بسبب تركيا.. "الناتو" قد يضمّ فنلندا ويؤجل ضم السويد
مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تنشر تقريراً بعنوان "تركيا لا تزال متوجسة من الطامحين للانضمام إلى حلف الناتو"، وذكرت فيه أنّ فنلندا قد تمضي في خطة الانضمام بمفردها، بعد تعرقل مسار انضمام السويد.
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريراً بعنوان "تركيا لا تزال متوجسة من الطامحين للانضمام إلى حلف الناتو"، وذكرت فيه أنّ فنلندا قد تمضي في خطة الانضمام بمفردها، بعد تعرقل مسار انضمام السويد.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أنه "كان هناك الكثير من الأمل عندما تقدم كلّ من فنلندا والسويد رسمياً بطلب للحصول على عضوية "الناتو" في أيار/مايو الماضي، متخليتين عن عقودٍ من الحياد في هلسنكي، وأكثر من قرن من عدم الانحياز في ستوكهولم".
ولكن، وبعد ذلك بـ8 أشهر، وقّع 29 من أعضاء الناتو الـ30 على توسيع الحلف، فيما لا يزال هناك معوق واحد يعيق الأمر برمته: "تركيا".
وأوضحت المجلة أنّه "الآن بدت احتمالية العضوية السويدية في الحلف بعيدة جداً، بعد أن أحرق سياسيّ يميني متطرف في السويد القرآن"، ما أدّى إلى إلغاء تركيا اجتماعاً للتواصل مع المسؤولين السويديين والفنلنديين للتحدث عن عضويتهم في الناتو إلى أجل غير مسمى.
الجغرافيا مهمة.. والسويد خطة احتياطية
وتابع التقرير ذاكراً أنه "قبل أشهر، عندما كان أحد الكتاب الموثوق بهم في فنلندا يقدّم تقارير عن قضايا "الناتو"، ويسأل كيف كانت السويد وفنلندا تستعدان لعصر جديد من المواجهات ضد روسيا، قال له مسؤول فنلندي ممازحاً إنّ السويديين مستعدون للقتال حتى آخر فنلندي".
وأشار إلى أنّ ذلك عُدّ "مزحة جيدة بين جارتين، لكنّ النقطة الأساسية لا تزال قائمة وهي أنّ فنلندا تشترك في واحدة من أطول الحدود مع روسيا في أوروبا. وسواء كانت صديقة أم لا، فهي بمثابة حاجز عملاق بين السويد وروسيا.
وفي حين أنّ العديد من المسؤولين في الولايات المتحدة وحلف الناتو "غاضبون بهدوء" مما يرون أنّه عناد تركي، فإنهم يُقرّون أيضاً أنه من منظور التخطيط الدفاعي أو الجيوسياسي البحت، قد يكون من الأفضل إدخال فنلندا، الدولة على خط المواجهة، في حلف الناتو في أقرب وقت ممكن، وترك مسألة السويد إلى وقت لاحق كخطة احتياطية.
ويضيف التقرير في "فورين بوليسي" أنّه "بهذه الطريقة، يمكن لحلف الناتو وعضو جديد واحد على الأقل، البدء بالتخطيط الدفاعي والتعاون العسكري المحكم، الذي لا يمكن أن يبدأ إلا بمجرد قبول دولة ما في الحلف.
اقرأ أيضاً: إدانات دولية واسعة لقرار السويد السماح بإحراق المصحف الشريف
ويلفت التقرير، إلى أنّ روسيا لا تستعدّ لأيّ عمل عسكري في منطقة الشمال والبلطيق، بل "في الواقع، قامت موسكو بنزع الكثير من أصولها العسكرية في تلك المنطقة لدعم آلة الحرب في أوكرانيا، ولكن حصول فنلندا على المرتبة الأولى، وتليها السويد، قد يكون الخيار الأقلّ سوءاً للحلف في هذه المرحلة".
وكان رئيس وزراء السويد، أولف كريسترسون، قد عبّر سابقاً عن "أسفه إزاء التظاهرات التي شهدتها بلاده ضد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان"، واعتبرها "عمليات تعطيل" لانضمام بلاده وفنلندا إلى حلف "الناتو".
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اعتبر كريسترسون، أن "لتركيا الحق بأن تغضب، والسويد في حوار متواصل مع أنقرة للتغلب على هده الأزمة".
تركيا تجمّد المفاوضات مع السويد
وكان مصدر دبلوماسي تركي قد أكّد، الثلاثاء، أنّ "المفاوضات الثلاثية بين تركيا والسويد وفنلندا، بشأن عضوية "الناتو"، تمّ تأجيلها إلى أجل غير مسمّى، بناءً على طلب أنقرة"، بعد أن كان مخططاً أن يحصل الاجتماع المقبل، في إطار هذه الآلية، في بروكسل في شباط/فبراير المقبل.
والاثنين، أكّد إردوغان، أنّ "على السويد ألّا تنتظر بعد الآن من أنقرة أن تتخذ أيّ خطوة في إطار قبول انضمامها إلى حلف "الناتو"، على خلفية إحراق المصحف الشريف في ستوكهولم".
ونفّذ المتطرف السويدي الدنماركي راسموس بالودان، يوم السبت الماضي، ما وعد به من إحراق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية كبيرة من الشرطة، وحضور إعلامي كبير.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو، إنّ المفاوضات بين فنلندا والسويد مع تركيا بشأن عضوية الناتو "تحتاج إلى وقفة".
وأثارت تصريحات وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو، بشأن إمكان الانضمام إلى الناتو بصورة منفصلة عن السويد في أوقات متباينة تساؤلات في ستوكهولم، بينما قال الوزير الفنلندي إنّ "البلدين يعملان على الانضمام إلى الحلف في الوقت نفسه".
ووقّعت الدول الأعضاء في الناتو بروتوكولات بشأن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو في 5 تموز/يوليو 2022. وستنضم هاتان الدولتان إلى "الناتو" بمجرد تصديق جميع الدول الأعضاء فيه على بروتوكولات الانضمام.
وأخّرت تركيا عملية انضمام البلدين إلى الناتو حتى قبل واقعة السبت الفائت، مطالبةً الدولتين الأوروبيتين الشماليتين بإعلان المنظمات الكردية إرهابية وتسليم الأشخاص المتهمين بالإرهاب، ورفع الحظر عن إمدادات الأسلحة إلى أنقرة.