ملخص ميدان المعركة البرية في غزة: المقاومة تستدرج الاحتلال إلى كمائن قاتلة

قوات الاحتلال الإسرائيلي تواجه مقاومةً شديدة، في الساعات الـ24 الأخيرة، وتفشل في تحقيق تقدّمٍ إلى وسط مدينة غزّة عبر شارع الجلاء، محاولةً عبر تكثيف القصف الجوي والمدفعي إعاقة مقاومة آلياتها التي تحاول التقدّم في محاور القتال.

  • ميدان المعركة البرية في غزة: المقاومة تستدرج الاحتلال إلى كمائن قاتلة
    ميدان المعركة البرية في غزة: المقاومة تستدرج الاحتلال إلى كمائن قاتلة

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة لليوم الـ42 على التوالي، حيث تستمر قوات الاحتلال في استهداف عدّة مستشفيات في مدينة غزّة وشمالي القطاع ومحاصرتها بالدبابات، وبازدياد وتيرة القصف الإسرائيلي الذي يستهدف مناطق متفرّقة من القطاع، تواصل المقاومة الفلسطينية بمختلف تشكيلاتها التصدّي للتوغل الإسرائيلي على محاور القتال كافة، وتكبيده خسائر كبيرة في الجنود والآليات. 

ويستمر "جيش" الاحتلال، بعد مرور 22 يوماً على بداية توغّله البري، في الاعتماد على محاور رئيسة في التقدّم، هي: محور بيت حانون من شرق وغرب قطاع غزّة، ومحور غربي بيت لاهيا ومنطقة العطاطرة إلى منطقة الكرامة وحي الشيخ رضوان وتخوم مخيم الشاطئ، ومحور جنوبي مدينة غزّة باتجاه الجنوب الغربي للمدينة.

محاور القتال آخر 24 ساعة

في الساعات الـ24 الأخيرة، لم تتمكّن قوات الاحتلال، من تحقيق اختراقاتٍ إضافية بارزة في اتجاه مناطق الكثافة السكانية في الميدان، إذ حاولت التقدّم كما أفاد مراسل الميادين عبر شارع الجلاء الرئيسي في مدينة غزّة، لكنّها انكفأت متراجعةً نتيجة مقابلتها بمقاومة شديدة.

ومنذ عدة أيامٍ تتركّز المعارك في القاطعِ الغربيِ لمدينة غزة، حيث سجّلت المقاومة خلال الساعات الماضية أكبر إنجازٍ لها في تدمير الدبابات والآليات في يومٍ واحد، منذُ الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فضلاً عن الاستمرار في إطلاق الصواريخ إلى عمق المناطق المحتلة ومستوطنات الاحتلال في منطقة غلاف قطاع غزة. 

وفي المحورِ الشمالي الغربي ما زالت الاشتباكات وعمليات الكرّ والفرّ بين مجموعات المقاومة وقوات الاحتلال تدور بين الشوارع والأبنية، وتحديداً في حيَّي النصر والشيخ رضوان وفي محيط مخيم الشاطئ، وتحديداً على تخوم المخيم الشمالية والغربية بشكلٍ مُركّز. 

أما في المحورِ الجنوبيِ الغربي فقد سُجِّلت أعنف الاشتباكات، حيثُ واصلت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، منعَ القوات الإسرائيلية من تثبيت أي نقاط ارتكازٍ لها وسط مدينة غزّة. 

يُذكر أنّه بسبب هذا الإخفاق الميداني وكثرة الخسائرِ التي تكبّدتها قوات الاحتلال خلال المواجهات الجارية، عمد الاحتلال إلى اقتحام مُجمَّع الشفاء الطبي بعد محاصرته عدة أيام، ومنع إدخال أي طعام أو ماء أو غذاء أو وقود أو مستلزمات طبية إليه،  حيث حوّله إلى ثكنةٍ عسكرية ونقطة تمركّزٍ لقواته.

المقاومة تسدّد ضرباتٍ نوعية

أفاد مراسل الميادين في غزّة، الخميس، بأن آليات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت قد تقدّمت نحو شارع الجلاء الرئيسي، وسط مدينة غزة، تراجعت على وقع نيران المقاومة واشتداد الاشتباكات.

وأضاف مراسلنا أنّ الآليات الإسرائيلية تموضعت في منطقة الرمال بسبب اشتداد المقاومة، مؤكّداً أنّ المقاومة نجحت في استهداف قلب التحشدات العسكرية الإسرائيلية التي تتوغل في القطاع.

