فرنسا: لا نستطيع الوثوق بأستراليا في المحادثات التجارية بعد قضية الغواصات

فرنسا تقول إنها غير قادرة على الوثوق بأستراليا في المحادثات الجارية بشأن إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي بعدما تخلت كانبيرا عن صفقة لشراء غواصات فرنسية لصالح غواصات أميركية.

  •  فرنسا: لا نستطيع الوثوق بأستراليا في المحادثات التجارية بعد قضية الغواصات
    فرنسا: لا نستطيع الوثوق بأستراليا في المحادثات التجارية بعد قضية الغواصات

قالت فرنسا، اليوم الجمعة، إنها غير قادرة على الوثوق بأستراليا في المحادثات الجارية بشأن إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي بعدما تخلت كانبيرا عن صفقة لشراء غواصات فرنسية لصالح غواصات أميركية.

وصرّح وزير الدولة للشؤون الأوروبية كليمان بون لقناة "فرانس 24"، "نجري مفاوضات تجارية مع أستراليا، لا أعلم كيف سيكون بإمكاننا الوثوق بشركائنا الأستراليين".

وفي وقت سابق من اليوم، أعرب مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن تفهّمه لما وصفه بـ"خيبة أمل فرنسا"، بسبب إلغاء أستراليا تعاقدها مع باريس على صفقة دفاعية كبرى.

وقال بوريل، في مؤتمر صحافي، إنّه لم يكن على علم بأنّ الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا "توصّلت إلى اتفاق حول الشراكة الأمنية والدفاعية. أتوقع أن اتفاقاً كهذا تم مناقشته مطولاً بين هذه الدول، وأتفهّم خيبة أمل فرنسا وبعض الدول الأعضاء".

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنّه "لا يوجد انقسام إقليمي بين مصالح شركائنا الأطلسيين والشركاء في المحيط الهادئ"، محيياً الدول الأوروبية التي "تؤدي دوراً مهماً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

أما رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، قال إنّه أثار احتمال أن تلغي بلاده صفقة الغواصات مع مجموعة "نافال" الفرنسية، خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حزيران/يونيو الماضي، رافضاً الانتقادات الفرنسية بشأن عدم تلقيها تحذيرات.

وأقرّ موريسون بالضرر الذي لحق بالعلاقات بين أستراليا وفرنسا، لكنّه أصرّ على أنه أبلغ ماكرون بأن أستراليا راجعت تفكيرها بشأن الصفقة وقد يتعين عليها اتخاذ قرار آخر.

كما قال موريسون في تصريحات إذاعية: "لقد أوضحت خلال عشاء في باريس مخاوفنا بشأن قدرة الغواصات التقليدية على التعامل مع البيئة الاستراتيجية الجديدة التي نواجهها".

وتأتي هذه التصريحات بعد الإعلان، يوم الأربعاء، عن تشكيل تحالف أمني استراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يضمّ كلاً من واشنطن ولندن وكانبيرا، إذ جرى التعهّد بـ"مساعدة أستراليا في الحصول على غواصات تعمل بالدفع النووي". 

ويهدف التحالف إلى "تعزيز تبادل المعلومات والتكنولوجيا بشكل أعمق، والتكامل الأعمق بين العلوم والتكنولوجيا والقواعد الصناعية وسلاسل التوريد المتعلقة بالأمن والدفاع"، بحسب البيان المشترك. 

وأبدت فرنسا سخطها من  تعهّد بريطانيا وأميركا بمساعدة أستراليا على بناء غواصات نووية، ما يعني تراجع الأخيرة عن صفقة أبرمتها في شباط/فبراير 2019 مع باريس لشراء 12 غواصة حربية بـ50 مليار دولار، وصفت آنذاك بأنّها "صفقة القرن".

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنّ "الخيار الأميركي الذي يؤدّي إلى إقصاء حليف وشريك أوروبي مثل فرنسا من شراكة مزمنة مع أستراليا، في وقت نواجه تحدّيات غير مسبوقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يشير إلى عدم ثبات لا يمكن لفرنسا إلا أن ترصده وتأسف له".

وقعت الولايات المتحدة الأميركية اتفاقية أمنية مع كل من بريطانيا وأستراليا، عرفت باسم "أوكوس"، ورغم أنها موجهة ضد الصين بالأساس، إلا أنها أثارت خلافاً دبلوماسياً حاداً مع فرنسا، وتوتراً قد يهز العلاقة الأميركية مع أوروبا كلها وداخل حلف الناتو.

اخترنا لك