً على أنّ "الاحتلال لا يفرّق بين شمال وجنوب".

وأوضح حمدان، خلال مؤتمر صحافي في بيروت، أنّ "الاحتلال يرتكب مزيداً من القتل والدمار في مجمع الشفاء الطبي، نتيجة فشله، أمنياً وعسكرياً، وهزيمته النفسية". 

وأشار إلى "إخلاء الاحتلال المرضى في مجمع الشفاء قسراً، وإجبارهم على السير على الأقدام مسافاتٍ طويلة، وبينهم جرحى وعجزة، وأيضاً نبش المقابر الجماعية"، مضيفاً أنّ  "36 من الأطفال الخدّج ما زالوا في المستشفى، وعائلاتهم لا تعرف شيئاً عن مصيرهم". 

وأوضح حمدان أنّ "القسام أعلنت سابقاً نقل أسرى الى المستشفيات للعلاج نتيجة العدوان، وخاطر المقاومون بسلامتهم لتقديم العلاج لهؤلاء الأسرى". 

وقال إنّ "ما جرى في مستشفى الشفاء هو حلقة من حلقات الإجرام التي تمثل قعر الانحطاط، إنسانياً وأخلاقياً"، محمّلاً الإدارة الأميركية والمتواطئين والصامتين المسؤولية بالشراكة الكاملة عن هذه الجرائم في المستشفى. 

وأضاف أن "قرار شعبنا ومقاومتنا حاسم في رفض مخطط التهجير وكل مخططات العدو"، مشيراً إلى أنّ "هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين لا يزالون في شمالي القطاع". 

وبالنسبة إلى ما يحكى عن إدارة غزة، شدد حمدان على أنّ "الشعب الفلسطيني لم ولن يقبل وصايةً من أي كان، ولن نغادر الميدان". 

وبيّن أنّ "الاحتلال يُمعن في سياسة التجويع والعقاب الجماعي، إذ إنّ ما يدخل قطاع غزة من مواد غذائية لا يتجاوز 10% من الاحتياجات"، مؤكّداً أنّ "السكوت لا يعني استمرار القتل فحسب،ـ بل يعني أيضاً التهديد للسلم، إقليمياً ودولياً، على يد احتلال متفلت من كل القوانين". 

بدورها، أكّدت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يشنّ "حرباً على كل المستشفيات في غزة"، مشددةً على أنّ ذلك يُمثّل "إبادة جماعية".

ولفتت الكيلة إلى أنّ "إخلاء مستشفى الشفاء تم بقوة السلاح"، ولم تستبعد قيام الاحتلال بتفجير المستشفى.

وأوضحت الوزيرة الفلسطينية أنّ "جيش" الاحتلال حوّل "مستشفى الشفاء إلى ثكنة عسكرية"، داعيةً إلى "حماية الطواقم الطبية في قطاع غزة".

مجازر جديدة 

ويواصل الاحتلال قصفه العنيف لقطاع غزة، مستهدفاً المدنيين والمستشفيات والمدارس التي تؤوي لاجئين، في المناطق كافة. 

وفي هذا السياق، أفاد مراسل الميادين في غزة بوصول عشرات الشهداء والجرحى إلى مجمع ناصر الطبي، من جرّاء استهدافات الاحتلال المتفرقة للمدنيين في خان يونس، جنوبي القطاع. 

ونقل مراسلنا وصول 15 شهيداً إلى مستشفى ناصر في إثر استهداف الاحتلال منزلاً في محيط مدينة حمد السكنية، غربي خان يونس، مشيراً إلى ارتقاء شهداء وجرحى أيضاً في قصف الاحتلال منزلاً وسط المخيم.  

ووصل عدد كبير من الإصابات نتيجة قصف الاحتلال منزلاً قرب المستشفى الأوروبي في خان يونس. 

كما استهدف الاحتلال، في غارة من الطيران الحربي، منزلاً في النصيرات وسط قطاع غزة. وأيضاً، ارتقت شهيدة وجُرح آخرون في غارة إسرائيلية على جمعية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، في مخيم البريج وسط القطاع. 

وفي جباليا، يواصل الاحتلال إطلاق قنابل فوسفورية على المخيم، الأمر الذي أدّى إلى تصاعد الدخان في المنطقة، بينما نقل مسؤول في وزارة الصحة ارتقاء 32 شهيداً من عائلة واحدة، بينهم 19 طفلاً في غارة استهدفت منزلاً في المخيم. 

ونقل مراسل الميادين أنّ طائرات الاحتلال دمّرت مربعاً سكنياً جديداً في شارع الهوجا في مخيم جباليا، الأمر الذي أدى إلى مجزرة جديدة، كما استهدف الاحتلال منزلاً في البلوك الـ7 في مخيم البريج وسط قطاع غزة. 

وشنّ الاحتلال غارات جديدة شمالي بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. في حين ارتفعت حصيلة مجزرة الفاخورة إلى 200 شهيد وجريح. 

اقرأ أيضاً: مجزرتان مروعتان شمالي غزة.. شهداء في عدوان على مدرستي الفاخورة وتل الزعتر

حصار خانق

وبالتوازي مع قصف الاحتلال الهمجي للقطاع، فإنّه يُمعن في تضييق حصاره على أهالي غزة، عبر منعه دخول الماء والغذاء والدواء والاحتياجات الحياتية الضرورية للقطاع. 

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا"، فيليب لازاريني، إنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي وافقت، بعد أسابيع طويلة من التأخير، على نصف الحد الأدنى فقط من الاحتياجات اليومية من الوقود للعمليات الإنسانية في غزة. 

وأكّد لازاريني أنّ ذلك "غير كافٍ لتغطية احتياجات محطات تحلية المياه ومضخات الصرف الصحي والمستشفيات ومضخات المياه في الملاجئ وشاحنات المساعدات وسيارات الإسعاف والمخابز وشبكات الاتصالات للعمل، من دون انقطاع". 

وأوضح أنّه "من دون كمية كافية من الوقود، لن يحصل الناس إلاّ على ثلثي احتياجاتهم اليومية من مياه الشرب النظيفة، وستستمر مياه الصرف الصحي في غمر أجزاء كبيرة من غزة، الأمر الذي يزيد في مخاطر الإصابة بالأمراض". 

وأضاف: "نحن مضطرون إلى التعامل مع عدد أقل من شاحنات المساعدات التي تعبر يومياً إلى رفح"، في حين أنّه "لا يجب أن تضطر المنظمات الإنسانية إلى اتخاذ قرارات صعبة بين الأنشطة المتنافسة والمنقذة للحياة".

ودعا لازاريني إلى إيصال الوقود الكافي والمنتظم وغير المشروط، من أجل مواصلة جميع أنشطة الوكالة الحيوية المنقذة للحياة في قطاع غزة، مشدداً على أنّ المساعدات الإنسانية "لا يمكن أن تكون مشروطة، ويجب ألاّ تستخدم لتحقيق أجندات ومكاسب سياسية أو عسكرية". 

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: منع "إسرائيل" المياه عن سكان غزة كسلاح حرب جريمة ضد الإنسانية

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك