قتلى وجرحى في تظاهرات حاشدة مندّدة بالانقلاب في السودان

لجنة أطباء السودان تعلن وقوع قتلى وجرحى برصاص قوات الجيش في مدينة أم درمان، بعد خروج عشرات آلاف السودانيين في احتجاجات في الخرطوم تنديداً بالانقلاب العسكري.

  • مقتل شخصين في تظاهرات حاشدة منددة بالانقلاب في السودان
     خرج المحتجّون إلى الشوارع في مدن في وسط السودان وشرقيه وشماليه 

قُتل 3 متظاهرين سودانيين معارضين للانقلاب العسكري، اليوم السبت، في منطقة أم درمان في شمالي غربي الخرطوم "برصاص ميليشيات المجلس العسكري الانقلابي"، بحسب ما أعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان.

وأضافت اللجنة أنّ المتظاهرين كانوا يشاركون، مع عشرات آلاف السودانيين، في تظاهرات مناهضة لانقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين في المؤسسات السياسية الانتقالية. وأُصيب أحدهم بـ"طلق ناري في الرأس والآخر بالبطن"، وفق اللجنة.

وخلال التظاهرات، هتف المحتجون، الذين رفعوا العلَم السوداني، بأن "حكم العسكر ما بيتشكر" و"البلد دي حقتنا، مدنية حكومتنا"، وساروا في أحياء العاصمة. كما خرج المحتجون إلى الشوارع في مدن في وسط البلاد وشرقيها وشماليها.

وقال القيادي في قوى الحرية والتغيير في السودان، نور الدين صلاح الدين، للميادين، اليوم السبت، إن الشعب السوداني سيستجيب لدعوات التظاهر اليوم. 

وأشار صلاح الدين إلى أن "الدكتاتورية الحالية، والتي جثمت على صدر الشعب السوداني، ستكون الأقصر في التاريخ"، قائلاً إن "الانقلاب لن يستمرّ طويلاً، وإذا لم ينتهِ اليوم فستُزعزَع أركانه".

وكان الآلاف خرجوا إلى الشوارع، الأسبوع الماضي، احتجاجاً على قيام الفريق أول عبد الفتاح البرهان بإطاحة حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في خطوة دفعت الدول الغربية إلى تجميد مساعدات تُقَدَّر بمئات ملايين الدولارات.

وفي وسط الخرطوم، انتشرت بكثافة قوات مسلّحة، شملت جنوداً من الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وأغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى مجمع وزارة الدفاع والمطار، بالإضاقة إلى معظم الجسور التي تربط الخرطوم بمدينتي أم درمان والخرطوم بحري.

ومع مقتل 11 محتجاً على الأقل في اشتباكات مع قوات الأمن الأسبوع الماضي، يخشى معارضو المجلس العسكري حملةَ قمع شاملة وإراقة مزيد من الدماء.

وفي الأحياء، أغلقت مجموعات من المحتجين الطرق في أثناء الليل بالحجارة والقوالب الإسمنتية وأغصان الأشجار والأنابيب البلاستيكية، في محاولة لإبقاء قوات الأمن على مبعدة.

 الولايات المتحدة تحذّر من العنف

وبخلاف الاحتجاجات السابقة، حمل كثيرون صور حمدوك، الذي ظل يحظى بشعبية على الرغم من أزمة اقتصادية تفاقمت خلال حكمه.

وقالت الولايات المتحدة، التي تدعو إلى "إعادة الحكومة" التي يقودها المدنيون إلى الحكم، إن "رد فعل الجيش اليوم السبت سيكون اختباراً لنيّاته".

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنّ على "قوات الأمن السودانية احترامَ حقوق الإنسان"، مضيفاً أن أي عنف ضد المتظاهرين السلميين "غير مقبول".

ومع فرض السلطات قيوداً على الإنترنت وخطوط الهاتف، سعى معارضو الانقلاب للتعبئة للاحتجاج، عبر استخدام المنشورات والرسائل النصية القصيرة، والكتابات على الجدران، والتجمعات في الأحياء.

وأدّت "لجان المقاومة" في الأحياء دوراً محورياً في التنظيم، على الرغم من اعتقال سياسيين بارزين. ونشطت هذه اللجان، منذ الانتفاضة على الرئيس المخلوع عمر البشير، والتي بدأت في كانون الأول/ديسمبر  2018.

ورفع المحتجون صور البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو والبشير، مغطاةً باللون الأحمر. وهتفوا "اقفل شارع.. اقفل كوبري.. يا برهان جايينك دوغري".

وقال البرهان إنه أقال الحكومة من أجل تفادي "نشوب حرب أهلية"، بعد أن أجّج سياسيون مدنيون العداء للقوات المسلحة. وأكد أنه لا يزال ملتزماً الانتقال الديمقراطي، بما في ذلك إجراء انتخابات في تموز/يوليو  2023.

وتم احتجاز حمدوك في منزل البرهان يوم الاثنين، لكن سُمح له بالعودة إلى منزله تحت الحراسة يوم الثلاثاء.

وجمدت الولايات المتحدة والبنك الدولي المساعدات للسودان، الذي شهد أزمة اقتصادية ونقصاً في السلع الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء، بحيث يحتاج ما يقارب ثلث السكان إلى دعم إنساني عاجل.

فجر الإثنين 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 أعلن في السودان عن إنقلاب عسكري، استهدف حل الحكومة ومجلس السيادة واحتجاز وزراء الحكومة ورئيسها، ومسؤولين وحزبيين، وأعلن قائد الجيش حالة الطورائ، فأي مستقبل ينتظر السودان؟

اخترنا لك