معارضة سياسية في الفلبين لتوسع النشاط العسكري الأميركي
توسيع وصول الولايات المتحدة إلى الفلبين يعزز معارضة المسؤولين الذين أثاروا مخاوف من تورط الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا إذا تصاعدت التوترات مع الصين بشأن تايوان.
أثارت خطة زيادة وصول القوات العسكرية الأميركية في الفلبين معارضة من السياسيين الذين أثاروا مخاوف من تورط الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا إذا تصاعدت التوترات مع الصين بشأن تايوان.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن السيناتور إيمي ماركوس، شقيقة الرئيس بونغ بونغ، أن التحرك للسماح للقوات الأميركية بالمزيد من المواقع الفلبينية يهدف إلى تعزيز الدفاع المحتمل للولايات المتحدة عن تايوان بدلاً من الفلبين.
وقالت ماركوس التي ترأس لجنة العلاقات الخارجية، في جلسة استماع مع مسؤولي دفاع ودبلوماسيين فلبينيين اليوم الأربعاء: "نحن لا نتطوع لخوض حروب ليست لنا".
وتساءلت عن سبب منح الفلبين الولايات المتحدة وصولاً أكبر إليها. وفي جلسة استماع مجلس الشيوخ، اليوم الأربعاء، قال الحاكم مانويل مامبا من مقاطعة كاجايان الشمالية، التي تم الإبلاغ عنها في وقت سابق باعتبارها واحدة من 4 مواقع جديدة محتملة للوصول إلى الولايات المتحدة، إن منطقته لا تريد أن تتورط في أي صراع بين القوى العظمى. وأضاف: "أمنيتنا الوحيدة هي عدم وجود قوات أجنبية في كاجايان. سيكون لدينا ليال بلا نوم".
من جهته، دافع وزير الدفاع كارليتو جالفيز جونيور عن زيادة أعداد وصول الولايات المتحدة إلى الفلبين، قائلاً إنّه سيسمح للجيوش من كلا البلدين بالعمل من كثب، وخصوصاً في حالة وقوع كوارث طبيعية.
وقال جالفيز في جلسة الاستماع إنّ المواقع الجديدة ربما لا تزال قيد التغيير، لكنه رفض ذكر أسماء المواقع، مضيفاً أنه سيتم استشارة المسؤولين المحليين قبل الانتهاء من أي موقع.
الفلبين تسمح لأميركا بتوسيع نشاطها العسكري فيها
وقال قائد عسكري فلبيني سابق في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت إنّ 3 قواعد فلبينية قرب تايوان - اثنتان في كاجايان وواحدة في مقاطعة إيزابيلا - إضافة إلى أخرى في بالاوان قرب بحر الصين الجنوبي، من بين المواقع الإضافية التي يتم النظر فيها لتستقر فيها القوات الأميركية.
ومنحت الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا الشهر الماضي للولايات المتحدة الوصول إلى 4 قواعد عسكرية أخرى بموجب اتفاقية التعاون الدفاعي المعزز بين البلدين. وبذلك، يصل العدد الإجمالي إلى 9.
ويجمع بين الولايات المتحدة الأميركية والفلبين معاهدة للدفاع المتبادل واتفاق التعاون الدفاعي المعزز الموقع في 2014، الذي يسمح للقوات الأميركية بتناوب قواتها لفترات طويلة، وكذلك بناء منشآت في القواعد الفلبينية وتشغيلها، بما فيها تلك القريبة من مياه متنازع عليها.
وسبق أن أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأنّ الجيش الأميركي يستعد لتأمين وصول موسع إلى القواعد الرئيسية في الفلبين، بما في ذلك على الأرجح، "قاعدتان في جزيرة لوزون الشمالية التي قد تمنح القوات الأميركية موقعاً إستراتيجياً يمكن من خلاله شن عمليات في حالة نشوب صراع في تايوان أو بحر الصين الجنوبي".
وتفاقمت التوترات في مضيق تايوان إلى أعلى مستوى لها منذ أعوام في آب/أغسطس 2022، بعدما زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي، تايبيه، الأمر الذي دفع بكين إلى تنظيم مناورات عسكرية جوية وبحرية غير مسبوقة حول الجزيرة.