وأعلنت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف 5 جيبات عسكرية حاولت التسلّل إلى غربي بيت لاهيا، بقذائف "الياسين 105"، الخميس. 

وأضافت كتائب القسام أنّ مقاوميها دمّروا جيبين، أحدهما من نوع "وولف"، والآخر من نوع "ديفندر"، مؤكّدةً "الإجهاز عليهما بالأسلحة الرشاشة من مسافة صفر".

وفي عمليةٍ نوعية، نشرت كتائب عز الدين القسّام مقطعاً مصوّراً قالت إنّه يوثّق لحظات استدراجٍ لقوةٍ عسكرية إسرائيلية إلى فتحة أحد الأنفاق المفخّخة في بيت حانون، شمالي قطاع غزة وتفجيرها، مما أسفر عن مقتل 5 جنود.

وأكّدت الكتائب تدمير 21 آلية إسرائيلية، كلياً أو جزئياً، في مُختلف محاور التوغل في قطاع غزّة، والإجهاز على قوة للاحتلال الإسرائيلي متحصّنة داخل مبنى في بيت حانون بـ 12 قذيفة "ياسين TBG" مضادة للتحصينات.

من جهتها، تبنّت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، استهدافها 3 آليات عسكرية إسرائيلية بقذائف "التاندوم" غربي مدينة غزة.

وأشارت السرايا، في بيانٍ مقتضب، إلى أنّ استهداف الآليات الإسرائيلية وقع في محور القتال الغربي الجنوبي، عند أحياء الصبرة وتل الهوى.

ونشرت سرايا القدس، بياناً مقتضباً أعلنت فيه أنّ مقاتليها خاضوا اشتباكاتٍ ضارية في محيط مجمّع الشفاء الطبي، وأنّهم يؤكدون وقوع إصاباتٍ محقّقة في صفوف قوات العدو.

كما تبنّت السرايا استهداف مستوطنة "نير عوز" الإسرائيلية الواقعة في منطقة غلاف قطاع غزّة برشقةٍ صاروخية مُركّزة.

وأعلنت كتائب المقاومة الوطنية - قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنّ مقاوميها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية المتوغلة جنوبي غربي مدينة غزّة بالأسلحة الرشاشة وقذائف "الهاون".

وبالتزامن مع إعلانات فصائل المقاومة تصدّيها للقوات المتوغّلة، أفاد مراسل الميادين بأنّ صفّارات الإنذار تدوي في "سديروت" وعدّة مستوطنات تابعة لمنطقة غلاف غزة.

إعلام إسرائيلي: "الجيش" منهمك في عملية شمالي قطاع غزّة 

ومع احتدام المعارك على محاور القتال في قطاع غزّة، تناولت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء،  المعركة البرية في القطاع بعد مُضي أيامٍ على انطلاقها، مُشيرةً إلى أنّ القوة الشديدة التي يستخدمها "الجيش" الإسرائيلي بواسطة 3 فرق تُقاتل "حماس"، والدمار الهائل الذي يسبّبه في شمالي قطاع غزة "يحقّقان نتائج"، وفق تعبيرها، لكنّها رأت أنّ "حركة حماس لا تزال بعيدة عن الاستسلام"، وفق تعبيرها.

وأقرّ "جيش" الاحتلال اليوم بمقتل نائب قائد سرية في الكتيبة 202 من لواء المظليّين النقيب شلومو بن نون  في المعارك شمال قطاع غزة.

يُذكر أنّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي أقرّ، أمس الأربعاء، بمقتل ضابطين،  هما نائب قائد فصيل في الكتيبة "9217" في لواء "النقب"، ونائب قائد فصيل في كتيبة "شاكيد" في لواء "جفعاتي"، وإصابة 4 آخرين بجروحٍ خطيرة شماليّ قطاع غزّة.

وسجّل "جيش" الاحتلال حصيلةً جديدة لقتلاه، الخميس، منذ بدء العمليات البريّة في قطاع غزّة إلى 49 قتيلاً، ليصبح مجموع قتلاه منذ بدء ملحمة "طوفان الأقصى" 370 قتيلاً من مختلف الرُتب، وذلك مع استمرار المواجهات البرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغّلة.

اقرأ أيضاً: قاآني للضيف: محور المقاومة لن يسمح للعدو بالاستفراد بغزة وتحقيق أهدافه في فلسطين

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك