مجازر متنقّلة في اليمن.. محرقة تُشعلها السعودية وتستهدف المدنيين
يُواصل التحالف السعودي مجازره بحق الشعب اليمني. من البنى التحتية إلى المجمّعات السكنية، لم تتوقف آلة الحرب السعودية - الإماراتية عن تنفيذ محرقتها في مختلف المحافظات.
يُواصل طيران التحالف السعودي شنّ غاراته وقصفه لعددٍ من المحافظات اليمنية، مخلّفاً شهداء وجرحى وأضراراً مادية في الممتلكات والبنى التحتية. ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع إطلاق التحالف، قبل أيام، عمليةً عسكرية جوية على الحديدة غربيّ اليمن، مستمراً في خرق وقف إطلاق النار هناك.
التحالف ينفّذ محرقةً في صعدة والحُديدة
واستهدف التحالف السعودي الأحياء المدنية والبنى التحتية في العاصمة صنعاء وصعدة والحُديدة، بحيث أسفرت غارات جوية شنتها طائراته، فجر اليوم الجمعة، عن سقوط أكثر من 65 شهيداً وأكثر من 120 جريحاً، بفعل غارات شُنّت على السجن المركزي في صعدة.
وأكد مدير مكتب وزارة الصحة في صعدة للميادين أن أكثر من 50 شخصاً ما زالوا تحت أنقاض السجن الذي قصفه التحالف، فيما رأت وزارة النقل في حكومة صنعاء أن "استهداف السجن المركزي في صعدة عمل شيطاني ممنهج".
في سياقٍ متصل، أشار مراسل الميادين إلى سقوط ضحايا من غير اليمنيين في المجزرة التي ارتكبها التحالف السعودي في صعدة، مؤكّداً أن "فِرَق الإنقاذ تواصل، منذ الفجر، عمليات انتشال ضحايا مجزرة التحالف السعودي في صعدة، جراء قصفه السجن المركزي فيها".
ولفت مراسلنا إلى أنّ "السجن المركزي يضم أكثر من 2000 نزيل يمني، ومن جنسيات متعددة"، موضحاً أنّ "السجن يضم مركز إيواء للأفارقة الذين يعبرون من اليمن إلى مناطق أخرى".
بين الحديدة وصعدة.. مجازر ارتكبها التحالف السعودي بحق المدنيين في #اليمن.#انصروا_اليمن#اليمن #صنعاء #الحديدة #صعدة pic.twitter.com/kboV2mexy5
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 21, 2022
انقطاع الإنترنت في اليمن
قبل أيام، حذّرت منظمة سام للحقوق والحريات التحالفَ السعودي من استهداف البنى التحتية في اليمن، مشيرةً إلى أنّ ذلك يُعَدّ "جريمة حرب"، وفق اتفاقية جنيف.
إلاّ أن هذه التحذيرات لم تردع طائرات التحالف عن تنفيذ غاراتها على مدينة الحُدَيْدَة الساحلية غربي اليمن، أمس الخميس، مستهدفةً مبنى الاتصالات، بحيث خلّفت هذه الغارات 6 شهداء، بينهم 3 أطفال، و18 جريحاً، معظمهم من الأطفال، كما أفادت مصادر طبية الميادين.
شاهدوا يا عرب ويا مسلمين اطفالنا ونسائنا تحت الانقاض بعد القصف السعودي والاماراتي على أحد الاحياء السكنية
— محمد عبدالله المسمري (@m__almasmari) January 20, 2022
شاهدوا يا امة محمد ماذا يحصل لليمنيين
اين المنافقين من هذا القصف لم يدينوا
اين هيئات كبار العلماء
اين الأزهر
اين رؤساء الدول العربية والعالمية
اين جامعة الدول العربية pic.twitter.com/1EV8Afgr8u
وأدّت هذه الغارات إلى انقطاع الإنترنت عن كلّ أنحاء اليمن بعد استهداف "البوابة الدولية للاتصالات والإنترنت"، وهي المزوّد الوحيد للإنترنت في البلاد. وقالت منظمة NetBlocks، التي تعمل على مراقبة أمن شبكات الإنترنت، إنّ اليمن كان في خضم انقطاع للإنترنت على مستوى الدولة في أعقاب الغارة الجوية على مبنى الاتصالات.
وتعليقاً على ذلك قالت وزارة النقل في حكومة صنعاء، إن "استهداف تحالف العدوان خطوط الانترنت في الحديدة يهدف الى عزل اليمن عن العالم".
⚠️ Confirmed: #Yemen is in the midst of a nation-scale Internet blackout following airstrike on telecom building in #Hudaydah; real-time network data show collapse of connectivity on leading provider; incident ongoing 📉 pic.twitter.com/ZM77WdUpwm
— NetBlocks (@netblocks) January 21, 2022
ويوم الأربعاء، الـ19 من كانون الثاني/يناير الحالي، شنّت طائرات التحالف السعودي 12 غارة جوية على العاصمة اليمنية صنعاء، ولاسيّما المطار، مستهدفةً مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية وشارع الكلية الحربية شمالي العاصمة اليمنية، ومناطق أخرى جنوبيّها وشرقيّها.
وتأتي هذه الغارات بعد نحو شهرٍ من تعرّض المطار نفسه لقصفٍ جوي مماثل، ألحق أضراراً بعددٍ من مرافقه. وتقتصر الرحلات في مطار صنعاء على المنظمات الدولية والإنسانية. كما شنّت طائرات التحالف 19 غارة أيضاً على مأرب وشبوة، يوم الأربعاء الماضي.
مجزرة حي الليبي السكني
طوال ليل الثلاثاء، الـ17 من كانون الثاني/يناير الحالي، لم تهدأ غارات التحالف على العاصمة اليمنية.
واستهدفت الغارات الحيّ الليبي وسط المدينة، بسلسلة غارات أدّت إلى تدمير 5 منازل على رؤوس ساكنيها، وإلى سقوط 29 شخصاً بين شهيدٍ وجريح. كما أنّ الغارات أودت بحياة أسرة بكاملها، هي أسرة العميد الركن الطيار، عبد الله قاسم الجنيد، بعد شنّ العدوان غارة على منزله، فضلاً عن أنّ غارات التحالف منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى المكان من أجل إجلاء الجرحى.
من ناحيتها،تحدّثت منظمات حقوقية يمنية ووزارات معنية، في مؤتمر صحافي، من أمام مكان الجريمة، مطالبةً "الأمم المتحدة بإيقاف هذا الحرب العبثية التي تمارسها أميركا، والعمل على حماية المدنيين"، داعيةً الأمم المتحدة إلى "تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الجرائم ضد الإنسانية، والتي يرتكبها العدوان بحق اليمنيين، منذ 7 سنوات".
صور لبعض اثار الغارات التي استهدفت حي الليبي السكني بالعاصمة #صنعاء وأدت لاستشهاد وجرح 23 مواطن معظمهم نساء وأطفال ودمرت 5 منازل سكنية. pic.twitter.com/tWoCYAicmk
— صدام القدمي (@sadam_alqudami) January 17, 2022
وشنّت أيضاً طائرات التحالف السعودي 20 غارة على مديريتي عين وحريب بين محافظتي مأرب وشبوة، و18 غارة على مديريتي الجوبة والوادي جنوبي مأرب وشرقيّها، و 3 غارات جوية على منطقة اليَتَمَة في مديرية خَبْ والشَّعْف الحدودية في محافظة الجوف، وغارة على مديرية كتاف شرقي محافظة صعدة المجاورة شمالي اليمن.
واستهدفت مقاتلات التحالف السعودي بـ3 غارات جوية أبراج الاتصالات في جبل عشروش في المنار، وبيت الكوماني في مديرية عنس في محافظة ذمار وسط اليمن.
وصعّد التحالف غاراته في مختلف المحافظات اليمنية، بحيث شنّ عشرات الغارات على محافظات شبوة ومأرب والبيضاء وصعدة، بحيث استهدفت مقاتلاته، في أكثر من 16 غارة، منطقة القُنْذُع في مديرية بيحان غربيّ محافظة شبوة، وبـ26 غارة مديريات حريب والجوبة والوادي جنوبي مأرب وشرقيها. واستهدفت 7 غارات جوية للتحالف السعودي مديريات الصومعة والسوادية وناطع في محافظة البيضاء وسط اليمن، وغارتان مديرية كِتاف الحدودية مع نجران شرقي محافظة صعدة شمالي البلاد.
استهداف خزانات.. وتعطيش المدنيين
في السياق العدواني ذاته، استهدفت طائرات التحالف خزانات الحقل في مدينة صعدة، التي تمدّ مركز المحافظة بالمياه الصالحة للشرب.
واستهدفت الغارات، التي أدانتها وزارة المياه والبيئة اليمنية، خزانَي مياه، الأول سعته 280 وحدة، والخزان الثاني سعته 300 وحدة، الأمر الذي أدى إلى تدمير الخزانين، كما تأثّرت 5 آبار مياه في جوارهما بصورة مباشرة، وانقطعت المياه عن سكان مدينة صعدة بصورة كاملة.
وقالت وزارة المياه اليمنية إنّ 135 ألف مواطن من سكان مدينة صعدة تأثّروا بصورة مباشرة نتيجة توقف ضخ مياه الشرب، جرّاء استهداف التحالف السعودي حقلَ تلمص في سلسلة غارات جوية.