قيادات الأمن والعسكر تتصارع في "تل أبيب".. جيش نتنياهو ضد "الجيش" الإسرائيلي
وسائل إعلام إسرائيلية تشير إلى انقسامٍ كبير داخل "إسرائيل" بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقيادة العسكرية.
لفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى حصول انقسام حاد وكبير داخل "إسرائيل"، يتمثّل في طرفين؛ الأول يتكوّن من المؤيدين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والآخر من داعمي رئيس الأركان هرتسي هليفي وقيادة "الجيش" الإسرائيلي.
ووصف الإعلام الإسرائيلي هذا الانقسام بين الطرفين بأنّه "انقلاب عسكري" بصيغة جديدة.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، بعد الهجوم العدواني على الطيارين المتعاقدين أو النظاميين الذين قرروا وقف الالتحاق بالخدمة العسكرية بسبب التعديلات القضائية، فإنّ "جيش" نتنياهو وجّه المدافع نحو هليفي وقيادة "الجيش"، بدعوى أنّه "لم يستطع ضبط جنوده".
هذه الحملة شارك فيها نجل رئيس الحكومة يائير نتنياهو في حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً في أحد منشوراته التي تهجّم فيها على هليفي أنه "سيُذكر باعتباره أفشل رئيس أركان في تاريخ إسرائيل".
لكن سرعان ما حذف نتنياهو الابن المنشور الذي شاركه ناشط الليكود إيرز تدمور، الذي اعتبر أيضاً أنّ رئيس الأركان الإسرائيلي لم يحرك ساكناً إزاء ما وصفه بـ"تحريض وكالات الدعاية والبلطجية ذات الميزانيات الجيدة على رفض الخدمة العسكرية والتهديد برفض الخدمة احتجاجاً على خطة الحكومة للتعديلات القضائية".
ووصف الإعلام الإسرائيلي هذا الهجوم بـ"المسموم"، مضيفاً أنّ نتنياهو "مستعدٌ لدوس كل من يقف في طريقه" في الهجوم الذي يقوده.
ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ أنصار نتنياهو في الحكومة "عملوا على تنحية المستشارين القضائيين وخريجي صندوق فاكسنر"، وانتقلوا إلى الهجوم ضد عدوهم الجديد المتمثل برئيس أركان وقيادة "الجيش" الإسرائيلي، معقبين: "هذا كلّه مسموح من أجل خدمة جلالة نتنياهو".
من جانبه، أصدر وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، بياناً عبّر من خلاله عن دعمه لرئيس أركان "الجيش" الإسرائيلي، وجاء فيه: "هليفي هو أحد أبرز الضباط الذين التقيتهم طوال سنوات عملي في الجيش الإسرائيلي وفي المؤسسة الأمنية".
وأضاف: "إنه قائد حقيقي وعميق. وكثير من مواطني إسرائيل مدينون له بحياتهم".
كذلك، اعتبر أنّ الإسرائيليين ربحوا كثيراً "في أنّ رئيس الأركان هليفي يقود الجيش في هذه الأوقات المعقدة".
ولفتت وسائل الإعلام إلى أنّها ساعة طوارئ "وطنية"، ولكن على الضفة الأخرى، فإنّ "إيران ولبنان وقطاع غزّة يتابعون الأمر بكل سرور ويفرحون بالجنون الإسرائيلي".
واليوم، طرح عدد من وزراء "الكابينت" الإسرائيلي احتمال تأليف لجنة تحقيق في المستقبل القريب لفحص العوامل التي أدّت إلى إضعاف "الجيش" الإسرائيلي، ولا سيما بعد خطّة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للتعديلات القضائية.
وقال عدد من الوزراء في مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن "الكابينت" لوسائل إعلام إسرائيلية: "خلال الأيام الأخيرة الماضية، ناقشنا إمكانية إنشاء لجنة تحقيق في المستقبل بعد إضعاف الجيش".
وأكّد الوزراء أنّ لجنة التحقيق "من الممكن أن تقوم إذا اندلعت حرب" أو في حال "استُبدلت الحكومة بأخرى" تأتي بعدها وتقرر إقامتها.
ووفق الإعلام الإسرائيلي، فإنّ نتنياهو يرفض إطلاع أعضاء "الكابينت" على صورة الوضع فيما يخصّ كفاءة "الجيش" الإسرائيلي وجاهزيته للحرب.
ويشهد كيان الاحتلال منذ 31 أسبوعاً احتجاجات غير مسبوقة للمستوطنين الإسرائيليين، بمشاركة جنود من الاحتياط وقادة من "الموساد" و"الشاباك" والشرطة ضدّ التعديلات القضائية التي تصرّ الحكومة بقيادة نتنياهو على إقرارها.