متحدث الحكومة الإيرانية للميادين: الأحداث أظهرت الحاجة إلى استثمار متزايد في الإعلام
المتحدث الرسمي باسم الحكومة الايرانية، الدكتور علي جـهرمي، يتحدّث إلى الميادين عن مختلف القضايا الداخلية والإقليمية والدولية، ويتطرق إلى الرؤية الإيرانية بشأن التعامل مع التحديات العالمية.
أجرت شبكة الميادين الإعلامية حواراً خاصاً مع المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية، الدكتور علي جـهرمي، تحدّث خلاله عن مختلف القضايا الداخلية والإقليمية والدولية، متطرقاً إلى الرؤية الإيرانية بشأن التعامل مع التحديات العالمية، وعلاقاتها الدولية.
وخلال الحوار، أكّد جهرمي، بدايةً، أنّ "الحكومة الثالثة عشرة قائمة أولاً على نهج الثورة الإسلامية وقيمها السامية".
وأشار إلى أنّ "الشعار الأساسي في إيران كان، ولا يزال، لا شرقية، ولا غربية، جمهورية إسلامية، مؤكّداً أنّ هذا الشعار هو، في حدّ ذاته، نقطة مهمة"، إذ إنّ "إيران تتفاعل معَ العالم بغض النظر عما إذا كانت الدولة شرقية أو غربية".
وأضاف للميادين أنّه "كلّما استطاعت إيران الاستفادة من التجارب والإنجازات البشرية في أي جزء من العالم، فإنّها ترحّب بذلك، بشرط أنْ يكون هناك احترام متبادل وصيانة للحقوق المتبادلة".
وأكّد جهرمي أنّ "أحد إنجازات الحكومة الثورية، والتي أشرت إليها، هو هذا المجال؛ أي الدبلوماسية العالمية المتوازنة، والتركيز على تطوير سياسة الجوار".
وفي السياق، أشار جهرمي إلى أنّ "إيران، بزيادة تعاملاتها مع الصين وروسيا وسائر الدول، ستسرّع انتقالَ ميزان القوى إلى آسيا".
ولفت إلى أنّ "إيران زادت في تجارتها مع أذربيجان، وحققت نتائج وإنجازات لكِلا البلدين وكِلا الشعبين"، مضيفاً أنّ التعاون الإيراني مع الدول، مثل الصين وروسيا وسائر الدول، "يساعد، بصورة طبيعية، على تسريع وتيرة تغيير هندسة القوى في العالم".
الدول المعادية لـ #إيران تبذل قصارى جهدها لمنع تقدمها وازدهارها
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 30, 2023
المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية الدكتور علي جهرمي
في #حوار_خاص مع #الميادين
يأتيكم الليلة 19:00 بتوقيت #القدس الشريف، 20:30 بتوقيت #طهران.@alibahaadori pic.twitter.com/X3sMNKs0ly
الغرب تراجع ويتجه نحو الأفول
وبشأن تبدّل موازين القوى في العالم، أكّد جهرمي أنّ "الفترة التي كان فيها الغرب القوة الرئيسة في العالم تسير نحو الاضمحلال؛ أي إنّ الغرب تراجع، ويتجه نحو الأفول، والمؤشرات العالمية تُظهر هذا أيضاً".
وأضاف أنّ "الوثائق الداخلية للولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تُظهر أنّ العالم يوجّه قوته نحو آسيا".
وبيّن جهرمي للميادين أنّ "الدول، التي تتماشى مع الولايات المتحدة الأميركية بكل قوتها، لن يكون لها موقعها الحالي، الذي هي فيه في عالم اليوم. وهذه الدول ترى هذا المستقبل بوضوح، وهي خائفة منه".
