مسؤول إسرائيلي سابق: المستوطنون لن يعودوا إلى الشمال حتى لو توقف إطلاق النار
مسؤولون إسرائيليون يتحدثون عن وضع معقّد في مستوطنات الشمال بسبب المواجهات المتصاعدة مع حزب الله، مشيرين إلى أنّ الحديث عن عودة المستوطنين سابقة لأوانها.
قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، غيورا آيلند، اليوم الأربعاء، إنّ "الوضع في الشمال أكثر تعقيداً من الوضع في الجنوب".
وأوضح آيلند في مقابلةٍ مع "القناة الـ 12" الإسرائيلية أنّ "الوضع في الشمال معقّد حتى لو حصل وقف تام لإطلاق النار مع حزب الله، إذ إنّ المستوطنين لن يعودوا".
وأضاف أنّ "تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة التي يتعهدون فيها بعودة المستوطنين هي سابقة لأوانها قليلاً، ومتفائلة جداً"، فذلك يعدّ "تحدّياً كبيراً، خصوصاً وأنّ الولايات المتحدة لا تريد لإسرائيل أن ترفع سقف تهديداتها ضد لبنان".
بدوره، قال اللواء في احتياط الاحتلال الإسرائيلي ورئيس شعبة العمليات في "الجيش" سابقاً، إسرائيل زيف، إنّ "أي مستوطن لن يعود إلى الحدود الشمالية من دون انسحاب حزب الله عن الحدود، فالوضع الحالي خطير من دون الارتكاز إلى القرار 1701"، مشيراً إلى أنّ "حزب الله يجلس على السياج، بينما إسرائيل تتراجع إلى الخلف".
وأضاف أنّ "ما فعلته حماس في غزة هو نصف القوة لعملية مشابهة من لبنان".
"الغباء الاستراتيجي"
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، أكّدت أنّ "إسرائيل" في أسوأ وضعٍ منذ قيامها من ناحية شروط فتح حرب في الجبهة الشمالية ضد حزب الله.
ووصف نائب رئيس مجلس "الأمن القومي" الإسرائيلي السابق، عيران عتصيون خلال تصريحاتٍ لقناة "كان" الإسرائيلية المبادرة في فتح جبهة في الشمال مع عدوٍ هو الأقوى على الحدود (حزب الله) بــ "الغباء الاستراتيجي".
وقال عتصيون إنّ قدرة "إسرائيل على تغيير الواقع الأمني في الشمال موجودة بصورةٍ مُعيّنة، أمّا قدرتنا على القضاء والتحييد ومحو حزب الله عن وجه الأرض فغير موجودة لدى إسرائيل".
واقترح معالجة تهديد حزب الله في الشمال بصورةٍ حكيمة وطويلة المدى، "من قبل حكومة إسرائيلية جديدة لا من قبل الحكومة الحالية الفاشلة".
كما دعا الحكومة الإسرائيلية اللاحقة فيما بعد إلى أن "تُعدّ خطة جديدة من أجل الجبهة الشمالية من دون الارتكاز إلى القرار 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية".
وأوضح أنّه على "إسرائيل" ألا تزرع الأوهام لدى المستوطنين بأنّهم سيعودون إلى المستوطنات بعد القضاء على حزب الله عند الحدود، بل "سيعودون" وحزب الله عند الحدود.
يأتي ذلك في وقتٍ أشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إلى أنّ "هناك نحو 70 ألف مستوطن تمّ إخلاؤهم بأمر من الحكومة، وهم الآن موزّعون في كل أنحاء إسرائيل"، بحسب 22 من رؤساء السلطات في المستوطنات الشمالية الذين أكّدوا لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنّ "المستوطنين لن يعودوا إلى الشمال لأنّ نصر الله وعناصره لا يزالون هناك".
وأفاد مراسل "القناة الـ 13" في الشمال بأنّ "المستوطنات في المنطقة خالية إلّا من الجنود الذين يتجوّلون متوترين طوال الوقت".
ونقل المراسل الإسرائيلي عن الجنود الذي يتجولون في مستوطنات الشمال قولهم: "نحن طوال الوقت متوترين وأعصابنا مشدودة لأنّنا نعرف أنّ الصواريخ من لبنان ستصل في النهاية".
حرب استنزاف
واليوم، قال العقيد في احتياط الاحتلال الإسرائيلي، كوبي ميروم إنّ "إسرائيل في حرب استنزاف في الشمال"، مضيفاً أنّ حزب الله هو الذي يُبادر، في حين أنّ "الجيش" الإسرائيلي بحالة دفاع ويردّ ويُجرّ فقط، لأنّ الكابينيت قرّر أنّ الأولوية هي للجنوب.
وفي وقتٍ سابق، لفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ الاحتلال "في حالة دفاع في الشمال، حيث نتلقّى ضربات وإصابات"، مؤكداً أنّ حزب الله تعلّم "التحصّن وتعلّم تقنيات سلاح الجو".
ويتحدّث الإعلام الإسرائيلي، في الآونة الأخيرة، كثيراً، عن وجود قلق إسرائيلي من جبهة الشمال مع حزب الله، مؤكداً أنّ هذه الجبهة هي "تحدٍّ ضخم" للاحتلال.
ويتزايد قلق الاحتلال من الجبهة الشمالية، مع تواصل عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله المساندة للمقاومة الفلسطينية، والتي تأتي أيضاً رداً على اعتداءات الاحتلال على قرى لبنان الجنوبية.