"ميليتاري ووتش" تكشف تكتيكات عسكرية أميركية متناقضة في مواجهة الصين

صحيفة "ميلتاري ووتش" تتحدّث عن تنامي القوة النارية للجيش الصيني، وتكشف عن تكتيكات وخطط أميركية "غير متكافئة" في مواجهة الجيش الصيني.

  • "ميلتاري ووتش": من المتوقع أن يستمر التفوق الصيني حتى عام 2030

كشفت صحيفة "ميلتاري ووتش" المتخصصة بأخبار السلاح والعتاد العسكري عن عدة نقاط مهمة فيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذها الجيش الأميركي على خلفية التنامي السريع في القوة النارية للجيش الصيني، مصرّحةً عن أحد أسباب انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.

وقالت الصحيفة، في مقال، إنّه "على الرغم من سياسة المحور نحو آسيا التي أطلقتها إدارة باراك أوباما في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي تم بناءً عليها القيام بإعادة انتشار للقوات الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبعيداً عن الشرق الأوسط وأوروبا، إلاّ أنّ ميزان القوى في غرب المحيط الهادئ استمر في التحول بشكل حاسم لصالح الجيش الصيني على مدار العقد الماضي".

وبحسب الصحيفة، فإنّه "من المتوقع أن يستمر التفوق الصيني حتى عام 2030، إذ تجاوز إنفاق الصين على المعدات العسكرية الجديدة الإنفاق الأميركي".

وأضافت أنّ "نمو الإنفاق العسكري الصيني على عمليات الاستحواذ العسكري بمعدل أكبر عدة مرات من الإنفاق الأميركي، يعني أنّ الميزة التقليدية للجيش الصيني في المنطقة بحلول عام 2025 ستكون هائلة على الأرجح".

وأكّدت الصحيفة أنّ هذا التحول يجبر واشنطن، التي كانت تعتبر المنطقة "بحيرة أميركية" منذ تفكيك الإمبراطورية اليابانية في عام 1945، على تبني المزيد من "الوسائل لمواجهة القوات الصينية، التي من المتوقع أن تنشر عدة أضعاف قوة النيران في حالة اندلاع حرب إقليمية"، كما يجبر القوات الأميركية على دراسة وتبني "تكتيكات غير متكافئة لمواجهة الجيش الصيني"، مشيرةً إلى أنّ هذه التكتيكات هي كالآتي:

1- تقليص عدد حاملات الطائرات العملاقة

بيّن المقال أنّ أحد هذه التكتيكات هو التشكيك المتزايد في الحاجة إلى 10- 12 من الناقلات الفائقة النووية (حاملات الطائرات) التي يزيد وزنها عن 100 ألف طن في البحرية الأميركية، والتي تكلّف اليوم أكثر من 13 مليار دولار لكل منها، وتتعرض بشكل متزايد للأسلحة الصينية بعيدة المدى المضادة للسفن.

وبدلاً من ذلك، تفكّر البحرية الأميركية في الإنفاق على حاملات أخف وزنا (40 ألف طن) لنشر مقاتلات شبح قادرة على تنفيذ هبوط عمودي، مشيرةً إلى أنّ هذه "الحاملات تساعد على تنفيذ مناورات هجومية ولديها طاقم صغير ويمكنها نشر مقاتلات إف 35 قادرة على استخدام مدرجات موقتة، وهي ميزة بالغة الأهمية عندما تواجه المطارات الرئيسية مخاطر عالية للتدمير".

ووفق الصحيفة، فإنّ "التحول المحتمل بعيداً عن شركات النقل الفائقة (حاملات الطائرات العملاقة) لم يسبق له مثيل في تاريخ البحرية الأميركية، ويأتي في وقت تستثمر فيه الصين في أسطول ضخم من سفن النقل الفائقة".

2- الانسحاب من معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى

واعتبرت الصحيفة أنّ انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى بعد تهديدها بذلك في عام 2018، كان له هدف أساسي وهو "نشر صواريخ باليستية وصواريخ كروز الأرضية ذات نطاقات متوسطة في شرق آسيا".
 
وأضافت أنّ "هذا الإجراء هو بمثابة علامة على تحول الجيش الأميركي نحو استخدام غير متكافئ للتكتيكات. لطالما كان يُنظر إلى الصواريخ الأرضية التي يتم نشرها من قاذفات متحركة على أنها وسيلة للقوى الأضعف لتكون قادرة على تهديد القوى الأكبر".

3- فيالق أخف وزناً بهدف "التخفي"

وأشار المقال إلى وجود علامة أخرى على "التحول الأميركي نحو استراتيجية غير متكافئة، خصوصاً في سلاح مشاة البحرية، الذي قام مؤخراً بعدة تحركات في هذا الاتجاه. كان من أهم هذه الخطط، جعل الفيلق أخف وزناً بشكل كبير، والتخلي عن جميع الدبابات ونسبة كبيرة من مركباته المدرعة وأنظمة المدفعية".
 
ولفت إلى أنّ "هذا التكتيك سوف يتناسب مع تركيز الفيلق المتزايد على عمليات التخفي، حيث سيعتمد مشاة البحرية بشكل كبير على المجموعات الباقية غير المكتشفة للعمل بشكل هجومي".

وتابع المقال أنّه "من المتوقع أن يحاول مشاة البحرية الأميركية التأثير على القوات التقليدية الصينية بتكتيكات غير متكافئة وشبيهة بحرب العصابات إلى حد ما، مع تحييد أهداف مثل السفن السطحية دون مطالبة الأسطول الأميركي نفسه بخوض معركة ضارية مع الجيش الصيني".
 
وأكّد أنّ هذا التكتيك يمثّل أيضاً "انحرافاً كبيراً عن الوسائل التي تستخدمها الولايات المتحدة سابقاً، حيث فضّل الجيش الأميركي منذ الحرب العالمية الثانية الاعتماد بشكل موثوق على القوة النارية والمزايا التكنولوجية في المعركة، وهذا يعكس توازن القوى المتغير في المنطقة والعالم".

اخترنا لك