كارثة إنسانية تهدد السودان.. نقص في الغذاء والأدوية
الحالة الإنسانية في السودان تشتد صعوبة بالتزامن مع استمرار المعارك بين الجيش السوداني من جهة وقوات "الدعم السريع" من جهة ثانية.
أسفرت المعارك الدائرة في السودان بين الجيش السوداني من جهة وقوات "الدعم السريع" من جهة ثانية في مناطق متفرقة، إلى إغلاق 80% من الأسواق في الخرطوم خشية أعمال النهب.
وأدت هذه الاشتباكات إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية ما بين 300 و400% في بعض الأحيان، وتضاعف سعر المياه المعبأة في بعض أجزاء البلاد.
ووفق ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يشكو السودانيون في الخرطوم تحديداً من نفاد البضائع في المتاجر وهو ما سيزداد سوءاً مع تعطل الإنتاج وتوقف حركة الاستيراد براً وبحراً وجواً.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فقد أصبح نقص الغذاء والماء والأدوية والوقود حاداً للغاية، خاصة في الخرطوم والمناطق المحيطة بها، كما أصبحت السيولة النقدية نادرة ويصعب الوصول إليها، ما يعقد إمكانية مغادرة مناطق الاشتباكات أو النزوح لمناطق آمنة.
اقرأ أيضاً: "أكسيوس": الصراع في السودان يفاقم الأزمات الإنسانية
القطاع الصحي
وفيما يخص القطاع الصحي، فقد سجلت منظمة الصحة العالمية 14 هجوماً على الأقل على منشآت صحية منذ بدء القتال.
ووفقاً للمنظمة، فإن 25% فقط من المراكز الصحية في البلاد تعمل بكامل طاقتها، وأُجبر أكثر من نصفها على الإغلاق التام. (بعض المصادر تتحدث عن 16% فقط).
كما توقف علاج 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بسبب القتال، وتأثرت سلسلة التبريد التي تحافظ على صلاحية اللقاحات بالانقطاع المستمر في الطاقة والوقود، ما عرض حياة ملايين الأطفال للخطر في بلد كانت معدلات التطعيم فيه تتراجع بالفعل.
كذلك أشارت المنظمة إلى أنّ "الملايين من الأطفال الذين لا يتلقون التطعيمات الكافية أو الذين لا يتلقون جرعة صفرية سيفقدون التطعيمات المنقذة للحياة، ما يعرضهم لأمراض مميتة مثل الحصبة وشلل الأطفال".
منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي الأمراض المعدية في #السودان بعد احتلال المركز الوطني للمختبرات.
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) April 27, 2023
والمنظمة الدولية للهجرة تقول إن ما يصل إلى 20 ألف شخص، من بينهم تشاديون وسودانيون وأجانب، عبروا الحدود مع تشاد هرباً من العنف.https://t.co/eH96NfKbqc pic.twitter.com/k9OuuREG8Q
اقرأ ايضاً: برنامج الأغذية العالمي يعلق مساعداته في السودان
القطاع التعليمي
فضلاً عن ذلك، أدى إغلاق المدارس إلى إجبار الملايين على الخروج من فصولهم الدراسية.
هذا وتحدثت المنظمات الحقوقية عن أنّ فتاة من بين كل ثلاث فتيات وواحداً من كل أربعة فتيان على مستوى البلاد غير قادرين على التعلم.
وكان الأطفال يعانون أيضاً من سوء جودة التعليم، فنحو 70% من الأطفال في سن العاشرة غير قادرين على القراءة.
نزوح
وبسبب الاشتباكات، استقبلت تشاد وجنوب السودان حتى الآن أكبر عدد من اللاجئين الفارين من السودان، لكن الأمم المتحدة قالت إنها تلقت تقارير تفيد بأن الكثيرين بدأوا في الوصول إلى مصر.
وقال مسؤولون في جنوب السودان إنّ ما يزيد على 10،000 لاجئ وصلوا من السودان في الأيام القليلة الماضية.
ويشهد السودان اشتباكات واسعة النطاق منذ 15 نيسان/أبريل بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في مناطق متفرقة، يتركز معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية.
ودخلت خامس هدنة في السودان حيّز التنفيذ، وسط هدوء حذر يسود العاصمة الخرطوم بعد تسجيل اشتباكاتٍ مُتقطعة وتحليق للطيران في مناطق العاصمة.