كيف يحدّد حزب الله أهداف عملياته شمالي فلسطين المحتلة؟

محلّل الميادين لشؤون لبنان والمقاومة، عباس فنيش، شرح المنطلق الذي تحدّد من خلاله المقاومة الإسلامية في لبنان أهداف عملياتها، شمالي فلسطين المحتلة، دعماً لغزّة ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

  • مشاهد توثق استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان لقاعدة
    مشهد يوثق استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان قاعدة "ميرون" العسكرية الإسرائيلية شمالي فلسطين المحتلة (الإعلام الحربي)

نفذت المقاومة الإسلامية في لبنان، الخميس، عدّة عمليات في اتجاه مواقع الاحتلال الإسرائيلي وانتشار جنوده، شمالي فلسطين المحتلة، بالصواريخ وأسراب المسيّرات الانقضاضية التي حققت أهدافها. وأقرّت وسائل إعلام إسرائيلية، في إثر هذه العمليات، بأنّ هجوم اليوم هو "الأكبر منذ السابع من أكتوبر".

وأكد محلّل الميادين لشؤون لبنان والمقاومة، عباس فنيش، أنّ العملية الإسرائيلية التي استهدفت الشهيد القائد طالب عبد الله جرى تنسيقها من داخل قاعدة "ميرون" وقاعدة "دادو"، وشاركت فيها قاعدة "ميشار"، التي تدرس الأهداف. وقال إنّه من هذا المنطلق حددت المقاومة أهداف عملياتها. 

المبادرة في يد المقاومة

ولفت فنيش إلى أنّ بعض أهداف التي تختارها المقاومة يتعلّق أيضاً بإحباط أهداف الاغتيال لدى كيان الاحتلال، مضيفاً أنّ المقاومة تعمّدت إظهار الراجمة التي استهدفت قاعدة "ميرون" في أثناء خروجها من تحت الأرض.

وفي قراءة لطبيعة عمل المقاومة، رأى فنيش أنّه يمكننا قراءة رسالة، مفادها أنّ المبادرة في يدها، وهي لم تفقد توازنها على الرغم من استهداف كوادرها.

وأكد فنيش أن المقاومة تتدرّج في الرّد، لافتاً إلى الشعاع الذي نفذت ضمنه عملياتها، أمس واليوم، محققةً أهدافاً بعيدة.

وبشأن القائد أبي طالب، أشار فنيش إلى أنّه يمثّل فكرة وميداناً، وكان يحول الفكرة إلى عمل ميداني، مضيفاً أن الشهيد هو قائد وحدة "نصر" في صفوف المقاومة، والتي تهتم بمساحة مهمّة من الجبهة اللبنانية، وألحقت هذه الوحدة أضراراً كبيرة بالاحتلال.

الإسرائيلي عاجز عن إيقاف مسيرات حزب الله

وقال فنيش إنّ المقاومة نشرت، للمرة الأولى، مواقع الاستهداف قبل ضربها وبعده، مبيّناً أنّ ذلك يدلّ على عجز الاحتلال عن كشف مسيّرات المقاومة الاستطلاعية.

وبشأن ضربة المقاومة التي كانت استهدفت مصنع "بلاسان" للصناعات العسكرية، أوضح فنيش أنّ المصنع مشترك بين كيان الاحتلال والولايات المتحدة.

واليوم، أكدت المقاومة شنها هجوماً مركباً بالصواريخ والمسيّرات، ‏استهدفت فيه، عبر صواريخ "كاتيوشا" و"فلق"، 6 ثُكَن ومواقع عسكرية، هي: مرابض الزاعورة، ثكنة "كيلع"، ثكنة "يوآف"، ‏قاعدة "كاتسافيا"، قاعدة "نفح" وكتيبة "السهل" في "بيت هلل". 

وبالتزامن مع ذلك، شنّ مجاهدو القوة الجوية، عبر عدة أسراب من ‏المسيّرات الانقضاضية، هجوماً جوياً على قاعدة "دادو" (مقر قيادة المنطقة الشمالية)، وقاعدة "ميشار" (مقر ‏الاستخبارات الرئيس للمنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات)، وثكنة "كاتسافيا" (مقر قيادة اللواء المدرع ‏السابع التابع لفرقة الجولان 210)، وأصابوا أهدافهم بدقة.

وشدّدت المقاومة على أنّ هذه العمليات جاءت في إطار الرّد على الاغتيال ‏الذي نفذه الاحتلال في بلدة جويا الجنوبية، إلى جانب دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة ومقاومته.

اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: هجوم غير مسبوق.. 150 صاروخاً ومسيّرة من لبنان استهدفت مستوطنات الشمال

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك