"ليس لدينا مبرر لرفضها".. السويد تسمح بتنظيم تظاهرة لإحراق نسخة من المصحف
الشرطة السويدية تُصرح بتنظيم تظاهرة لإحراق نسخة من المصحف الشريف خارج مسجد ستوكهولم الكبير، وتطلب تعزيزات إلى المنطقة.
أعلنت الشرطة السويدية تصريحها بتنظيم تظاهرة يخطط منظّموها لإحراق نسخة من المصحف الشريف خارج مسجد ستوكهولم الكبير، اليوم الأربعاء، تزامناً مع عيد الأضحى.
وأفادت الشرطة في قرارها بأنّ "طبيعة المخاطر الأمنية المرتبطة بإحراق المصحف لا تبرر بموجب القوانين الحالية رفض الطلب".
وكتب مقدّم الطلب، سلوان موميكا (37 عاماً)، في الطلب الذي تلقّت "فرانس برس" نسخة منه: "أريد التظاهر أمام المسجد الكبير في ستوكهولم، وأريد التعبير عن رأيي حيال القرآن.. سأمزّق المصحف وأحرقه".
🚨#BREAKING: Sweden Grants Permit To A “Quran Burning Protest”
— Censored Men (@CensoredMen) June 28, 2023
Sweden has granted a 37-year-old man permission to burn the Quran outside Stockholm mosque and it is being done on the Islamic holiday “Eid Al-Adha”. pic.twitter.com/LIejx7LgYg
وفي السياق، ذكرت الشرطة أنّها طلبت تعزيزات "للمحافظة على النظام". وشوهد في المنطقة عدة سيارات شرطة متوقّفة خارج المسجد صباح اليوم الأربعاء.
وجاء الضوء الأخضر لهذه التظاهرة بعد أسبوعين على رفض محكمة استئناف سويدية قراراً للشرطة برفض منح تصاريح لتظاهرتين في ستوكهولم كان سيحرق المصحف خلالهما.
وأشارت الشرطة حينذاك إلى مخاوف أمنية، بعدما أدّى إحراق المصحف خارج مقر السفارة التركية في كانون الثاني/يناير الماضي إلى خروج تظاهرات استمرت أسابيع، ورافقتها دعوات إلى مقاطعة المنتجات السويدية، بينما عطّلت مساعي السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وكانت الشرطة السويدية سمحت لرئيس حزب الخط الدنماركي المتطرف راسموس بالودان بتنظيم تظاهرة، وهو ناشط سويدي دنماركي سبق وأدين بالعنصرية. وتسبب بالودان باندلاع أعمال شغب في السويد عندما قام بجولة في أنحاء البلاد وأحرق علناً نسخاً من المصحف.
وانتقد سياسيون سويديون إحراق المصحف. وأفادت الشرطة بأنّ تظاهرة كانون الثاني/يناير جعلت السويد "هدفاً للهجمات".
اقرأ أيضاً: إدانات دولية واسعة لقرار السويد السماح بإحراق المصحف الشريف
واحتجت تركيا على وجه الخصوص على سماح الشرطة بخروج تظاهرة كانون الثاني/يناير.
ورفضت الشرطة بعد ذلك طلبين لتنظيم تظاهرات تتضمن إحراق المصحف، واحدة من قبل شخص والثانية من منظمة، خارج السفارتين التركية والعراقية في ستوكهولم في شباط/فبراير الماضي.
وارتأت محكمة الاستئناف في منتصف حزيران/يونيو أنّ الشرطة أخطأت بحظر التظاهرتين، مشيرةً إلى أنّ "مشاكل الأمن والنظام" التي تحدّثت عنها الشرطة "غير مرتبطة بشكل واضح بالحدث المخطط له أو مكانه".
وفي وقتٍ سابق، دان المؤتمر القومي الإسلامي، إحراق نسخة من المصحف الشريف في السويد، مستنكراً "سماح السلطات السويدية الرسمية للمتطرفين بالقيام بمثل هذا العمل الإجرامي الشنيع، تحت ذريعة حرية التعبير".
وأوضح المؤتمر، في بيان، أنّ "هذا الفهم لحرية التعبير مغلوط، لأنّ حرية التعبير تنتهي عندما تضر بالآخرين، كما أنّه مفهوم انتقائي في الثقافة الغربية لأنّ حرية التعبير تنتهي وتقمع عندهم إذا ما أساء أحد مواطنيها للسامية أو الشذوذ أو أضر بالمصالح العليا لدولهم".
واعتبر المؤتمر أنّ "مثل هذه الاستفزازات هي سياسة غربية لتغذية التوتر في المنطقة، واستخدام المتطرفين الغربيين لخلق مناخ متطرّف مقابل في المنطقة الإسلامية".
وأعرب عن إدانته الشديدة لمثل هذه الجريمة المتكررة، والتي تتضمن إساءة بالغة لقيم الحرية التي ترتكز عليها المجتمعات بما تحمله من معانٍ للإنسانية.