كان أعداء #إيران قد جاؤوا بكل أدواتهم واستخدموا كل إمكانياتهم وفي كل المجالات، من أجل أن يتمكنوا من خلق فوضى في بلدنا.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 30, 2023
المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية الدكتور علي جهرمي
في #حوار_خاص مع #الميادين
يأتيكم الليلة 19:00 بتوقيت #القدس الشريف، 20:30 بتوقيت #طهران.@alibahaadori pic.twitter.com/A40E6IRV6W
وأكّد أنّ "الهدف الرئيس لأميركا من وراء تحركاتها وأفعالها، بما في ذلك الاضطرابات الأخيرة، هو ترحيل مشاكلها إلى المستقبل".
وأوضح أنّ "أميركا و"إسرائيل" تعلمان بأنّ مشاكلهما غير قابلة للحل. لذلك، فإنهما تحاولان كسْب الوقت بشأن هذه المشاكل من خلال سياساتهما".
وأشار إلى أنّ سياسات الدول الغربية تتمثل بـ"إنفاق ما لديها في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية، من أجل منع التدهور المؤكَّد لقوتها، ووقف سرعة تعزيز قوة المنطقة الآسيوية".
وذكر أنّ "الغرب يخشى أن تقف جمهورية إيران الإسلامية إلى جانب روسيا، لأنّه يعرف القوة العسكرية للجمهورية الإسلامية، ولأنّه يدرك قوة الفكر الثوري ومقاومة إيران، ويخاف منهما".
#الولايات_المتحدة و "إسرائيل" تعلمان أن مشكلاتهما غير قابلة للحل، وأنهما تحاولان كسب الوقت لهذه المشكلات.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 30, 2023
المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية الدكتور علي جهرمي
في #حوار_خاص مع #الميادين
يأتيكم الليلة 19:00 بتوقيت #القدس الشريف، 20:30 بتوقيت #طهران.@alibahaadori pic.twitter.com/VAEyyQkoLB
أحداث الشغب الأخيرة أثْرَت التجربة الإيرانية في مواجهة العدوان
وتطرّق جهرمي، في مقابلته مع الميادين، إلى أحداث الشغب الأخيرة، والتي انعكست على وسائل الإعلام والفضاء الافتراضي، موضحاً أنّ ما نُقل في الإعلام عن هذه الأحداث "كان مغايراً تماماً لما كان يحدث على الأرض".
وقال إنّ "الأداة الإعلامية، التي كانت في يد تنظيم داعش بالأمس، يتم استخدامها اليوم، وتوظيف تجاربها السابقة في الأحداث الأخيرة في إيران".
وشدّد جهرمي على أنّ "الأحداث الأخيرة ساهمت، بطريقة ما، في إثراء التجربة التاريخية في إيران، في مواجهة العدوان، وفي المقاومة والدفاع عن البلاد".
هل الأحداث التي حصلت في #إيران انتهت أم أن تجددها ما زال قائماً؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 30, 2023
المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية الدكتور علي جهرمي
في #حوار_خاص مع #الميادين
يأتيكم الليلة 19:00 بتوقيت #القدس الشريف، 20:30 بتوقيت #طهران.@alibahaadori pic.twitter.com/p1wJKkbpvT
وأضاف "أننا، اليوم، اكتسبنا تجربةً جديدةً، هي مقاومة الحرب المركَّبة والهجينة والشاملة، والتعامل مع الهجمات الإعلامية. والجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني اكتسبنا مناعة ضد الهجوم الذي حدث. ونحن اليوم في حالة ما بعد "التطعيم".
وأكّد جهرمي للميادين أنّ "إيران أظهرت أنّ لها اليد العليا في التعامل بسِعَة صدر مع هذه الحوادث، وفي إمكانها أنْ تتحمل وتتحرك بتدبير وحنكة، وبطريقة يمكن، من خلالها، التعرف إلى الإرهابيين واعتقالهم".
وتابع: "نشهد قرارات قضائيةً بحق هؤلاء. أمّا أولئك، الذين تُنتهَك حقوقهم، فستتم حماية حقوقهم. فإذا كان هناك انتهاك لحقوق الناس من جانب المشاغبين، فإنّ الحكومة تدعم حقوقهم".
