نتنياهو يدعو إلى قمع المتظاهرين ضده ومواجهة العصيان داخل الجيش
وسائل إعلام إسرائيلية تنقل عن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، دعوته إلى قمع ما أسماه "العصيان في صفوف القوات الإسرائيلية"، وإلى اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد المتظاهرين.
انتقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "المتظاهرين الإسرائيليين المناهضين لخطط حكومته لقلب النظام القضائي، وكذلك قادة الجيش الإسرائيلي والشرطة وجهاز الأمن العام الشاباك".
وحض نتنياهو، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، على "زيادة تدخل قوات الأمن"، وربط ضمنياً "المعارضة لقلب الجهاز القضائي ببرنامج إيران النووي والعنف الفلسطيني".
ودعا نتنياهو "قادة أجهزة الأمن إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد المتظاهرين"، كذلك دعا رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، إلى" محاربة ظاهرة العصيان"، مضيفاً: "لا مكان لرفض الخدمة في الخطاب العام".
وفي تصريحاته، رفض نتنياهو "العنف من أي جانب"، لكنه لم يدن، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، "الاعتداءات التي سُجلت السبت ضد المتظاهرين، بما في ذلك من جانب أنصار حزبه الليكود".
وسرعان ما شجب زعماء المعارضة الإسرائيلية تصريحاته، فقد كتب زعيم المعارضة، يائير لبيد متوجهاً إلى نتنياهو: "أوقف التشريع ولن يضطر رئيس الأركان إلى محاربة العصيان، ولن يضطر رئيس الشاباك إلى محاربة التحريض. كل شيء بين يديك، توقف عن تحميل المسؤولية للآخرين".
وقال وزير الأمن السابق، بيني غانتس، إن "القضية لا تتعلق بالعصيان ولكن برفض نتنياهو وقف الحرب الأهلية وإجراء حديث".
اقرأ أيضاً: رئيس الاحتلال الإسرائيلي: نحن في أزمة تاريخية تهدد بخرابنا من الداخل
"نقطة اللاعودة اقتربت"
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ الأسبوعين القريبين يمكن أن يجلبا معهما "نقطة اللاعودة" بالنسبة لجهاز الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت، أنّ نحو 650 من جهاز العمليات الخاصة، ووحدات السايبر الهجومي، في شعبة الاستخبارات، أعلنت عن تصعيد خطواتها بدءاً من، اليوم الأحد، مؤكدةً أنّ التهديد بعدم الالتحاق بخدمة الاحتياط في المستقبل، إذا مرت التعديلات القضائية، "لم يعد نظرياً بعد الآن، بل خطوة عملية".
وكون أنّ المئات من عناصر الاحتياط في سلاح الجو يهددون بالامتناع عن الخدمة، في حال تم إقرار التعديلات القضائية، فإن ذلك يعد "تطوراً من المفترض أن يثير القلق على أمن إسرائيل"، بحسب "هآرتس".
وتتوالى التحذيرات من "حرب أهلية" في "إسرائيل"،وتطرّق الإعلام الإسرائيلي مراراً لاحتمال حدوث حرب حقيقية في حال تمت التعديلات القضائية.
ونشر 250 من كبار المسؤولين السابقين في الجهات الأمنية المختلفة والسلك الدبلوماسي، السبت، رسالة لاذعة اتهموا فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "بخلق وزرع انقسامات مدمّرة، وإلحاق أضرار قاضية بالتماسك الاجتماعي"، معتبرين أن "تعديلات نتنياهو ستكلف "إسرائيل" ثمناً دموياً باهظاً".
وشارك آلاف المستوطنين، أمس السبت، في تظاهراتٍ للأسبوع الحادي عشر على التوالي، احتجاجاً على خطّة التعديلات القضائية في حكومة نتنياهو.
واعتقلت الشرطة عدداً من المتظاهرين الذين أغلقوا الطرقات، بالتزامن مع اندلاع مواجهاتٍ بين المعارضين للحكومة وأنصار التعديلات القضائية.
واتّسعت رقعة الاحتجاجات لتصل إلى 120 موقعاً في فلسطين المحتلة.
وعلّق رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، على قرارات نتنياهو أمس، مشيراً إلى أنّ الأخير هو الخطر الأكبر على "إسرائيل"، أكثر من إيران وحزب الله، وفق قناة "كان" الإسرائيلية، فيما أكّد رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، في وقتٍ سابق، إنّه بعد نصف عام من الآن ستكون "إسرائيل" مفكَّكة من الداخل، وسيكون "مجتمعها" منشغلاً بكراهية الواحد للآخر.