لواء احتياط: "إسرائيل" ليست لديها موارد كافية للتعامل مع تهديد وجودي
اللواء احتياط في "جيش" الاحتلال إسحاق بريك يرى أن المسافة بين تهديدات المستوى السياسي والأمني ضد حزب الله وحماس وبين القدرة على تنفيذها محرجة، في ظل عدم وجود استعداد كافٍ في "إسرائيل" لحربٍ إقليمية.
رأى اللواء احتياط في "جيش" الاحتلال إسحاق بريك أنّ "إسرائيل" ليست لديها موارد كافية للتعامل مع تهديد وجودي، وأنّ السبيل الوحيد لضمان بقائها لسنوات قادمة هو إنشاء "حلف دفاع" مع الولايات المتحدة.
وفي مقالةٍ نشرتها صحيفة "إسرائيل هيوم"، رأى بريك أنّ المسافة بين التهديدات التي يطلقها المستويان السياسي والأمني ضدّ حزب الله وحماس، وبين القدرة على تنفيذها محرجة، مشيراً إلى أنّ "استجابة رئيس الحكومة لتوصيات البعض بشنّ حرب على حزب الله وحماس في وقت واحد والوصول إلى نهر الليطاني، لو حصلت، لكان من شأنها إدخال إسرائيل في حرب إقليمية مع خسائر فادحة ودمار رهيب، وهي حربٌ غير مستعدة لها إسرائيل".
واعتبر بريك أنّ الوضع الحالي في غزة معقّد لجهة صعوبة تحقيق هدف القضاء على حماس وقدراتها العسكرية، إذ يتعيّن على "إسرائيل" بعد السيطرة على منطقة خان يونس مثلاً، التعامل مع تدمير مئات الكيلومترات من الأنفاق، التي يتحصّن فيها عشرات الآلاف من المقاتلين، مع توقّع القتال من الطرف الآخر ومحاولات مطاردة "القوات الإسرائيلية"، ما يعني خوض حرب عصابات يمكن أن تستمرّ لسنوات عديدة وتتسبّب بخسائر فادحة، وهذا كله في ظل غموض حول الوقت الذي ستسمح فيه الولايات المتحدة بالاستمرار في مسار عمل مماثل.
ورأى "مفوّض مشاكل الجنود سابقاً" أنّ المشكلة الرئيسية مع الأميركيين ليست فقط في الضغط الذي يمارسونه على "إسرائيل" لـ"عدم إلحاق الأذى بالمدنيين" بحسب قوله، بل في النقص الشديد في قذائف الدبابات وقذائف المدفعية وذخائر الطائرات في مستودعات "الجيش". فبعد سنوات عاشت فيها القيادة العليا تحت تصوّر أنّ الحروب الكبرى قد انتهت، لم يُجدّد مخزون الذخائر بكميات تكفي لأسابيع من القتال، وبالتالي كان هناك اعتماد كامل على الولايات المتحدة، التي لا توفّر لنا جميع مطالبنا"، بحسب زعمه، مشيراً إلى أنّه في المقابل سوف يتابع مقاتلو حماس عملهم ضد "إسرائيل" في التوقيت الذي يناسبهم.
وحذّر بريك من عودة كل شيء إلى سابق عهده بعد مرور وقت على انتهاء الحرب إذا لم يتم تدمير الأنفاق، في ظل عدم استطاعة "إسرائيل" إبقاء قوات كبيرة في غزة لسنوات، معتبراً أنه يجب على "إسرائيل" مغادرة قلب قطاع غزة والانتقال إلى التوغلات والغارات الجوية وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة.
وختم بريك بالدعوة إلى التفكير خارج الصندوق، والنظر إلى الوضع من حول "إسرائيل"، حيث تهوج المنطقة وتموج، ويشنّ حزب الله حرب استنزاف، وينجح اليمنيون في وقف الملاحة العالمية في البحر الأحمر، ويستمرّ تهريب الوسائل القتالية من سوريا إلى الأردن، وتنجرّ "إسرائيل" إلى حرب مستمرّة من دون أن تكون لديها استراتيجية شاملة، أو رؤية واضحة لليوم التالي. معتبراً أنّ "حلف دفاع" مع الولايات المتحدة هو الطريقة الوحيدة لضمان وجود "إسرائيل" لسنوات قادمة، في ظل اعتماد "إسرائيل" الكلي على الأميركيين وعدم وجود موارد كافية لديها للتعامل مع التهديد الوجودي.