قطّاع الطرق في نيجيريا يبثّون الرعب وينشرون الموت في البلاد
ازدياد أعمال العنف في نيجيريا بسبب ممارسات العصابات المسلّحة في ظل قدرات الجيش المتواضعة.
تزداد أعمال العنف التي تقوم بها عصابات بحق المدنيين في نيجيريا.
"قطاع الطرق" كما تسميهم السلطات المحلية، يبثون الرعب في وسط نيجيريا وشمال غربها. ففي الشهرين الماضيين فقط، قامت عصابات بتفجير قطار آت من أبوجا وإطلاق النار عليه وخطف عشرات الركاب، كما قتلت 19 من أفراد قوات الأمن وعشرات من أعضاء مجموعات الدفاع عن النفس ونحو 30 قروياً.
وأعلن الجيش النيجيري الذي يعاني من نقص في التمويل عن عمليات ضد "قطاع الطرق"، بما في ذلك قصف معسكراتهم المخبّأة في الغابات الشاسعة، لكنّ المجرمين يصعّدون الهجمات.
وأوضح الجنرال إبراهيم علي، قائد اللواء الثالث، في ولاية بلاتو، أنه "بحسب المعلومات التي جُمعت حتى الآن، فإن المسؤولين عن هذه الجماعات هم مجرمون وقطاع طرق قدموا من الشمال الغربي، ويبحثون عن ملاذ لينجوا من هجمات الجيش".
وتتصدّر جرائم القتل والخطف الجماعي والهجمات التي يشنّها "قطاع الطرق" عناوين الصحف بشكل شبه يومي، بأعداد قتلى تنافس تلك التي تسجل بسبب التمرد المسلّح في شمال شرق البلاد.
يذكر أن التمرد في شمال شرق نيجيريا أدّى إلى سقوط أكثر من أربعين ألف قتيل ونزوح 2,2 مليون شخص آخرين. وأصبحت أعمال العنف في وسط البلاد وشمال غربها، بحسب البيانات الأخيرة، تؤدي إلى عدد من القتلى أكبر من عدد الذين يسقطون في شمال شرق البلاد.
وتقول المنظمة غير الحكومية "أكليد" إن قطاع الطرق قتلوا أكثر من 2600 مدني في 2021، بزيادة قدرها 250% على العدد الذي سجل في 2020، وهذه حصيلة تفوق إلى حد كبير عدد ضحايا تنظيمي "داعش" و"بوكو حرام".
إلى ذلك، برزت دعوات من الحكام، مثل ناصر أحمد الرفاعي من كادونا، إلى رفض المفاوضات مع "قطاع الطرق" الذين اعتبرتهم الحكومة مؤخراً "إرهابيين".
ويتخوّف محللون من احتمال عقد تحالف بين "قطاع الطرق" والمسلحين، فيما حذّر الرفاعي من أنه في حال التعاون بين الطرفين "ستزداد الفظائع والإجرام والاعتداءات بشكل كبير".