"فورين بوليسي": لا تزال قواعد واشنطن النووية تسمح بـ"هيروشيما" أخرى
"فورين بوليسي" تقول إنّه يجب على الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن وحكومة الولايات المتحدة أن تبدأ في التكفير عن تدمير هيروشيما وناغازاكي، قولاً وفعلاً.
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية في تقرير لها إنّ التفجيرات التي تسببت بها الولايات المتحدة حول العالم لم تجعل الأميركيين يشعرون بأنها أحداث هزت مدناً كبرى، وفعلتها حكومتهم بالناس.
واستذكرت المجلة أنّ الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما أعلن حزنه على القتلى الذين تسببت بهم قنبلتي هيروشيما، وناغازاكي، لكنه لم يعرب عن أسفه، وأصر مستشاروه على أنه لم يعتذر.
ولفتت المجلة إلى أنّه على الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن - وحكومة الولايات المتحدة - أن يبدأ في التكفير عن تدمير هيروشيما وناغازاكي، قولاً وفعلاً.
وتابعت أنّ ذلك يتطلب الصحوة الأخلاقية بشأن الأسلحة النووية ليس فقط بمواجهة حقائق التفجيرات التي قتلت آلافاً لا حصر لها من المدنيين اليابانيين، ولكن أيضاً السياسات والمبادئ التي لا تزال تتردد في سياسة الأسلحة النووية الأميركية اليوم.
وأشارت المجلة إلى أنّه "يتم تعليم الأميركيين حالياً رواية مشتركة حول سبب قصف الولايات المتحدة لهيروشيما وناغازاكي، ويقول المسؤولون الأميركيون إنّ بلادهم أجبرت على إلقاء القنابل لإنهاء الحرب، وتجنب غزو مدمر، وإنقاذ أرواح الجنود الأميركيين والمدنيين اليابانيين".
ولفتت إلى أنّه في الأيام والأسابيع التي تلت القنابل، عندما كان الشعب الأميركي يتعلم عن الأسلحة النووية لأول مرة، قام المسؤولون الأميركيون أيضاً بإخفاء وتحريف المعلومات حول النشاط الإشعاعي الذي كان مستمراً في قتل المدنيين اليابانيين.
وأكدت المجلة أنّ الرواية الشائعة حول قرار الولايات المتحدة بإسقاط القنبلة تتعارض مع ما نعرفه الآن من الأدلة الوثائقية، حيث تم اختيار هيروشيما كهدف ليس بسبب الضرورة العسكرية، ولكن نظراً لكونها أكبر مدينة لم تدمر بعد بالقنابل الحارقة.
وقالت إنّ المنطق الذي تم استخدامه لتبرير هيروشيما وناغازاكي لا يزال ساري المفعول حتى اليوم، حيث كتب ثيودور ريتشارد، أثناء عمله محامياً في القيادة الاستراتيجية الأميركية في عام 2017، أن الولايات المتحدة كانت تنظر إلى المدينتين كأهداف عسكرية لأنها تحتوي على منشآت عسكرية، ولأن "الأعيان المدنية يمكن تحويلها بسهولة إلى أهداف عسكرية".
علاوة على ذلك، أكدت الولايات المتحدة أنها تستطيع بشكل قانوني استهداف المدنيين بأسلحة نووية طالما أن العدو فعل ذلك أولاً.
وختمت المجلة تقريرها بأن "الولايات المتحدة لا تزال هي الدولة التي دمرت هيروشيما وناغازاكي، إلى أن تعترف بحقائق ما فعلته، مشيرة إلى أن عليها أن تكفّر عن أفعالها، والتأكيد أنها لن تكرر فعلتها.
وفي الساعة الثامنة والربع من صباح يوم السادس من آب/أغسطس عام 1945، ألقت طائرة حربية أميركية من طراز بي-29، قنبلة أطلق عليها اسم "ليتيل بوي" (الصبي الصغير) ومحت مدينة هيروشيما، مودية بحياة 140 ألفاً من سكانها الذين قدر عددهم بنحو 350 ألف نسمة، بينما لقي آلاف آخرون حتفهم لاحقاً بسبب الإصابات أو الأمراض المرتبطة بالإشعاع.
وتبع قصف هيروشيما قصف ناغازاكي يوم التاسع من آب/أغسطس ليقتل على الفور أكثر من 75 ألف نسمة.