ماكرون من واشنطن: الإجراءات الأميركية تجاه الشركات الأوروبية عدوانية

الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يصرّح بأنّ "خطّة المناخ الكبيرة" الأميركية، "شديدة العدوانية" بالنسبة إلى الشركات الأوروبية.

  • الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون (أرشيف)
    الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون (أرشيف)

انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، الإعانات المنصوص عليها في "خطّة المناخ الكبيرة" (التشريع الأخضر، الذي يتضمن سياسات لخفض التضخم) لنظيره الأميركي جو بايدن، والتي تُقدّم امتيازات للشركات المحلية، ووصفها بأنها "شديدة العدوانية" على الصعيد التجاري. 

وقال ماكرون خلال مأدبة غداء مع أعضاء في الكونغرس الأميركي في "كابيتول هيل" خلال الزيارة التي يُجريها لواشنطن، إن الخطة "شديدة العدوانية بالنسبة إلى شركاتنا".

ويزور الرئيس ماكرون واشنطن للبحث عن توافق سياسي ومناقشة ملف الأزمة في أوكرانيا، ويعتزم التعبير عن موقفه بشأن قانون خفض التضخم الذي يطال أوروبا.

وأمس، قال كريس كونز، السيناتور الديمقراطي المقرب من الرئيس بايدن، إن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة "لن تثمر معجزة" للصناعيين الأوروبيين المتضررين من قانون "خفض التضخم"،  على الرغم من وصف هذه الزيارة  بأنّها تتويج للعلاقة "الوطيدة" بين الحليفين.

اقرأ أيضاً: الصين وأوروبا.. علاقات قيد المراجعة

وقبل أيام، قال وزير المالية الفرنسي، برونو لو مير، إنّه يتعيّن على أوروبا العمل على "حماية المصالح الاقتصادية للاتحاد الأوروبي" أمام إجراءات الولايات المتحدة لمواجهة التضخم.

وفي 18 من الشهر الحالي، حذّرت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيت بورن، من أن فرنسا "لن تقف مكتوفة اليدين" في مواجهة خطة الاستثمار الأميركية الهائلة لمكافحة التضخم، والتي يُحتمل أن تضر بالمنافسة التجارية.

وصادقت واشنطن، في 13 آب/أغسطس الفائت، على "قانون خفض التضخم" الذي وضعه جو بايدن، ويُعَدّ أكبر استثمار يُعتمد على الإطلاق في مكافحة تغير المناخ، إذ يخصص 370 مليار دولار لبناء توربينات تحركها الرياح وألواح شمسية وسيارات كهربائية. 

الاتحاد الأوروبي يحذّر واشنطن من رد انتقامي

ومنذ دخول التشريع حيز التنفيذ في آب/أغسطس الماضي، قدم حوافز بمليارات الدولارات لشركات الطاقة المتجددة، وأعرب الاتحاد الأوروبي عن مخاوفه في عدد من المناسبات من التأثير التراكمي لبعض الإعانات في الصناعة الأوروبية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعرب فيها أوروبا عن مخاوفها بشأن سياسة بايدن لخفض التضخم، إذ قالت رئيسة المنافسة في الاتحاد الأوروبي، مارغريت فيستاجر، قبل أشهر، إنّه "من حيث المبدأ، لا ينبغي لهذا  الأمر  أن يكون ضد الأصدقاء".

وكشفت وثيقة رسمية اطّلعت عليها قناة "سي أن بي سي" أن لدى الاتحاد الأوروبي أيضاً "مخاوف جدية بشأن قانون خفض التضخم الأميركي، كونه ينتهك قواعد التجارة الدولية".

وطالب الاتحاد الأوروبي السلطات الأميركية بتعديل بعض المزايا الضريبية الواردة في "التشريع" الذي تم إقراره نظراً "لطبيعته التمييزية"، محذراً من احتمال رد انتقامي في حال عدم التعديل.

وتريد الكتلة الأوروبية من واشنطن إزالة المحتوى التمييزي ومتطلبات الإنتاج في قانون الحد من التضخم، "التشريع الأخضر"، والحصول على  المعاملة نفسها التي يحظى بها الشركاء التجاريون الآخرون للولايات المتحدة.

وحذر الاتحاد الأوروبي من أن ذلك قد يؤدي إلى "سباق دعم عالمي ضار نحو القاع" على التقنيات والمواد الرئيسية للانتقال إلى  الطاقة الخضراء.
 
وشددت الوثيقة على أن الحوافز المالية التي تقدمها إدارة بايدن "تميل بشكل غير عادل إلى ساحة اللعب لمصلحة الإنتاج والاستثمار في الولايات المتحدة على حساب الاتحاد الأوروبي والشركاء التجاريين الآخرين"، ما يهدد الوظائف والنمو الاقتصادي في أوروبا وأماكن أخرى من العالم.

اقرأ أيضاً: "بوليتيكو": أوروبا تعاني من الحرب في أوكرانيا وأميركا تجني الثروات

اخترنا لك