قائد الجيش الأوكراني معترفاً: وضعنا تدهور بشكل كبير على الجبهة الشرقية
قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، يؤكد تدهور الوضع القتالي بالنسبة لقواته على الجبهة الشرقية، حيث يتقدّم الجيش الروسي.
أكد قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، السبت، أنّ وضع قواته على الجبهة الشرقية "تدهور بشكل كبير" خلال الأيام الأخيرة.
وأشار سيرسكي إلى أنّ هذا التراجع يعود بالدرجة الأولى إلى "تكثيف موسكو هجومها بعد الانتخابات الرئاسية"، التي شهدتها في آذار/مارس الماضي.
ولدى تناوله سير العمليات العسكرية، أوضح سيرسكي أنّ القوات الروسية تهاجم بصورة نشطة المواقع الأوكرانية في ليمان وباخموت، وذلك بمجموعات هجومية، مدعومة بمركبات مدرعة.
وفي بوكروفسك، تعمل القوات الروسية على اختراق الدفاعات الأوكرانية، عبر استخدام عشرات الدبابات وناقلات الجند المدرّعة، بحسب ما أضاف.
وأقرّ سيرسكي بوجود مشكلتين تعترضان الجيش الأوكراني في مواجهة روسيا على الأرض، وهما العجز عن تحقيق التفوّق التقني في الأسلحة عالية التقنية، والحاجة إلى تحسين جودة تدريب العسكريين، ولا سيما وحدات المشاة.
القوات الروسية تتقدّم في شرقي أوكرانيا
وبينما يناشد المسؤولون الأوكرانيون الغرب من أجل الحصول على المزيد من الأسلحة، مع بقاء حزمة المساعدات الأميركية متوقّفة في الكونغرس، تتقدّم روسيا في ساحة المعركة، شرقي أوكرانيا.
وفي هذا الإطار، أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ الهجوم الروسي في شرقي أوكرانيا يمكن أن يطال مناطق غربي مدينة تشاسيف يار، الواقعة غربي مدينة باخموت.
ووفقاً لها، أصبحت تشاسيف يار محور التركيز الجديد للقوات الروسية. وتحظى تشاسيف يار بأهمية استراتيجية بالنسبة للجنود الروس، لأنّها تتمتع بأرض مرتفعة، ومناسبة لشنّ هجمات الطائرات المسيّرة، بحسب ما نقلت الصحيفة عن نائب قائد كتيبة في الجيش الأوكراني.
في غضون ذلك، يشعر المسؤولون الأوكرانيون بالقلق من أنّ روسيا تستعدّ لحشد مئات الآلاف من الجنود الإضافيين، كي تشنّ هجوماً آخر محتملاً في الشمال الشرقي، في اتجاه خاركوف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.
وضع أوكرانيا رهيب في ساحة المعركة
في المقابل، تظهر قدرات الدفاع الجوي المتضائلة في أوكرانيا نقاط ضعف، بحيث أصبحت الصواريخ والطائرات المسيّرة الروسية قادرةً على ضرب أهداف مثل مرافق البنية التحتية، وسط مخاوف من نفاد صواريخ "أرض - جو" لدى كييف، لتواجه بها الضربات الجوية التي تشنّها موسكو، بحسب "واشنطن بوست".
وقد عبّر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن هذه المخاوف، حيث أكد عبر منصة "إكس" سابقاً "الحاجة إلى أنظمة دفاع جوي وغيرها من المساعدات الدفاعية، وليس مجرد غض الطرف وإجراء مناقشات مطوّلة".
ولعدّة أشهر، وصف العسكريون الأوكرانيون الوضع في ساحة المعركة بـ"الرهيب"، وذلك بسبب نقص الأسلحة والجنود، في مقابل الهجوم الروسي المتجدّد، بحسب الصحيفة.
ووفقاً لما ذكرته "واشنطن بوست"، أبلغ عسكريو كييف عن زيادة القصف الروسي، باستخدام القنابل الجوية الموجّهة على المواقع العسكرية الأوكرانية.
الدفاع الأوكراني قد ينهار
يتزامن وضع ساحة المعركة المتدهور بالنسبة لأوكرانيا مع قيام الجمهوريين في الكونغرس، في شباط/فبراير الماضي، بتعليق تقديم 60 مليار دولار من المساعدات الأمنية لكييف، لأكثر من ستة أشهر، بعد أن اقترحها الرئيس الأميركي، جو بايدن.
ووفقاً لما أوردته الصحيفة، استعادت روسيا زمام المبادرة الهجومية خلال تلك الفترة، حيث تمكّنت من هزيمة القوات الأوكرانية في أفدييفكا.
وقد حذّر المسؤولون الأوكرانيون والغربيون من أنّ الدفاع الأوكراني على طول خط المواجهة قد ينهار، من دون الدعم الأميركي، ولا سيما فيما يتعلّق بتوفير الدفاع الجوي وذخيرة المدفعية، بحسب الصحيفة.
كذلك، حذّر الجنرال كريستوفر كافولي، وهو أعلى جنرال أميركي يشرف على العمليات العسكرية في أوروبا، المشرّعين في واشنطن، هذا الأسبوع، من أنّه من المتوقّع أن "تتفوّق روسيا بالقذائف المدفعية بنسبة 10 إلى 1 مقارنة بالقوات الأوكرانية، في غضون أسابيع فقط".