"لو بوان": خيبة أمل تلوح في أوكرانيا بعد شهرين من الهجوم المضاد

مجلة "لو بوان" الفرنسية تقول إنه بعد أكثر من شهرين من إطلاق أوكرانيا هجومها المضاد ضد روسيا، يهيمن الإحباط بين صفوف القوات الأوكرانية وداخل هيئة الأركان.

  • جندي روسي في جمهورية لوغانسك الشعبية، روسيا (سبوتنيك)

ذكرت مجلة "لو بوان" الفرنسية، اليوم الاثنين، أنّ الجيش الروسي يحتوي الهجمات الأوكرانية لمدة شهرين، مما أجبر أوكرانيا على مراجعة خططها. 

وأوردت المجلة أنّه بعد أكثر من شهرين من إطلاق الهجوم الأوكراني المضاد، "تلوح خيبة الأمل في كييف".

ونقلت المجلة عن خبير عسكري غربي عاد لتوّه من الجبهة قوله: "على الأرض وداخل هيئة الأركان، ما يهيمن هو الإحباط"، وأضاف: "ربما أساءت كييف فهم مرونة المعسكر المقابل".

وأشارت إلى أنه "يتم تفسير مقاومة الجيش الروسي أولاً، وقبل كل شيء، بقوة خطوط دفاعه المنظمة على عدة مستويات والمليئة بالألغام"، لافتةً إلى أنّ "المدفعية الروسية في الوراء، مسددة بشكلٍ مثالي. بمجرد أن تنفجر الألغام، فإنها تقصف المنطقة، مسببةً مذابح في صفوف الأوكرانيين".

وأوضحت المجلة أنّه بهذه الطريقة "تم تدمير أفواج بأكملها في الأسابيع الأولى من الهجوم المضاد"، مشيرةً إلى أنّ بعض الجنود الأوكرانيين أعادوا تسمية مهمات إزالة الألغام بـ"العمليات 200". في المصطلحات الخاصة بهم، الرقم 200 يعني "KIA" أو "قتل في المعركة".

وبحسب ما تابعت، تُفسَّر الصعوبات الأوكرانية ليس فقط من خلال نوعية الدفاعات الروسية، ولكن أيضاً من خلال "التجربة التكتيكية وخطأ القادة العسكريين الأوكرانيين".

علاوةً على ذلك، أشار الخبير الغربي الذي عاد من أوكرانيا إلى افتقار الألوية الهجومية إلى عدد مركبات إزالة الألغام والمهندسين القتاليين، "المسؤولين عن تحسين تنقل القوات الصديقة وإبطاء الأعداء". كما يشير إلى "مشاكل التنسيق بين الضباط الأوكرانيين".

من ناحية أخرى، فهناك "قلق من الانفصال المتزايد بين الجبهة وبقية البلاد"، إذ إنه على الرغم من "المناخ الذي أصبح هادئاً نسبياً في العاصمة"، فإنّ السلطة السياسية تواجه "معضلة قاسية".

ووفق الخبير، "فإمّا أن تواصل أوكرانيا زخمها، وتضحّي بالعديد من الرجال من أجل نتيجة غير مؤكدة، أو تخفّف الضغط وتعترف بفشل هجومها المضاد".

وأشارت المجلة إلى أنّ "المعسكر الانعزالي بدأ بالفعل في جعل نفسه مسموعاً، وتحاول كييف الاقتراب من دول عدم الانحياز، الصين والهند والسعودية والبرازيل في المقدمة"، وتابعت: "هجوم دبلوماسي مضاد - غير مؤكد أيضاً".

يُشار إلى أنه قبل يومين، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أنّ "المتفائلين الذين تنبّأوا بثقةٍ بتحقيق نصرٍ سريع وسهل"، وذلك عندما شنّت أوكرانيا هجومها المضاد الذي طال انتظاره، "لم يحالفهم الحظ برفعهم للتوقعات إلى مستوياتٍ غير واقعية".

وقبل أيام، كشف منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، أنّ الولايات المتحدة أعطت الأوكرانيين كل ما طلبوه لشنّ هجوم مضاد، لكنه "أبطأ مما نودّ، ومع بداية الخريف سيكون من الأصعب الاستمرار فيه".

ومطلع الشهر الحالي، أقرّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مجدداً، بأنّ قواته "تواجه قتالاً صعباً في مواجهة القوات الروسية على طول خط الجبهة". 

اقرأ أيضاً: عالم سياسة أميركي: هجوم أوكرانيا المضاد انتحاري.. ونتائجه عكسية 

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك