"مؤتمر بغداد".. فرصة للتهدئة؟ أم محاولة جديدة لبناء تحالف ترعاه واشنطن؟

ذهب إلى العاصمة العراقية بغداد بعض الإقليم بتناقضات دوله، لتجتمع في مؤتمر التعاون والشراكة، في حدث غير مسبوق يجمع الأضداد في سنوات عشرية النار، فماذا في خلفيات هذا المؤتمر وأهدافه؟

  • "مؤتمر بغداد" هل هو فرصة للتهدئة؟ أم محاولة جديدة لبناء تحالف ترعاه واشنطن؟

عبر أبواب بغداد وصل المتضادون. على أرضها ومنذ قرابة عقد من الزمان لم تشهد اجتماعاً بهذا الحجم. وفود دول الكويت وقطر ومصر وتركيا والأردن والإمارات والسعودية وإيران وفرنسا وغيرها كلهم في عاصمة بلاد الرافدين والهدف العراقي هو استثمار ما أمكن للمشاركين أملاً ببقاء بغداد صلة  الوصل بين المختلفين.

مؤتمر التعاون والشراكة يريده العراق ممهداً لـ"إعلان بغداد"، عبر تذويب المختلف عليه إقليمياً بين الفاعلين انطلاقاً من إمكانية أن يشكل العراق أرضية مشتركة للتواصل بين وفود الدول ومن سينضم إليها لاحقاً.

سوريا لم تكن حاضرة لكن بغداد تؤكد أنها أحاطت دمشق بحيثيات المؤتمر وأبعاده برغم النقد الذي واكب الإعلان عن المؤتمر حول أسباب عدم دعوة سوريا وجدوى الحضور الفرنسي في الملف العراقي.

وتعليقاً على مجريات المؤتمر، قال نائب رئيس الوزراء الأردني السابق ممدوح العبادي إن "الدول المشاركة في مؤتمر بغداد ربما تهدف إلى تنظيم الخلافات كخطوة أولى بعد انقطاع طويل".

ولفت العبادي في حديث للميادين إلى أن "الكثير من الدول المشاركة في مؤتمر بغداد تعبت من الخلافات وانفقت الكثير من الأموال"، سائلاً: "كيف تضع عنوان محاربة الارهاب في مؤتمر بغداد ولا تدعي الدولة الأكثر تضرراً منه وهي سوريا؟".

ووفق العبادي فإن "دول المنطقة تعبت من الخصومة"، معتقداً أنها "ستقترب من بعضها اذا خف ضغط واشنطن وابتعدت".

وأضاف العبادي أن "الجوار العراقي هو الذي صمم مؤتمر بغداد وحتما هناك دعم أميركي له"، موضحاً أن العلاقة الديبلوماسية بين الأردن وسوريا لم تنقطع يوماً.

أما عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة إدلب صفوان القربي قال للميادين إن "دمشق كانت أكبر الحاضرين في مؤتمر بغداد وإن غابت وهي كلمة السر لنجاح المؤتمر".

وأضاف القربي أنه "اعتقد أن الكل في المنطقة يبحث عن استدارة وتخفيف الصراعات"، مشيراً إلى أن "واشنطن تبحث عن تخفيف بعض الفوضى في المنطقة".

كما اعتبر  القربي أن "العقوبات تطال الجميع والكل يكتوي بنيران العقوبات الأميركية"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة هي في حالة أفول في المنطقة وعلى دولها التوجه نحو التعاون".

من جهته، قال الكاتب والباحث في الشؤون السياسية طالب الأحمد للميادين إن "مؤتمر بغداد يؤسس لنمط جديد من العلاقات الإقليمية ومثل انعطافة بشأن طي صفحة الماضي"، مشيراً إلى أن "هناك إخفاق للدور العسكري الأميركي في حل الأزمات".

كما لفت الأحمد في حديثه إلى أنه "يمكن للعراق أن يكون بوابة تواصل بين إيران والدول العربية."

اخترنا لك