قلق دولي حيال التطورات الأخيرة في العراق.. ودعوات إلى ضبط النفس

دول ومنظمات دولية تدعو الأطراف المختلفة في العراق إلى ضبط النفس، والعودة إلى الحوار، والأمم المتحدة تحض على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وتجنّب أي عنف.

  • قلق دولي حيال التطورات الأخيرة في العراق.. ودعوات إلى
    قلق دولي حيال التطورات الأخيرة في العراق

شهد العراق، أمس الاثنين، أحداثاً دامية، بعد إعلان زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي، ليعقب ذلك احتجاجات في بغداد، نجم عنها قتلى وجرحى.

وفي إثر ذلك، سارعت دول عديدة إلى تبيان موقفها مما تشهده الساحة العراقية.

موسكو: يحتاج الجميع في العراق إلى الهدوء والحوار

أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، أنّ موسكو تتابع من كثب تطورات الأوضاع في العراق، وتدعو الأطراف المتحاربة إلى ضبط النفس والحوار.

وقال المصدر لوكالة "سبوتنيك": "نحن نراقب كيف تتطور الأحداث. بالطبع، يحتاج الجميع إلى الهدوء وإجراء حوار بناء".

وأضاف: "نحن على علاقة جيدة بجميع القادة السياسيين، ولا أعتقد أن هناك أي خطر جادّ [على المواطنين الروس في العراق]. لكننا سنحلل الموقف، لأنّ الأولوية هي لسلامة ممثلينا وموظفينا ومواطنينا".

فرنسا: ندعو إلى أقصى درجات ضبط النفس

وأعربت فرنسا عن "بالغ قلقها" بعد سقوط 15 قتيلاً على الأقلّ وعشرات الجرحى في الاحتجاجات. وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إنّ "فرنسا تدعو الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتطالبهم بتحمّل المسؤولية ووقف الاشتباكات الدامية على الفور".

كذلك، دعت الخارجية الفرنسية "جميع القادة السياسيين العراقيين إلى إعادة تأكيد تمسّكهم بالإطار الدستوري العراقي واحترام نزاهة المؤسسات العراقية التي يجب أن تعمل من دون عوائق".

وشدّد البيان الفرنسي على "ضرورة أن ينخرط جميع الفاعلين السياسيين العراقيين في حوار وطني حقيقي وبنّاء ويخدم مصلحة الشعب العراقي لتلبية تطلّعاته إلى السلام والاستقرار والأمن".

الولايات المتحدة: حان الوقت الآن للحوار لحل الخلافات

وأكدت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد أنّه لا ينبغي تعريض أمن العراق واستقراره وسيادته للخطر، مشيرةً إلى أنّ "الوقت حان الآن للحوار لحل الخلافات". 

وذكرت السفارة، في بيان، أنّ "تقارير الاضطرابات في جميع أنحاء العراق اليوم مثيرة للقلق... تشعر الولايات المتحدة بالقلق إزاء تصاعد التوترات، وتحضّ الأطراف جميعاً على أن تظل سلمية وأن تمتنع عن القيام بأعمال يمكن أن تؤدي إلى دوامة من العنف".

وأضافت: "لا ينبغي تعريض أمن العراق واستقراره وسيادته للخطر، حان الوقت الآن للحوار لحل الخلافات، وليس من خلال المواجهة".

وتابعت: "يُعد الحق في الاحتجاج العام السلمي عنصراً أساسياً في جميع الديمقراطيات، ولكن على المتظاهرين أيضاً احترام مؤسسات وممتلكات الحكومة العراقية، التي تنتمي إلى الشعب العراقي وتخدمه ويجب السماح للمؤسسات بممارسة عملها".

الأمم المتحدة تدعو إلى تجنب العنف

وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وتجنب أي عنف في العراق.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنّ "الأمين العام يتابع بقلق الاحتجاجات الجارية في العراق، التي دخل فيها المتظاهرون المباني الحكومية، وهو قلق على وجه الخصوص بشأن التقارير عن وقوع إصابات".

ولفت إلى أنّه "يدعو إلى الهدوء وضبط النفس، ويحض جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وتجنب أي عنف".

وأضاف أن "الأمين العام يحض بقوة جميع الأطراف والجهات الفاعلة على الترفع عن مستوى خلافاتهم والانخراط، من دون مزيد من التأخير، في حوار سلمي وشامل بشأن طريقة بنائة للمضي قدماً". 

بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق، دعت من جهتها في بيان لها: "الأطراف كافةً إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

الجامعة العربية: نتابع بقلق تطورات العراق

قال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية إنّ "الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط يتابع بمزيد من القلق التطورات المتلاحقة والخطرة على الساحة العراقية، ويدعو جميع الأطراف العراقية إلى تغليب المصلحة الوطنية علي أي اعتبارات".

وحذّر الأمين العام، وفقاً للبيان، من انزلاق الوضع في العراق إلى "مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء"، مشدداً على "ضرورة ضبط النفس وتوجيه جموع المتظاهرين من مختلف المجموعات إلى الابتعاد عن المظاهر المسلحة كافة".

وفي هذا السياق، دعا البرلمان العربي الأطراف السياسية في العراق إلى إعلاء المصلحة الوطنية ووقف التصعيد والجلوس إلى طاولة الحوار.

وأمس، أعلن رئيس الكتلة الصدرية البرلمانية في العراق حسن العذاري قيام زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر بالإضراب عن الطعام حتى يتوقف العنف.

واقتحم العشرات من أنصار "مقتدى الصدر" المنطقة الخضراء في بغداد، بعد وقت قصير من إعلانه اعتزال السياسة، واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ضدّ المتظاهرين، حيث تقع المباني الحكومية والسفارات الأجنبية.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، في بيان، "حظر التجوال الشامل في جميع محافظات العراق، بدءاً من الساعة السابعة من مساء يوم الاثنين إلى إشعار آخر".

اخترنا لك