"فورين بوليسي": لا يمكن للمعارضة التركية الفوز من دون الطبقة العاملة

مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقول إن زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو يواجه صعوبات متزايدة في محاولاته للتوفيق بين المصالح والمطالب المتضاربة للقوى المتباينة التي احتشدت لدعمه في الانتخابات التركية.

  • المرشح التركي كمال كليجدار أوغلو 

نشرت صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية، اليوم الإثنين، مقالاً قالت فيه إن تخلي زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو عن اليسار واحتضانه "الاقتصاد النيوليبرالي" للحلفاء قد يكلفه الانتخابات التركية.

وقالت الصحيفة إن أحدث استطلاع أجرته "ORC" في 12 نيسان/أبريل يضع كليجدار أوغلو في المقدمة بتأييد نحو 49%، وحصل الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان على 41.5% فقط.

ويضع متوسط تسعة استطلاعات مختلفة، وفقاً للصحيفة، كليجدار أوغلو في المقدمة بنسبة 48.3% مقابل 43.8%  لإردوغان و 5.5% لمرشح الحزب الثالث محرم إنجة.

وفي هذه الحالة، سيواجه كليجدار أوغلو، إردوغان في جولة ثانية، حيث يجب أن يحصل المرشح على أكثر من 50% من الأصوات لانتخابه.

قد تكون الجولة الثانية خطيرة على المنافس الذي سيحتاج إلى دعم من كل زاوية، خاصة من ناخبي تركيا الفقراء والطبقة العاملة.

وبحسب الصحيفة، يبدو أن كليجدار أوغلو يعتقد أنه يجب أن يلبي اليمين في القضايا الاقتصادية للفوز، بينما يبدو في الوقت نفسه أنه يتحدى القومية التركية، وهو مزيج يمكن أن يضعه على طريق الهزيمة.

وقالت إن كليجدار أوغلو نجح حتى الآن في تشكيل ائتلاف من العلمانيين والمحافظين الإسلاميين والقوميين الأتراك.

كما حصل على تأييد حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للكرد، وهذا وفقاً للصحيفة، يعدّ إنجازاً فريداً من نوعه، يتحدث عن السخط الواسع النطاق تجاه إردوغان عبر مجموعة متنوعة من الدوائر الانتخابية التي بخلاف ذلك ليس لديها الكثير من القواسم المشتركة، إن وجدت.

"فورين بوليسي" رأت أن كليجدار أوغلو يواجه صعوبات متزايدة في محاولاته للتوفيق بين المصالح والمطالب المتضاربة للقوى المتباينة التي احتشدت لدعمه.

بينما يرفض حليفه القومي التركي، حزب الجيد (Iyi) اليميني المتطرف، التفكير حتى في التحدث مع حزب الشعوب الديمقراطي.

ويتوقع هذا الحزب أن كليجدار أوغلو، إذا فاز، سيشرع في محادثات معهم بشأن بناء جمهورية جديدة.

وبحسب الصحيفة، سيتم تحديد نتيجة الانتخابات الرئاسية التركية من قبل ثلاث دوائر انتخابية رئيسية: القوميون الأتراك والكرد، والطبقة العاملة المتداخلة جزئياً مع الدوائر الأخرى.

 

تاريخياً، تنتمي الطبقة العاملة في تركيا، والتي تمثل  70% من القوى العاملة، إلى الأحزاب المحافظة، ولم يكن حزب العدالة والتنمية - حزب إردوغان - استثناءً. ويرجع ذلك أساساً إلى أن الطبقة العاملة قد تشكلت من خلال القيم المحافظة لأصولها الريفية، وقد فاز اليمين بهؤلاء الناخبين من خلال الدفاع عن ثقافتهم الدينية، وفقاً للصحيفة الأميركية.

وقالت إنه على الرغم من أنه لا يزال يتقدم في استطلاعات الرأي،فإن كليجدار أوغلو سيكون في وضع غير مؤات ضد إردوغان في الجولة الثانية، لأنه في الواقع لا يمكنه إلا أن يكون متأكداً من الدعم الكامل لإحدى هذه الدوائر الانتخابية الثلاث: الكرد.

وأشارت إلى أن كليجدار أوغلو يواجه عقبتين سيتعين عليه معالجتهما من أجل الفوز، قضية القومية والرؤية التي يضعها لتركيا، على الرغم من المشكلات الاقتصادية العميقة الحالية.

اقرأ أيضاً: في حال انتصار كليتشدار أوغلو على إردوغان.. ما التبعات بالنسبة للغرب؟

اخترنا لك