مسؤولون أميركيون: "باتريوت" ليس حلاً سحرياً لكييف.. والتدرب يستغرق شهوراً
مسؤولون في البنتاغون يؤكدون أنّ نظام "باتريوت" الصاروخي الذي ستسلّمه الولايات المتحدة لأوكرانيا "ليس حلاً شاملاً لاحتياجاتها من الدفاع الجوي".
أكّد مسؤول أميركي كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأربعاء، إنّ نظام "باتريوت" الصاروخي الذي ستسلّمه الولايات المتحدة لأوكرانيا "ليس حلاً شاملاً لاحتياجاتها من الدفاع الجوي".
وقال المسؤول، في تصريحات للصحافيين، إنه "بالنسبة للدفاع الجوي، ليس هناك حلّ سحري، وهدفنا هو مساعدة أوكرانيا على تعزيز نهج متعدد الطبقات ومتكامل للدفاع الجوي".
وتابع بأنّ "هذا ليس حلاً شاملاً للدفاع الجوي في أوكرانيا.. هذه خطوة أخرى من بين العديد من الخطوات التي اتبعناها لتعزيز قدرة الدفاع الجوي لأوكرانيا".
وأفاد المسؤول بأنّ "نظام باتريوت سيكمل مجموعة من قدرات الدفاع الجوي متوسطة وقصيرة المدى المتاحة بالفعل لأوكرانيا".
اقرأ أيضاً: رئيس وزراء أوكرانيا يحذر من نفاد ذخيرة الدفاع الجوي
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان، الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستقدّم 1.85 مليار دولار مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا تشمل نقل أنظمة "باتريوت" للدفاع الجوي.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أكّد، في وقت سابق اليوم خلال استقباله نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، أنّ "واشنطن ستواصل تعزيز القدرات العسكرية لكييف".
وأضاف "سوف نستمر في تعزيز قدرات أوكرانيا من أجل الدفاع عن نفسها، وخصوصاً في مجال الدفاع الجوي، ولذلك سوف نزود أوكرانيا بمنظومة باتريوت وسندرّب القوات الأوكرانية على استخدامها".
واشنطن: تدريب القوات الأوكرانية على أنظمة باتريوت يحتاج عدة أشهر
وفي وقت سابق، صرّح مسؤول أميركي بأنّ تدريب الولايات المتحدة للقوات الأوكرانية على استخدام أنظمة "باتريوت" الدفاعية "سوف يستغرق أشهر"، مشيراً إلى أنّ "بدء عملية التدريب سيكون في القريب العاجل".
وأضاف المسؤول في البنتاغون، خلال إفادة صحافية اليوم كذلك، أنّ "الولايات المتحدة تبحث بين عدة خيارات لمواقع من أجل إجراء تلك التدريبات".
وكانت الولايات المتحدة أعلنت تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.85 مليار دولار، تتضمن تسليم أول شحنة من منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "باتريوت".
وسبق للولايات المتّحدة أنّ تعهّدت تزويد أوكرانيا بثماني بطاريات صواريخ أرض-جو متطوّرة من طراز "ناسامس"، اثنتان منها ستتسلّمهما القوات الأوكرانية في غضون الأشهر المقبلة، والستة الأخرى في إطار حزمة مساعدات ذات أجل أطول.
زيارة زيلنسكي محلّ انتقاد الجمهوريين
وتأتي زيارة زيلينسكي وإعلان بايدن عن المساعدات في ظلّ انتقادات كثيرة من قبل مسؤولين جمهوريين أميركيين لهذا الزيارة.
ويرى العديد منهم أنّ الرسالة الأساسية هي لدعم سياسات البيت الأبيض ضدّ روسيا، في وقت يتصاعد فيه الضغط على بايدن وإدارته داخلياً وخارجياً بسبب تفاقم المشاكل الناتجة عن سياساته التصعيدية مع موسكو، لا سيما من قبل حلفائه الأوروبيين الذين يعانون الثقل الأكبر لهذه السياسات اقتصادياً وسياسياً وأمنياً.
وذكر "بيزنس إنسايدر" أن النائبة مارجوري تايلور جرين "انتقدت زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المفاجئة للولايات المتحدة"، وسط معارضة من أقصى اليمين الجمهوري لدعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وقالت "بالطبع يجب على رئيس الظل أن يأتي إلى الكونغرس ويشرح لماذا يحتاج إلى مليارات الدولارات الأميركية من دافعي الضرائب، من أجل الولاية رقم 51، أوكرانيا.. هذا أمر سخيف. يجب وضع الولايات المتحدة أولاً !!!"
Of course the shadow president has to come to Congress and explain why he needs billions of American’s taxpayer dollars for the 51st state, Ukraine.
— Rep. Marjorie Taylor Greene🇺🇸 (@RepMTG) December 20, 2022
This is absurd.
Put America First!!! https://t.co/gkNonOhvDL
كما وصفه جمهوريون آخرون بأنه "ملكة المساعدات والرفاهية"، وكان النائب الجمهوري عن ولاية كارولينا الشمالية ماديسون كاوثورن مؤخراً الرئيس الأوكراني بـ "السفاح".
وانتقد المراسل السياسي لفوكس نيوز بايرون يورك الزيارة، مغرداً بأنّ زيلينسكي "يبدو مستعداً لإخبار الكونغرس أن كل ما قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا - 45 مليار دولار من المساعدات الجديدة قيد الدراسة الآن - ليس كافياً".
Zelensky is apparently prepared to tell Congress that whatever the US has given Ukraine -- $45 billion in new aid now under consideration -- it is not enough. From @AP: https://t.co/kbyyqF5t5X pic.twitter.com/5BkSu9Dsaj
— Byron York (@ByronYork) December 21, 2022
ووجهت روسيا خلال الشهرين الأخيرين عدة ضربات صاروخية واسعة للبنى التحتية الأوكرانية رداً على استهداف جسر القرم بسيارة مفخخة، وشكّلت هذه الضربات أزمة كبرى لكييف، إذ أدّت لانقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات عن مناطق واسعة في البلاد.
ولم تتمكن وسائط الدفاع الجوي الغربية الموجودة مع القوات الأوكرانية حتى الآن من التعامل بشكل ناجح مع ضربات موسكو، لا سيما بعد اعتماد الجيش الروسي على أساليب متطورة في تنسيق الهجمات تحدّ من فعالية المنظومات الدفاعية وراداراتها.