موقع أميركي: التقارب المصري - الإيراني بات قريباً.. وهذه أبرز تداعياته
موقع أميركي يتحدث عن أنّ "العلاقات الودية بين مصر وإيران يمكن أن تساعد طهران في مواجهة الجهود الأميركية - الإسرائيلية لإنشاء تحالف عربي ضدها".
تناول موقع "Responsible Statecraft" مسار التقارب المصري - الإيراني، معتبراً أنّ هذا التقارب يشير إلى نمط إقليمي من الدبلوماسية المتجددة، وأضاف أنّ العلاقات الودية مع مصر يمكن أن تساعد طهران في مواجهة الجهود الأميركية - الإسرائيلية لإنشاء تحالف عربي ضدها.
وقال الموقع إنه منذ اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في 1978، كانت العلاقة بين القاهرة وطهران مضطربة، بالرغم من فترات انفراج في بعض الأحيان. لكن يبدو أنّ مصر وإيران تدخلان فصلاً جديداً في علاقاتهما. في الشهر الماضي، انتشرت أخبار عن خطط القاهرة وطهران لتبادل السفراء والترتيب للقاء بين رئيسي البلدين، على الرغم من أنّ "عدم الثقة والشك سيستمران على الأرجح في تشكيل العلاقات الثنائية"، وفق الموقع، إذ إنّ "الديناميكيات الإقليمية والمصالح الوطنية الخاصة تشير إلى أنّ التقارب بين القاهرة وطهران قد يكون قاب قوسين أو أدنى".
ورأى الموقع نفسه أنّ تقليل الاحتكاك بين السعودية والإمارات من جهة، وإيران من جهة ثانية، يجعل التقارب المصري - الإيراني أكثر احتمالاً.
وأضاف: "إذا تمكنت الرياض من تطبيع العلاقات مع طهران، فلا يوجد سبب يمنع الدول العربية الأخرى، بما في ذلك مصر، من أن تحذو حذوها".
وبحسب الموقع الأميركي، فإنّ "التطبيع بين السعودية وإيران يزيل أي فيتو خليجي على الرئيس المصري لتطبيع العلاقات مع طهران".
ورأى الموقع أنّ "الانفراج المحتمل كان مدفوعاً بعوامل جيوسياسية أخرى مثل الحرب في أوكرانيا ونفوذ موسكو وبكين المتزايدين في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أنّ لدى "مصر وإيران علاقات قوية مع روسيا والصين، وبالتالي فإنّ هناك آفاقاً لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وجيوستراتيجية هائلة".
سلطنة عمان الجسر الدبلوماسي الأكثر توازناً في الخليج
وتابع الموقع الأميركي أنّ عُمان، العضو الأكثر توازناً من الناحية الجيوسياسية في مجلس التعاون الخليجي، انضمت إلى العراق في الجهود الدبلوماسية لتسهيل التقارب المصري - الإيراني. طوال عام 2023، كانت عُمان مشغولة بالعمل كجسر دبلوماسي بين مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية في المنطقة، وأحرزت مسقط تقدماً ملحوظاً بشأن مساعدة السعودية على التقارب أكثر من اليمن في المباحثات التي انطلقت في عُمان. وقد ساهمت في الاتفاقية الدبلوماسية السعودية الإيرانية، كما كانت نشطة في جهود الوساطة بين "الخصمين القدامى البحرين وإيران".
وأمس الخميس، وجّه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الشكر إلى أطراف عربية، مثل "سلطنة عمان والعراق، فيما يتعلق بإيران"، مشيراً إلى أحاديث كثيرة عن "جهد جديد للسلطنة في ما يتعلق بالعلاقات بين مصر وإيران".
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد أعرب، في وقت سابق، عن أمله بأن تشهد العلاقات الإيرانية - المصرية تطوراً وانفتاحاً جديَّين ومتبادلَين، في إطار سياسة حكومة رئيسي ورؤيته اللتين تُوليان أهمية بالغة لتطوير العلاقات بدول المنطقة.
وأعلن أمير عبد اللهيان ارتقاء مستوى العلاقات بين طهران والقاهرة، لافتاً إلى أنّ "مكتب رعاية المصالح ينشط في البلدين، وهناك قناة رسمية للاتصال المباشر".
أمّا العلاقات بين طهران والرياض، فأشار أمير عبد اللهيان إلى أنّ وزارة الخارجية السعودية قدّمت سفيرها الجديد في طهران، وأنّ بلاده ستعين سفيرها الجديد في الرياض في مستقبل قريب.
يأتي ذلك بعدما أعلنت كلٌ من إيران والسعودية في بيان مشترك في 10 آذار/مارس الماضي الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح السفارتين في البلدين في غضون شهرين.