اقرأ أيضاً: إيران تعلن إعدام العميل علي رضا أكبري أحد أهم عناصر جهاز التجسس البريطاني
وفي السياق، أكّد جهرمي للميادين أنّ "أحداث الشغب الأخيرة أظهرت نقاط الضعف في مجال الإعلام في إيران، واتضح أنّ العدو استثمر كثيراً من الإمكانات في مجال الإعلام".
وأضاف أن "الأحداث الأخيرة أظهرت لنا أنّنا في حاجة إلى مزيد من الاستثمار في المجال الإعلامي، تماماً كما أظهرت حاجتنا إلى الاستثمار في المجال التسليحي، خلال فترة الدفاع المقدس".
وفي الوقت ذاته، أكّد جهرمي أنّ "المشاكل، التي جرت في ايران، ستساعد على التخطيط بصورة أفضل للمستقبل"، مشدداً على أنّ "إيران الصامدة مستعدة دائماً للتصدي لأي مشاكل يخلقها الأعداء لها".
وأشار، في هذا السياق، إلى وثائق تشير إلى الدور والأنشطة والتدخل والمشاركة للسفارات الأجنبية وبعض ناشطي هذه الدول داخلَ أراضي الجمهورية الإسلامية، والتدخل في شؤونها الداخلية".
اقرأ أيضاً: إيران تُطالب أوروبا بالتوقف عن "دعم الإرهابيين وتشجيعهم"
استغلال الغرب موضوع المرأة وحقوقها لإثارة الضجة
وأوضح أنّه "عندما يجري تنفيذ هذه الخطط من الخارج، فالذين يخططونها يحتاجون بطبيعة الحال إلى مجالات يمكنهم الاستثمار فيها، وخصوصاً في موضوع المرأة وحقوقها".
وأضاف أنّ "العالمَ الغربي يركز على هذا المجال منذ بداية الثورة، فالإعلام الغربي يواصل سياسته في إثارة الشكوك بشأن وضع المرأة داخل البلاد. وساعدت هذه الخلفية السابقة كثيراً على استغلال موضوع السيدة مهسا أميني".
وقال جهرمي للميادين إنّ وفاة الشابة أميني كانت أمراً مريراً للجميع، "لكن أولئك الذين كانوا يسعون وراء استغلال الحادث، كانوا سعداء به، لأنهم وجدوا مبرِّراً لإثارة ضجة حوله، من خلال نَسج الأكاذيب".
وبحسب جهرمي، فإنّ "قضية السيدة أميني كانت واضحة، من خلال تقرير الطبيب الشرعي والتقارير التي تم نشرها بالتدريج. ونُشرت صورة لوالدها وهو يقف فوق رأسها بعد وفاتها، معلناً أنّ جسدها لم يُصَب بأي ضربة، في أي شكل منَ الأشكال".
وخلالَ أعمال الشغب، "شهدنا حالات تضليل مماثلة، ورأينا الشيء نفسه في أحداث سابقة عندما حدثت أعمال شغب، كان التركيز عادة على وضع النساء في إيران، أو إثارة الشبهات بشأن حقوق المرأة فيها"، وفق جهرمي.
إيران لن تجلس أبداً إلى طاولة المفاوضات من موقع الضَّعف
وفي إطار الحديث عن السياسات الأميركية المتعاقبة تجاه إيران، أكّد جهرمي للميادين أنّ "خطط كل من الحكومات الأميركية، في مختلف الإدارات الأميركية، تتوزع وتتباين بين من يسعى لانهيار إيران، ومن يعتمد الضغوط القصوى للحصول على اتفاق في المجال النووي.
وأشار إلى أنّ "تأثير هذا الهدف وتداعياته تتّضح عندما تقوم بإضعاف البلد، من أجل تحقيق أهداف متعدّدة، بينها الحصول على مزيد من النقاط خلال المفاوضات، ومنها أيضاً أنك تُظهر للعالم أنّ نموذج الحركة المستقلة، والمبنية على القدرات الذاتية والداخلية للنمو، هو نموذج لن ينجح".
