لماذا أوروبا والولايات المتحدة ستختلفان دائماً بشأن الصين؟
الاختلاف الواضح في تعاطي كلٍ من أوروبا والولايات المتحدة مع الأمور السياسية عندما تتعلق بالصين، عالجته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فما هي أسباب هذا الاختلاف؟
تطرقت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في مقالٍ لها، جاء تحت عنوان "لماذا أوروبا والولايات المتحدة سيكون لديهما دائماً تفكير مختلف بشأن الصين؟"، إلى الاختلاف بين أوروبا والولايات المتحدة عندما تتعلق الأمور بالصين، مؤكدة أنّ المخاطر ليست هي نفسها، ولا الجغرافيا التي تفرض تأثيرها أيضاً.
وذكّرت الصحيفة أنّه في العام 1964، عندما كان الاعتراف بالصين غير مُقترح بالنسبة إلى الولايات المتحدة، كان الرئيس الفرنسي الأسبق، شارل ديغول، أول من يعترف بالصين الشيوعية، والذي عمل لاحقاً على إخراج فرنسا من القيادة العسكرية المتكاملة لحلف الناتو.
ولفتت "فايننشال تايمز" إلى أنّه يمكن القول إنّ الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، يفعل الشيء نفسه، موضحةً أنّه يتقرّب بوضوح من الصين، خصوصاً في زيارته الأخيرة إلى بكين، وقد وضع مسافة بين فرنسا وبين بقية دول أوروبا، وبين أوروبا نفسها والولايات المتحدة، وبين الغرب وتايوان أيضاً.
وغالباً ما تريد فرنسا أن تكون "قوة ثالثة" في العالم، لتذكِّر الصحيفة باقتراح الرئيس الفرنسي الأسبق، فرنسوا ميتران، بتشكيل اتحادٍ أوروبيٍ يضم روسيا، وذلك قبل انتهاء الحرب الباردة.
كما تمتلك فرنسا نفوذاً دبلوماسياً وعسكرياً أكثر من أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي، لذلك فإنّ وضع هذه الحقائق معاً، إضافة إلى الوضع الفرنسي أوروبياً، بدرجة وجود مثل هذا الممثل في الشؤون العالمية، سيجعل من فرنسا لا تلتزم أبداً بخط الولايات المتحدة بشأن الصين.
وتقول الصحيفة إنه توجد عدة أسباب، خارج فرنسا، للشك في أنّ أميركا وأوروبا ستكونان على كفة واحدة من الصين، فالمخاطر ليست هي نفسها، فالولايات المتحدة تدافع عن مكانتها باعتبارها القوة الأولى في العالم، ولم يكن لأوروبا ولا أي من الدول المكونة لها هذا الوضع منذ حوالي قرن، ثمّ إنّ الولايات المتحدة مكتفية ذاتياً، ولديها الموارد في الطاقة والزراعة والتكنولوجيا، مما يمكّنها أن تكون منفصلة عن الصين، الأمر الغير متوفر بالنسبة لأوروبا.