متحدث باسم "طالبان": الحركة تريد انتقالاً سلمياً للسلطة في أفغانستان
في ظل سيطرة "طالبان" على أغلبية ولايات أفغانستان، ومغادرة الرئيس الأفغاني البلاد، متحدث باسم الحركة يؤكد أنها تريد انتقالاً سلمياً للسلطة، مطمئناً رعايا السفارات الأجنبية إلى أن لا خوف عليهم، ويمكنهم البقاء في البلاد.
قال المتحدث باسم حركة "طالبان" سهيل شاهين لشبكة "بي بي سي"، اليوم الأحد، إن "عناصر الحركة يريدون تسلّم السلطة في أفغانستان في الأيام المقبلة عبر انتقال سلمي"، في الوقت الذي قال مصدر في الرئاسة الأفغانية، اليوم الأحد، إن الرئيس أشرف غني وافق على الاستقالة في ظل الأوضاع المتأزمة في البلاد، وغادر إلى طاجيكستان.
وأضاف المتحدث من قطر أن وفد "طالبان" كان يُجري مفاوضات مع الحكومة الأفغانية.
وعرض المتحدث الخطوط السياسية العريضة والمقرَّرة من جانب "طالبان" بهدف عودة الحركة إلى الحُكم، بعد 20 عاماً على طردها من السلطة عن طريق "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن، قي إثر اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وأوضح المتحدث "نريد حكومة إسلامية جامعة، الأمر الذي يعني أن جميع الأفغان سيكونون ممثَّلين فيها"، كاشفاً "أننا سنتحدث عن ذلك في المستقبل، عندما يحدث الانتقال السلمي".
وأكَّد أيضاً أن "السفارات الدولية وموظفيها لن يكونوا مستهدَفين من جانب مقاتلي طالبان، وأن في إمكانهم البقاء في البلاد". وقال "ليس هناك أي خطر على الدبلوماسيين والمنظمات الإنسانية، ولا على أي شخص.. عليهم جميعاً أن يواصلوا عملهم كما كانوا يفعلون حتى الآن، لأنهم لن يتعرّضوا لأي أذىً. يجب أن يبقوا".
وإذ رفض المخاوف من عودة البلاد إلى السيطرة الأولى لـ"طالبان" على الحكم، مع تطبيق صارم جداً للشريعة الإسلامية، أكد المتحدث باسم "طالبان" أن "الحركة تريد الآن فتح فصل جديد من التسامح".
وأردف "نريد العمل مع جميع الأفغان، وفتح فصل جديد من السلام والتسامح والتعايش السلمي والوحدة الوطنية، للبلد والشعب الأفغانيَّين".
وفي الوقت الذي توجَّه عدد كبير من المسؤولين والجنود وعناصر الشرطة إلى أماكن بعيدة، أو غادروا مراكزهم خشية عمليات انتقامية ضدّ كل الأشخاص الذين عملوا لمصلحة الحكومة الأفغانية الحالية أو القوات الغربية، أكد المتحدث باسم "طالبان" أن "هذه المخاوف لا أساس لها"، مشدداً "على أننا نريد من جديد أن نؤكد أنه لن يكون هناك أي انتقام من أي شخص. وإذا حدث ذلك، فسيُفتح تحقيق".
وبخصوص علاقات "طالبان" بالولايات المتحدة، أوضح المتحدث أن "الحركة ستعيد النظر قريباً في علاقاتها بالولايات المتحدة، والتي اتَّسمت بعقدين من النزاع".
وقال إن "علاقتنا باتت من الماضي"، مضيفاً "في المستقبل، ستعنينا فقط خياراتنا السياسية، لا شيء آخر. سيكون هناك فصل جديد من التعاون".
ودخلت "طالبان" العاصمة كابول. وقال مسؤولان أميركيان إن واشنطن بدأت إجلاء دبلوماسييها من سفارتها في كابول، بينما أكد وزير الخارجية الألماني أن القوات الجوية الألمانية ستسيّر رحلات نقل عسكرية لإجلاء دبلوماسييها.
وسيطرت "طالبان" على مدينة جلال آباد من دون قتال، في الساعات الماضية، بينما أجرى وزير الخارجية الأميركي اتصالاً بالرئيس الأفغاني للبحث في سبل تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين.
وعقب هذه التطورات المتسارعة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس السبت، إن "أي عمل من جانبهم على الأرض في أفغانستان، من شأنه أن يعرّض الأفراد الأميركيين أو مهمتنا هناك للخطر، سيُقابَل برد عسكري أميركي سريع وقوي".
في السياق، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تعمل مع شركائها على عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بشأن أفغانستان، مؤكدة ضمانة "طالبان" لأمن السفارات في كابول.
بالتوازي، بدأت الولايات المتحدة وألمانيا إجلاء موظفي سفارتيهما في كابول، اليوم الأحد، في ظل تسارع التطورات وسيطرة "طالبان" على أجزاء واسعة من البلاد.