وتابع أنّ "من آثار ذلك أيضاً ظهور إيران نموذجاً ورمزاً للمقاومة في العالم. فعندما تمنع نموها، ستُظهر للعالم أن المقاومة ليست السبيل إلى النجاح؛ أي إنّ الهدف ليس كسب نقاط خلال المفاوضات، بل يمكن أن يكون أحد الأهداف".
وتعقيباً على ذلك، شدّد جهرمي للميادين على أنّ "سياسة الحكومة الإيرانية هي أنّها لن تجلس أبداً إلى طاولة المفاوضات من موقع الضَّعف".
وذكر أنّه "لهذا السبب، سلكت الحكومة منذ البداية طريق تحييد العقوبات وإبطال مفعولها، وستواصل القيام بذلك بغضّ النظر عن نتيجة المفاوضات".
وأضاف أنّه "بغضّ النظر عن الطريقة التي تتحرّك بها، سنواصل اتباعَ طريق تحييد العقوبات، لأنه لا يمكنك الوثوق بطرف يتنصل من التزاماته خلال المفاوضات، وينتهك الاتفاقيات الموقعة. لذلك، يجب تصميم مسارات أخرى واتباعها".
وأكّد، في السياق، أنّ "الجمهورية الإسلامية، وخصوصاً في عهد هذه الحكومة، لن تبقى رهينة طاولة المفاوضات. فالحكومة، التي لا ترهن مصير البلاد بالمفاوضات، ليس لديها بطبيعة الحال أي تنازلات لتقديمها خلال التفاوض".
وأشار جهرمي للميادين إلى أنّ "الحكومة لا تملك سلطة التنازل عن حقها. فإذا كان هناك حق واقعي ومعترف به، على المستوى الدولي، فمن المستحيل بطبيعة الحال التخلي عنه".
الدول المعادية لـ #إيران تبذل قصارى جهدها لمنع تقدمها وازدهارها
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 30, 2023
المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية الدكتور علي جهرمي
في #حوار_خاص مع #الميادين
يأتيكم الليلة 19:00 بتوقيت #القدس الشريف، 20:30 بتوقيت #طهران.@alibahaadori pic.twitter.com/X3sMNKs0ly
إيران ستردّ على أي هجوم عسكري بأشد الوسائل الممكنة
ورداً على سؤال بشأن احتمال شنّ هجوم عسكري على إيران، قال جهرمي إن "أعداءنا يعلمون بأنّه بمجرد أن يفكروا في هجوم عسكري، سيتلقَّوْن الردَّ بأشدّ الوسائل الممكنة، وفي أقرب مكان ممكن، لا يمكنهم حتى تخيُّله".
وتابع أنّ "إيران بنت، بعد الثورة، قدراتها الدفاعية المتطورة، اعتماداً على قدراتها الذاتية".
وأضاف: "تجاوزنا التجربة التاريخية للخيار الاقتصادي، وتجاوزنا التجربة لخيار الغزو الثقافي، وتجاوزنا أيضاً التجربة لخيار الهجوم الإعلامي، ونعتقد أنّ المسار أصبح مساراً عكسياً".
وقال إنّ أعداء إيران "يعلمون بأنّه، بغضّ النظر عن قدرات إيران الدفاعية، فإنّ فكر المقاومة لإيران الإسلامية هو فكر تقدمي، وهو فكر خطير بالنسبة إليهم، وللذين يريدون استعمار الآخرين"، مشدداً على أنّ "هذا التفكير سوف يهزمهم".
وأكّد أنّ "إيران وصلت إلى القمم أو اقتربت، في حين أنّ عدونا يسير في طريق الانحدار"، لذلك، فإنّ "مظاهر العداء التي سيقوم أعداء إيران بها في المستقبل، ستكون أضعف من الحالات السابقة، لأنّ قوتهم ستنخفض أكثر، وستزداد قوة الجمهورية الإسلامية وثباتها واستقرارها وتجاربها".