"فورين أفيرز": السودان ينزلق إلى الفوضى.. وجهود واشنطن للتسوية فاترة
مجلة "فورين أفيرز" الأميركية تقول إنّ الولايات المتحدة والدول الأوروبية لم تبذل سوى جهود فاترة لوقف المواجهات الدائرة في السودان.
ذكرت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، اليوم الخميس، أنّ الولايات المتحدة ونظيراتها الأوروبية لم تبذل سوى جهود فاترة لوقف المواجهات الدائرة في السودان.
وأوردت المجلة أنّ ما يحدث في السودان هو "تبادل لإطلاق النار من رجال العصابات، والعالم يهرب منه"، مضيفةً أنّ "هذا ردّ فعل أول معقول لحرب مرعبة تضمنت بالفعل استخدام أثقل أسلحة البلاد في شوارع العاصمة".
وتابعت: "الهجرة الأجنبية من السودان تعكس أيضاً حقيقةً أكثر قتامة"، مشيرةً إلى أنّ "الولايات المتحدة ونظيراتها العربية والأوروبية التي سارعت إلى إنقاذ مواطنيها لم تبذل سوى جهود فاترة ومتأخرة لوقف القتال ومساعدة السودانيين".
ولفتت إلى أنّ الولايات المتحدة والسعودية قامتا "بوقف الأعمال العدائية لمدة 72 ساعة، لكن وقف إطلاق النار انهار بسرعة".
وقالت المجلة: "إلى جانب الإمارات والمملكة المتحدة، شكّلت واشنطن والرياض رباعية الحكومات التي كانت تدعم المفاوضات مع البرهان وحميدتي لإعادة البلاد إلى الحكم المدني بعد انقلاب 2021 الذي نفذوه معاً".
وبحسب "فورين أفيرز"، فإنّ "فشل الرباعية في كبح جماح قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو أعدّهما لهذه المواجهة المميتة".
وأضافت: "الآن، بلدٌ بدا قبل بضع سنوات فقط على شفا انتقال ديمقراطي طال انتظاره، يجد نفسه بدلاً من ذلك في حرب أهلية كارثية".
وتابعت المجلة: "إلى جانب الدول الغربية، يتفق جيران السودان العرب والأفارقة، وكذلك الصين وروسيا، على أنّ الصراع كارثة"، مشيرةً إلى أنّ عدم وقف الصراع "هو لائحة اتهام مدمرة للنظام متعدد الأطراف، وخصوصاً للرباعية التي يفترض أنها وجّهت المفاوضات".
وقالت: "ما لم يتوقف انزلاق السودان إلى حرب شاملة قريباً، فإنّ المبدأ الذي يحكم عمليات الإجلاء الدولية - الجميع بأنفسهم - سيكون هو النظام السائد".
وتعيش الهدنة المؤقتة في السودان ساعاتها الأخيرة مع سعي أطرافٍ عربية ودولية وأفريقية لتمديدها، في ظل استمرار عمليات الإجلاء خوفاً من تجدد الاشتباكات الدامية بين طرفي الصراع؛ قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
وأمس، أعلن البيت الأبيض أنّ مواطناً أميركياً ثانياً قُتل في السودان، داعياً الطرفين العسكريين في السودان إلى التمسك بوقف إطلاق النار وتمديده.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن الاثنين عن هدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تستمرّ لمدة 72 ساعة.
ورأت الكاتبة الأميركية، جاكلين بيرنز، المستشارة السابقة للمبعوث الأميركي الخاص للسودان وجنوب السودان، في مقال لها في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ واشنطن "ركزت بشدة على الحصول على تنازلات وتقسيم السلطة بين الجماعات المسلحة في السودان للتوصل إلى اتفاقية سلام موقعة". وبناء عليه، فإنّ "العنف في السودان هو ذنبنا"، تضيف بيرنز.
وقبل أيام، تناولت مجلة "فورين بوليسي" أزمة السودان الأخيرة والاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مشيرةً إلى أنّ السياسات الأميركية هي التي مهّدت الطريق للحرب في السودان، عبر إصرار واشنطن أنّ "هناك فرصة حقيقة لمتابعة العمل لانتقال البلد إلى قيادة مدنية".