لافروف: روسيا تعمل مع أذربيجان على استقرار الوضع في ناغورنو كاراباخ
وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يقول إنّ "العمل جارٍ مع الأذربيجانيين والجيران من أجل تحقيق استقرار الوضع في ناغورنو كاراباخ"، ويأمل ألا "تخرّب أي إدارات موقتة العلاقات بين روسيا وأرمينيا".
صرّح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، بأنّ روسيا تعمل مع أذربيجان والشركاء من أجل استقرار الوضع في ناغورنو كاراباخ.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع السنوي الـ20 لنادي "فالداي" الدولي للحوار، إنّ "قوات حفظ السلام الروسية تبذل كل ما في وسعها على هذا الصعيد"، لافتاً إلى أنّه "لا يمكن منع الأشخاص الذين يريدون مغادرة كاراباخ إلى روسيا"، ومشيراً إلى أنّ "العمل جارٍ مع الزملاء الأذربيجانيين والجيران لتحقيق استقرار الوضع في كاراباخ".
وفي السياق، نفت وزارة الدفاع الروسية، وقوع إصابات في قوات حفظ السلام الروسية في ناغورني كاراباخ، بعد استهداف قنّاصة لدورية روسية - أذربيجانية مشتركة في ستيباناكيرت (خانكندي)، مؤكدةً متابعة التحقيق بالحادث.
وجاء في بيان الوزارة، أنّه "تمّ ّتسجيل انتهاك واحد لنظام وقف إطلاق النار، في مدينة ستيباناكيرت (خانكيندي)، إذ أطلق شخص مجهول النار على دورية روسية أذربيجانية مشتركة بسلاح قنّاص، ولم تقع إصابات"، مشيراً إلى أنّ "قيادة وحدة حفظ السلام الروسية، إلى جانب ممثلي الجانب الأذربيجاني وكاراباخ، يُجرون تحقيقاً في هذه الحادثة".
لافروف: "خيار سيادي"
وبشأن إعلان أرمينيا إمكانية انسحابها من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، اعتبر لافروف أنّه "خيار سيادي"، مشدّداً على أنّ روسيا "تأمل ألا تخرّب أي إدارات مؤقتة العلاقات بين روسيا وأرمينيا".
وقال لافروف إنّه "إذا كان الأمر كما أعلن بعض القادة الأرمينيين، الذين خاب أملهم الآن من روسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ويبحثون عن زملاء آخرين لتعزيز أمنهم، فإنّ هذا الخيار سيادي".
يذكر أنّ المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعلنت، في 27 أيلول/سبتمبر الماضي، محاولة الغرب إقناع أرمينيا بالانسحاب من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وتسريع التعاون مع "الناتو"، وإعادة توجيه التعاون العسكري التقني، والتوقيع على معاهدة سلام مع أذربيجان من دون مراعاة مصالح الأرمن في إقليم كاراباخ.
كما أشار لافروف، في 23 من أيلول/سبتمبر الماضي، إلى "وجود لوبي قوي مؤلف من منظمات غير حكومية في أرمينيا، بينها مؤسسات غربية، يعمل على تعزيز مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، وتقويض الدور الروسي".
وشنّت أذربيجان في 19 أيلول/سبتمبر الماضي، عملية عسكرية في كاراباخ، ووصفتها بأنّها "إجراء لمكافحة الإرهاب"، لاستعادة النظام الدستوري.
وبعد يوم واحد، تمّ التوصل إلى اتفاق ينصّ على الوقف الكامل لإطلاق النار، بين أذربيجان وممثلي إقليم كاراباخ، بوساطة من قوات حفظ السلام الروسية، وكان من بين شروط الهدنة، نزع سلاح التشكيلات الأرمينية.
وبات إقليم ناغورنو كاراباخ شبه خالٍ من سكانه الأرمن، مع إعلان السلطات في يريفان، فرار أكثر من 100 ألف شخص في أعقاب العملية العسكرية، التي انتهت بانتصار أذربيجان وإعلان السيطرة على معظم الإقليم.
وبينما أعلنت أذربيجان رغبتها في إعادة دمج "سلمية" لإقليم ناغورنو كاراباخ داخل أراضيها، وإعادة العلاقات بأرمينيا، في 20 أيلول/سبتمبر، تلقّت محكمة العدل الدولية طلباً من أرمينيا، يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية سكان الإقليم في ظلّ اتهامات بـ"التطهير العرقي".
لافروف: بعض دول الاتحاد الأوروبي "نازية"
وفي سياق آخر، وصف لافروف قرار بعض دول الاتحاد الأوروبي حظر دخول السيارات التي تحمل لوحات روسية إلى أراضيها، بـ"النازية تجاه المواطنين الروس".
وأضاف لافروف أنه "اندهش من السرعة التي فقد بها الأوروبيون - جميعهم تقريباً - المظهر الخارجي الجميل الذي كانوا يختبئون خلفه في الأعوام القليلة الماضية، مع احتفاظهم ببعض بقايا الدبلوماسية والأخلاقيات البديهية".
وجاء هذا التصريح ردّاً على إعلان أدلت به المفوضية الأوروبية، في أوائل شهر أيلول/سبتمبر الماضي، يفيد بأنّ العقوبات التي فرضها مجلس الاتحاد الأوروبي على روسيا عام 2022، تنطبق أيضاً على السيارات الشخصية للمواطنين الروس، التي تحمل لوحات روسية.
وبالتالي، لن يُسمح للروس دخول أراضي دول الاتحاد الأوروبي بسياراتهم الشخصية، لا لأغراض السياحة، ولا حتى لفترة زمنية قصيرة.