"فورين بوليسي": حرب السودان قد تتجاوزه إلى منطقة الساحل بأكملها

نظراً إلى الموقع الاستراتيجي للسودان، فإنّ إمكانية توسّع الصراع وتمدده إلى الدول المجاورة، وبالتالي إلى منطقة الساحل، تبقى قائمة بقوة، خصوصاً مع توافر عوامل عدّة تؤثر في ذلك.

  • لاجئون سودانيون من منطقة
    لاجئون سودانيون من منطقة "تَنْدَلْتِي" الجنوبية، يتلقون مساعدات في قرية حدودية تشادية.

ذكرت مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية في مقالٍ نشرته، اليوم الإثنين،  تحت عنوان "حرب السودان قد لا تبقى في السودان"، أنّ الصراع على السلطة في السودان قد يؤدي إلى زعزعة استقرار دولة تشاد المجاورة، والتأثير في منطقة الساحل الأفريقي بأكملها.

ولفتت المجلّة إلى إمكانية أنّ تكون الأحداث في السودان قد "حركت عشّ الدبابير في المنطقة"، مُشيرةً إلى احتمالٍ قوي بأن يكون للحرب "تأثير الدومينو" عبر تشاد ومنطقة الساحل المضطرب فعلياً. 

ونظراً إلى قرب السودان من تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، فستكون للأزمة عواقب وخيمة على السلام والأمن الإقليميين، كما أنّ القتال له أهمية خاصة في ظل تزايد التطرف في دول غرب أفريقيا الساحلية.

وتتمثل إحدى نتائج الصراع الدائر في السودان في الانتشار المتوقّع للسلاح في مُختلف أنحاء المنطقة، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى اتساع التجارة غير المشروعة للأسلحة، ومما قد يزيد هذه المشكلة تعقيداً، الطبيعة سهلة الاختراق لحدود المنطقة، كما هي الحال في بوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا.

وتعزّز المناطق المتنازع عليها مخاطر وقوع هذه الأسلحة في الأيدي الخطأ، إلى جانب احتمال تسلل العناصر الإرهابية، كما أنّه إذا تُرك الصراع بلا احتواء، فقد يتحول بسهولة إلى حربٍ إقليميةٍ واسعة النطاق، بحسب المجلة.

وأوضحت أنّ جهاتٍ فاعلة خارجية، مثل الصين وفرنسا وروسيا، تحافظ على وجود مصالح حيوية في حوض تشاد والساحل الأفريقي عموماً، مؤكدة أنّ هذه الدول يمكن أن تنجرّ بسرعةٍ إلى تفاعلات هذا الصراع أيضاً.

اقرأ أيضاً: تصاعد الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي.. كيف يُقرأ الدور الفرنسي؟

وسيؤدي الهروب المستمر من مناطق النزاع أيضاً إلى تفاقم النزوح في المنطقة، الأمر الذي من شأنه أنّ يوفر وسيلةً محتملةً لتجنيد المزيد من الفئات السكانية الضعيفة من قبل التنظيمات الإرهابية، التي تسعى إلى تحويل منطقة الساحل إلى منطقة تمركز لوجودها.

وأشارت المجلّة إلى عدم قدرة فرنسا، بعد قرارها مغادرة مالي في 2022، على تحمّل انهيار السودان من الداخل، كما أوضحت أنّ ما يقلق باريس فعلياً هو ضعف تشاد وعدم قدرتها على درء التهديدات الخارجية.

وتمتلك الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أيضاً مصالح في المنطقة، كما تحتاج هذه الدول إلى ضمان الاستقرار الإقليمي لضمان التجارة الدولية، التي إن تأثّرت خطوط سيرها فستتأثّر بقوة دول الغرب، خصوصاً مع ما تعيشه من أزمات.

ويتطلب إنهاء الصراع في السودان إيجاد عملية سلامٍ خالية من المواجهات العسكرية، حسب المجلّة، موضحةً أنّه على طرفي الصراع الالتزام بإطار الاتفاق الذي كان من المقرر توقيعه في أول نيسان/أبريل الجاري، مؤكدةً أنّها مهمة شاقة ولكنها ليست مستحيلة.

ولن يؤدي استمرار القتال إلّا إلى مزيدٍ من عدم الاستقرار الإقليمي، وإلى تعزيز تعريض مناطق شاسعة من أفريقيا للخطر.

  • هل يصبح السودان قبلة للإرهاب في افريقيا؟

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك