عشية الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية.. من يخوض السباق إلى الإليزيه؟
قبيل الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، 12 مرشحاً بين أقصى اليمين وأقصى اليسار يخوضون السباق الرئاسي نحو الإليزيه. من هم؟ وما أبرز برامجهم الانتخابية؟ وماذا تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة؟
عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية، لا يزال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتصدر استطلاعات الرأي. يأتي ذلك في وقت يتضاءل الفارق بين ماكرون (51%) ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان (49%)، بعد أن سجلت نسب تأييدها ارتفاعاً، وحلت في المرتبة الثانية، في استطلاعات الجولة الثانية.
وبحسب الاستطلاع نفسه، خسر ماكرون نقطتين في الجولة الأولى، لتنخفض نسبة تأييده إلى 26%، في حين كسبت لوبان نقطتين لترتفع نسبة تأييدها بين الناخبين إلى 25%، بينما جاء جون لوك ميلينشون ثالثاً بنسبة 17,5%.
تأتي الانتخابات الرئاسية على وقع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وارتفاع نسب التضخم وتسجيلها مستويات قياسية، وتفاقم أزمة النفط والغاز والأمن الغذائي في أوروبا والعالم، وتصدّر ملفات الهجرة واللاجئين والتغير المناخي والعنصرية النقاشات في مواقع القرار حول العالم، وبالتالي تشكل أبرز القضايا الخلافية في الحملات الانتخابية للمرشحين.
إيمانويل ماكرون
يتصدّر الرئيس الفرنسي الحالي استطلاعات الرأي. الرئيس الثامن للجمهورية الفرنسية الخامسة يخوض الانتخابات الحالية لولاية ثانية. وقد توجّه في رسالة مفتوحة إلى الفرنسيين عند إعلان ترشحه، قائلاً: "أطلب ثقتكم في تفويض جديد كرئيس للجمهورية. أنا مرشح لكي أطور معكم، في مواجهة تحديات القرن، استجابةً فرنسيةً وأوروبيةً خاصة".
ماكرون يَعِد في حملته الانتخابية الحالية بأن تكون فرنسا "أمة أكثر استقلالاً في أوروبا أقوى"، ويتعهد بالاستثمار بكثافة في قطاعي الزراعة والصناعة.
وفي خطابه التمهيدي، رأى أن فرنسا مقبلة على "خيارات تاريخية أحياناً من أجل أمتنا وقارتنا الأوروبية خلال الأشهر والسنوات المقبلة"، حتى "تتمكن من الدفاع عن نفسها بوجه الأزمات ومن الدفاع بشكل أفضل عن الفرنسيين وجعل بلادنا أقوى".
وقد وعد ماكرون بأن يجعل من المدرسة والصحة "ورشتين كبريين"،واقترح رفع سن التقاعد إلى 65 عاماً.
وتطرق إلى فترته الرئاسية الحالية، قائلاً: "ارتكبت أحياناً أخطاء. لا شكّ في أن أطباعي جعلتني أذهب أبعد ممّا ينبغي، ويتهيّأ لي أنّني تعلّمت الدرس بهذا الصدد".
ماكرون فاز بنسبة تجاوزت 65% في الانتخابات الرئاسية الفرنسية العام 2017، وكان أصغر رئيس في تاريخ فرنسا.
هو سياسي ومصرفي. عمل 6 سنوات في إدارة التفتيش المالي (منذ العام 2004). تقلد سابقاً وزارة الاقتصاد، وأسس حركة سياسية أسماها "إلى الأمام" في العام 2016، وأكد حينها أنها "لا يمينية ولا يسارية".
مارين لوبان
تشارك زعيمة اليمين المتطرّف، مارين لوبان، في الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة، وتتوقّع استطلاعات الرأي أن تصل إلى الدورة الثانية، وتخوض المواجهة مع ماكرون إلى كرسي الرئاسة.
في العام 2012، حلت لوبان في المرتبة الثالثة بعد فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي. وفي العام 2017، خاضت الانتخابات للمرة الثانية، وفازت بالدورة الأولى، ثم خسرت أمام ماكرون، وحصدت 35% من أصوات المقترعين.
لوبان التي ترأست لسنوات حزب التجمع الوطني المناهض للهجرة والاتحاد الأوروبي 4 سنوات، قبل أن تسلم رئاسته لنائبها جوردان بارديلا، ترى أن الانتخابات الحالية "لن تكون خياراً مجتمعياً فحسب، كما كانت الانتخابات السابقة، بل ستكون خياراً حضارياً أيضاً".
وفي رأيها، "لن يكون هناك سوى خِيارين؛ إمّا تذويب فرنسا عبر موجات (الهجرة)، وإمّا النهوض المفيد، والذي سيُدخل فرنسا في الألفية الثالثة بشأن فكرة الأمة".
في العام 2017، وُجهت إليها اتهامات بإساءة استخدام أموال للاتحاد الأوروبي لدفع مبالغ لمساعدين برلمانيين، وطالبها الاتحاد بنحو 339 ألفاً و946 يورو من المرتبات، التي يعتبر أنها صرفت من دون وجه حق للحارس الشخصي في العام 2011 ولمديرة المكتب من 2010 إلى 2016، لأنهما لم يتوليا المهام التي دفعت لقاءها أموال عامة أوروبية. وفي العام نفسه، رفع البرلمان الأوروبي الحصانة عنها بعد نشرها صوراً لتنظيم "داعش" في حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، تعد زعيمة اليمين بإجراء تعديل دستوري يكرس "الأولوية الوطنية" وإلغاء حق الأجانب الذين يقيمون في فرنسا باكتساب الجنسية، وحرمان غير الفرنسيين من الإعانات العائلية، ومنع لمّ الشمل.
وأعلنت أنها ستدعو إلى استفتاء عام على مشروع قانون ضبط الهجرة، وهي ترفع شعار "الأفضلية الوطنية" للفرنسيين في مقابل الأجانب، وتتبنى خطاباً تحريضياً على الإسلام (تتحدث عنه بوصفه "السرطان الإسلامي" في فرنسا).
إريك زمور
يخوض إيريك زمور، السياسي اليميني المتطرّف، الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحملة تحمل عنوان "المستحيل ليس فرنسياً"، تتمحور حول ما يسميه "إعادة الهيبة لفرنسا في الساحة الدولية"، و"استعادتها وإنقاذها وتغيير مجرى التاريخ".
وفي حملته الانتخابية، رأى زمور أن "الوقت لم يعد مناسباً الآن لإصلاح فرنسا، بل لإنقاذها"، مشيراً إلى أن الكثير من الناخبين "لم يعودوا قادرين على التعرّف إلى بلادهم"، معتبراً أن "الشعب الفرنسي يعيش هنا منذ ألف عام، ويريد أن يظل سيداً في بلده". ويصوب في ذلك على المهاجرين واللاجئين والمسلمين.
يتقاطع خطاب المرشح اليميني المتطرف مع خطاب لوبان داخلياً في مناهضة الهجرة واللاجئين ومعاداة المسلمين في فرنسا وانتقاد الاتحاد الأوروبي، (قال في أحد خطاباته إن الاتحاد "لن يكون أبداً أمة").
وفي الخارج، يبدو أقرب إلى سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. زمور الذي يحمل لقب "ترامب فرنسا"، لطالما عبر عن افتخاره بمقارنته بترامب، وأبدى إعجابه بحملته الانتخابية في العام 2016، وتحدث عن أوج الشبه بينهما في قضايا الهجرة والإسلام.
الصحافي والكاتب السياسي اليميني والمحلل التلفزيوني السابق عرف بمواقفه المتطرفة في الهجرة. في آذار/مارس المنصرم، أعلن زمور أنّه سينشئ في حال فوزه بالانتخابات وزارة "للهجرة العكسية"، ستكون مهمتها طرد "الأجانب غير المرغوب فيهم" من البلاد. وفي حديث إلى وسائل الإعلام، قال إن هذه الوزارة "ستمتلك الوسائل والمواثيق اللازمة لإجراء رحلات ترحيل جماعية".
وقال: "سنطرد مرتكبي الجنح والمجرمين، وكل الأشخاص الذين لم نعد نريدهم"، لافتاً إلى أنه "يعتزم زيارة الجزائر والمغرب وتونس لبحث إمكانية تنظيم هذا الأمر مع قادة هذه الدول، في وقت كان قد صرح بأن فرنسا، في حال فوزه في الانتخابات، "ستستغني عن الأطباء الجزائريين وتتركهم للجزائر التي تحتاج إليهم كثيراً. الجزائر في حاجة إلى أطبائها"، وذلك بعد كشف السلطات الصحية الفرنسية نجاح 1200 طبيب جزائري، من أصل ألفي مرشح، في مسابقة تمكنهم من ممارسة المهنة في فرنسا.
وفي تجمعات مختلفة، أطلق تصريحات معادية للمهاجرين: "الهجرة ليست مصدر كل مشاكلنا، حتى لو كانت الأسوأ". يأتي ذلك انطلاقاً من رؤيته في هذا المجال، والتي تقوم على الخشية مما يسميه "الاستبدال الكبير" للشعب الأوروبي بشعب مهاجر غير أوروبي، و"حرب حضارات" تشهدها فرنسا.
واليوم، يعد، في حال فوزه، بإنهاء الهجرة، وإلغاء حق لم شمل الأسر، واللجوء إلى طرد المهاجرين غير النظاميين، وترحيل مليوني أجنبي في غضون 5 سنوات من فرنسا، وإلغاء التقديمات الاجتماعية للأجانب غير الفرنسيين أو تقييدها، بهدف توفير 20 مليار يورو، بحسب زعمه.
بالتوازي، لا يغيب الخطاب المعادي للمسلمين عن مناظراته الرئاسية وتصريحاته الإعلامية، وعن حملته الانتخابية نفسها. في شباط/فبراير المنصرم، أعلن زمور أنه سيمنع الحجاب ويوقف الأذان ويغلق المساجد الكبرى، وأكد رفضه بناء مساجد كبيرة، لأن ذلك، بحسب تعبيره، "غزو للأراضي الفرنسية". وفي تصريحات لإحدى القنوات الفرنسية، قال: "لا أريد أن أسمع صوت المؤذن في فرنسا، ولن أسمعه إذا أصبحت رئيساً للجمهورية". وفي رأيه، "فرنسا أرض ينبغي أن ترحّب بالكنائس بدلاً من المساجد لأسباب ثقافية".
زمور الذي أنشأ في العام 2021 حزبه الخاص الذي يحمل اسم "Reconquest"، رُفعت بحقه خلال السنوات الماضية 15 دعوى قضائية، على خلفية تصريحاته المتطرفة التي تحض على الكراهية والتمييز العنصري، وحُكم عليه مرتين بتهمة التحريض على الكراهية، وواجه الشهر المنصرم اتهامات بالاعتداء الجنسي وجهتها إليه 8 نساء.
ناتالي أرتو
تتزعم ناتالي آرتو حزب النضالي العمالي، وتخوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية للمرة الثالثة، رافعةً شعارات الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة ومناهضة السياسات الليبرالية التي يفرضها أرباب العمل على العمال.
انضمت إلى حزب العمل في سن مبكرة (لم يكن عمرها يتجاوز 18 عاماً)، وكانت لاحقاً ناطقة رسمية باسمه. بين العامين 2008 و2014، كانت مستشارة بلدية مدينة ليون. وحالياً، تدرّس مادة الاقتصاد والإدارة في ثانوية في مدينة أوبرفيلييه، في ضاحية سين سان دوني.
في العام 2012، نالت آرتو 0.56% من أصوات الناخبين. وفي العام 2017، حازت 0.64% من أصواتهم، وتخوض انتخابات 2022 وفق "برنامج ثوري" بحسب تعبيرها، وتقول: "لم يكن هناك، ولن يكون هناك أبداً (رئيس جيد) لأولئك الذين تم استغلالهم في إطار الرأسمالية".
وضمن برنامجها الانتخابي، تتطلع آرتو إلى رفع الحد الأدنى للرواتب إلى 2000 يورو، وربط دخل الموظف بزيادات الأسعار، وتسعى للوصول إلى "صفر بطالة" في فرنسا، وترغب في سيطرة العمال على حسابات الشركات.
وفي أحد تصريحاتها، قالت آرتو: "سأحمل مصالح العمال، وسأدين الاستغلال والأجور المتدنية، وكل هذا التنظيم الرأسمالي"، وهي تدعو إلى "خفض وتيرة العمل وتقليل ساعات العمل للحفاظ على جميع المناصب".
لا يحمل موقفها من الهجرة نظرة عدائية، وتدعو للترحيب بالمهاجرين، وتطالب بـ"إرساء حرية التنقل والاستقرار لهم". ومن جهة ثانية، تدعو إلى إنشاء ما تسميه "الولايات المتحدة الاشتراكية في أوروبا".
وفي موقفها من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلنت آرتو أنها مع "عدم انحياز فرنسا في النزاع"، كما أعلنت معارضتها "تماماً للعقوبات الاقتصادية (ضد روسيا) لأن السكان هم الذين سيدفعون ثمنها"، وهي تعارض إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وتعتقد أن "مسؤوليات هذه الحرب مشتركة". وفي رأيها، "الحلف الأطلسي حاصر روسيا"، ولكنها صرحت في وقت سابق لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أنها "ضد الحرب"، مشيرةً إلى أن "هجوم بوتين على أوكرانيا كان هجوماً إجرامياً، وكذلك سياسات القوى الغربية أيضاً".
آن هيدالغو
تخوض آن هيدالغو الانتخابات الرئاسية لأول مرة، وهي مدعومة من الحزب "الاشتراكي" والحزب "الشيوعي" وحزب "الخضر"، في وقت تبدو حظوظها في الفوز ضئيلة، بحسب استطلاعات الرأي، في ظل منافسة بينها وبين مرشحين يساريين آخرين، علماً أنها أعلنت في حزيران/يونيو 2020 أنها "لن تكون مرشحة للرئاسة".
في العام 1984، عملت هيدالغو في المكتب الدولي للشغل في جنيف والشركة العامة للمياه. وفي العام 1997، شغلت منصب مستشارة وزيرة العدل السابقة مارتين أوبري، ثم تقلدت لمدة عامين (2000 - 2002) منصب مستشارة تقنية لدى نيكول بيري كاتبة الدولة من أجل حقوق المرأة ومستشارة لدى وزيرة العدل السابقة مارليز لوبرانشو، واختيرت في العام 2001 أول نائب لرئيس بلدية باريس بيتران دو لانوي.
في العام 2004، انتخبت عضواً في المجلس الإقليمي. وفي العام 2014، فازت هيدالغو في الانتخابات البلدية الفرنسية، وكانت أول امرأة تتولى منصب عمدة باريس، وهي تشارك في الحملة الرئاسية الحالية لكي تكون "فرنسا أقوى، فرنسا أكثر ثقة، بإمكانها إيصال صوتها الفريد مجدداً في أوروبا والعالم".
تولي مرشحة الحزب الاشتراكي البيئة أهمية كبيرة في حملتها الانتخابية، وتتطلع إلى مكافحة التلوث الناتج من السيارات، وتقول في هذا المجال: "علينا أن ننجز التحول البيئي"، واعدة بـ"خطة لـ5 سنوات لإزالة الكربون من الاقتصاد الفرنسي"، والتخفيف من وجود السيارات في العاصمة الفرنسية، وبأن تكون المدينة صديقة للبيئة، وبتحقيق طاقة متجددة بنسبة 100% في أسرع وقت ممكن.
كما وعدت النساء بأنهن سيحصلن "على المساواة التامة والكاملة في الأجور، كما في المسار المهني"، في حال فوزها بالانتخابات، وتريد زيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة 15%، والحد من "الفجوات غير اللائقة فيها".
وتطرقت في حملتها الانتخابية إلى موضوع حقوق الطفل، قائلةً: "أنا مرشحة لتوفير مستقبل لأطفالنا، كل أطفالنا"، وهي تتطلع إلى مساعدة الأطفال على تجاوز "الأحكام المسبقة المرتبطة بالطبقية"، وتحذر من ازدياد عدم المساواة، مؤكدة أنّ "نموذج الجمهورية يتفكك"، وأضافت: "أريد أن يحظى جميع الأطفال في فرنسا بالفرص ذاتها التي حظيت بها".
فاليري بيكريس
نالت فاليري بيكريس ترشيح "الجمهوريين" (يمين معتدل) في الانتخابات التمهيدية التي نظمها الحزب لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية، بعد فوزها بنسبة 60% من الأصوات في المؤتمر الجمهوري، علماً أنها كانت قد استقالت منه في العام 2019، غداة فشله في الانتخابات الأوروبية.
استهلت عملها السياسي في العام 1998 بصفة قائمة بمهام، ثم مستشارة للرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك. وفي العام 2002، فازت بمقعد في الجمعية الوطنية الفرنسية. وبين العامين 2007 و2012، تقلدت عدة حقائب وزارية في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، من بينها وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي ووزيرة الميزانية، كما شغلت منصب الناطقة الرسمية باسم الحكومة (2012/2011). وحالياً، تشغل منصب رئيس مجلس منطقة "إيل دو فرانس".
في أول تجمع انتخابي، أعلنت المرشحة اليمينية أنها تحمل "أملاً جديداً" بفرنسا "متصالحة"، وأضافت: "نحن هنا معاً لنؤكد بصوت عالٍ وواضح أنّ فرنسا الجديدة آتية"، معتبرةً أنها تدافع "عن الهوية الفرنسية الحقيقية".
بيكريس التي يحمل مشروعها الرئاسي شعار "فرنسا الجديدة"، يتضمن برنامجها الانتخابي مقترحات لزيادة ساعات العمل الأسبوعية، إلى 39 ساعة، وزيادة الرواتب 10% إلى 2200 يورو (الحد الأدنى للأجور)، وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، ورفع سن التقاعد إلى 65 عاماً.
وفي ملف الهجرة، أعلنت أنها تريد تنظيم استفتاء لتعديل القانون الدستوري، وتحديد حصص للهجرة يتم التصويت عليها سنوياً في البرلمان، وترحيل كل المقيمين بصفة غير قانونية.
نيكولا ديبون - إينيان
للمرة الثالثة، يشارك المرشح اليميني نيكولا ديبون- إينيان (61 عاماً) في السباق الرئاسي إلى الإليزيه، حتى يكون "للفرنسيين خيارهم". في العام 2012، شارك في الانتخابات الرئاسية، وحاز 1.79% من أصوات الناخبين. وفي العام 2017، حصد 4.70% من الأصوات في الدورة الأولى، واختار في الدورة الثانية دعم مارين لوبان التي وعدته بتنصيبه رئيساً للحكومة في حال فازت بالانتخابات.
في العام 2008، أسَّس إينان حزب "انهضي فرنسا"، ولكنه خاض في العمل السياسي قبل هذا التاريخ. في العام 1995، انتخب رئيساً لبلدية "ييرس" باسم حزب اليمين الجمهوري، واستمر برئاستها حتى العام 2017. وبعد تقلده منصبه بعامين، فاز بمقعد في الجمعية الوطنية، وكان أصغر النواب سناً.
في العام 2005، دعا إلى التصويت ضد المعاهدة الأوروبية خلال الاستفتاء الشعبي الذي نظم آنذاك، ما جعله يتصادم مع حزب اليمين الجمهوري. وفي العام 2021، أعلن أنه سيبني سجناً كبيراً في جزر كيرغولين جنوبي المحيط الهندي، للسجناء الذين أسماهم "الإرهابيين الإسلاميين"، وقال في حسابه في "تويتر": "أقترح بناء سجن خاص يتم فيه إيداع المسجونين من أصول إسلامية والذين يواجهون تهم الإرهاب"، معتبراً أن هذا الإجراء يعد عملاً وقائياً لإبعادهم خارج المدن الفرنسية.
يخوض إينيان الانتخابات الرئاسية، "من أجل إعادة الفرنسيين إلى حريتهم، وفرنسا إلى استقلالها". وفي حملته الانتخابية، وعد بإلغاء حالة الطوارئ الصحية و"إجراءات قتل الحرية، مثل بطاقة الصحة أو التطعيم"، وأكد أنه سيلجأ إلى الاستفتاء على عدة مواضيع رئيسية.
في المجال الثقافي، يقترح إينيان عدداً من الخطوات، من بينها تخصيص 1% من ميزانية الدولة للثقافة، وإنشاء وزارة كبرى لها تتولى إدارة التراث والسياحة والعروض الحية والآداب والسينما والاتصال، وتعزيز السياسة التربوية الثقافية والفنية من خلال زيادة "تدخل الفنانين في النظام التعليمي".
يانيك جادو
يشارك مرشح حزب الخضر، يانيك جادو، للمرة الثانية في الانتخابات الرئاسية. في العام 2017، انسحب قبل شهرين من الانتخابات دعماً للمرشح الاشتراكي بونوا هامون.
في برنامجه الانتخابي، الذي يحمل شعار "الجمهورية الإيكولوجية"، والذي يتضمن 120 مقترحاً، يتطلع جادو إلى "جمهورية بيئية". وللوصول إلى هدفه، يقترح 10 مفاعلات نووية بحلول العام 2035، وتركيب 6000 توربين رياح جديد، وإنشاء قوى الأمن الداخلي للمناخ أو تحويل الزراعة نحو نموذج الفلاحين.
المرشح اليساري، التحق بحزب الخضر في العام 1999. عمل في عدد من المنظمات غير الحكومية الدولية، وكان مدير حملات منظمة "السلام الأخضر" المدافعة عن البيئة من العام 2002 إلى العام 2008. وبعيد تخرجه، التحق بمنظمة "سولغرال" الإنسانية غير حكومية التي تهتم بشؤون الزراعة.
في العام 2008، خاض العمل السياسي ضمن "أوروبا البيئة". وبعدها بعام، شارك في الانتخابات الأوروبية، وفاز بمقعد في البرلمان الأوروبي بعد أن حصد 16% من الأصوات.
في العام 2012، شغل منصب المتحدث باسم المرشحة للانتخابات الرئاسية آنذاك إيفا جوليه. وفي العام 2017، شارك في حملة الانتخابات الرئاسية، لكنه عزف عن الاستمرار وفضل مساندة مرشح الحزب الاشتراكي وقتها بونوا هامون.
في العام 2005، أدانه القضاء الفرنسي بتهمة "المساس بالمصالح العليا للدولة"، بعد أن اقتحم قاعدة الغواصات النووية في إيل لونغ في فينيستير، تنديداً بالبرامج النووية لباريس.
وفي برنامجه الانتخابي، يعتزم إنجاز مخطط بكلفة مليار يورو لدعم القطاع الثقافي، من بينها جزء مخصص للإنتاج بما نسبته 25%، لتوفير ظروف إنتاج وإبداع محترمة للفنانين والعاملين في الثقافة، مع ضرورة عملهم على المساعدة في التحول البيئي للقطاع.
مؤخراً، دعا جادو لفرض حظر على النفط والغاز الروسيين على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقد رأى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مجرم حرب"، وقال في لقاء تلفزيوني: "الإجراء الوحيد الذي يتعين على الأوروبيين اتخاذه لوقف هذه الفظائع التي يرتكبها هو فرض حظر على النفط والغاز الروسيين".
جان لاسال
بهدف "إعادة بناء" الدولة الفرنسية والدفاع عن "فرنسا الأصلية"، يخوض مرشح حزب "لنقاوم"، جان لاسال، السباق إلى الإليزيه للمرة الثانية.
في المرة الأولى، انتخابات 2017، نال 1.21% من أصوات المقترعين في الدورة الأولى، بعد أن ترشح بصفة مستقلة.
في حملته الانتخابية 2022، قال لاسال: "هذا البلد بحاجة إلى أن يتم توحيده. إننا نجتذب ذباباً بالعسل أكثر من الخل"، وأضاف في تصريح آخر: "أريد أن أجمع البلد معاً، وأعطيه إطاراً مؤسسياً ناجحاً، وإعادة بناء دولة، لأنها رمز".
يتحدر لاسال من منطقة بيرينيه أتلانتيك. في العام 1982، انتخب عضواً في المجلس الإقليمي التابع لها، وترأس في الوقت نفسه جمعية تضم رؤساء بلدياتها لمدة 10 سنوات، وكان أيضاً مستشاراً عاماً لها، ورئيساً لبلدة لورديوس إيتشير لمدة 30 عاماً حتى العام 2017.
بين العامين 2010 و2016، شغل منصب نائب فرانسوا بايروا، زعيم حزب "الحركة الديمقراطية"، ودعمه خلال الانتخابات الرئاسية التي خاضها في العامين 2007 و2012، ولكنه في انتخابات 2012، دعم نيكولا ساركوزي، في حين صوت الأول لمصلحة الرئيس فرانسوا هولاند.
في العام 2006، خاض إضراباً عن الطعام لإنقاذ شركة في منطقته بيرينيه أتلانتيك، بعد أن كانت تنوي مغادرتها تاركة خلفها 150 موظفاً من دون عمل. وفي العام 2013، قطع أكثر من 5000 كيلومتر سيراً على قدميه في سباق فرنسا للدراجات للقاء الفرنسيين.
في حملته الانتخابية الحالية، يرغب لاسال في تطوير القطاع العام لخدمة الفرنسيين، ومنح القطاع الصحي الموارد اللازمة لتطويره، ويقترح تعيين 100 ألف ممرض ومساعد تمريض خلال فترة ولايته. وقال في هذا المجال: "أعتقد أننا يجب أن نبدأ على الفور في تأسيس أسرّة المستشفيات" لمدة 7 أعوام.
ومن الإجراءات التي يقترحها في حال فوزه بالرئاسة، الاستثمار في البحث من أجل تطوير الطاقات المتجددة، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 1400 يورو شهرياً، ومنح الطلاب قرضاً تضمنه الدولة.
جان لوك ميلينشون
للمرة الثالثة، يشارك زعيم حزب "فرنسا الأبية"، اليساري جان لوك ميلينشون، في السباق الرئاسي. في العام 2012، حصل على 11.10% من الأصوات، وحاز المرتبة الرابعة، ونال 19.58% من الأصوات في العام 2017، ليحصد المرتبة نفسها.
المرشح اليساري يعاني الصمم منذ صغره، لكنه تعلم أن يقرأ الكلام على شفاه المتحدثين. حصل على إجازتين في الفلسفة والأدب المعاصر، وعمل مدرساً للغة الفرنسية، ثم صحافياً. وفي العام 1968، انخرط في الاتحاد الوطني للطلبة الفرنسيين في كلية الآداب في مدينة بوزونسون. وفي العام 1970، شغل منصب مدير مكتب بلدية ماسي غرب العاصمة باريس.
وفي العام 1976، انضم ميلينشون إلى الحزب الاشتراكي. وقد ترأس فيدرالية الحزب الاشتراكي في منطقة إيسون، قبل أن يصبح عضواً في مجلس الشيوخ الفرنسي، وبعد ذلك وزيراً للتعليم المهني في حكومة ليونيل جوسبان بين 2000 و2002.
وفي العام 2005، ترك الحزب الاشتراكي بعدما صوت ضد المعاهدة الدستورية الأوروبية، وأسس في العام 2016 حركة "فرنسا غير الخاضعة".
يقترح ميلينشون في حملته الانتخابية رفع الحد الأدنى للأجور وتعزيز الضرائب على الأثرياء، ويروج لـ"الجمهورية السادسة حتى "يستعيد الشعب السلطة". وفي المجال البيئي، يقترح خطة استثمارية ضخمة في التحول البيئي.
على المستوى الثقافي، ينوي تخصيص 1% من الناتج المحلي الخام للثقافة كل عام، وإعادة إحياء "الفصول المدرسية المخصصة للمشاريع الفنية والثقافية"، والحد من التفاوت بين المناطق، وتوسيع الدخول المجاني للمتاحف وتحديد ثمن تذاكر الدخول للمواقع الثقافية الخاصة.
على خلفية الأزمة في أوكرانيا، قال زعيم حزب "فرنسا الأبية" إن "الولايات المتحدة فقدت موقعها المهيمن على الساحة العالمية، وتحاول الآن استخدام الوضع حول أوكرانيا لمصلحتها".
وقال في لقاء تلفزيوني: "في الوضع المتأزم الحالي، لا تستطيع الولايات المتحدة أن تقرر وتحسم، من تعتبر خصمها الرئيسي: الصين أم روسيا! وما الذي تقوم به في المحصلة؟ تريد انضمام أوكرانيا إلى الناتو، ولكن ذلك لا يهمنا ولا علاقة لنا به".
ورأى أن "روسيا تنقل قواتها داخل أراضيها، بينما يحاول الناتو منع ذلك خلافاً للنظام القانوني الدولي"، وأن "نشر الجانب الأميركي وحلفائه للصواريخ والدرع الصاروخية على أراضي بولندا، يجعل روسيا تشعر بالخطر، وتعتبر ذلك بمنزلة عدوان".
واعتبر أن الناتو هو الطرف المعتدي، وليس روسيا، واعداً في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية بالتوقيع على ضمانات بعدم نشر قوات الناتو في أوكرانيا.
وانطلاقاً من مواقفه الداعمة لروسيا، واجه اتهامات من منافسته الاشتراكية آن هيدالغو بأنه "أصبح حليفاً وداعماً لفلاديمير بوتين"، فضلاً عن اتهامات من مرشحين آخرين بدعوى "قربه من بوتين ودفاعه عنه".
فيليب بوتو
يترشح فيليب بوتو للمرة الثالثة على التوالي لخوض السباق الانتخابي والوصول إلى الإليزيه. شارك فيها للمرة الأولى في العام 2012، وحاز 1.15% من الأصوات، فيما حصد 1.09% من الأصوات في العام 2017.
المتحدث باسم "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية" عمل موظفاً سابقاً في مصنع "فورد" للسيارات في بلدة "بلانكفور" قرب مدينة بوردو في جنوب غرب فرنسا.
خاض غمار العمل السياسي في الثمانينيات، عندما كان طالباً. انضم إلى حزب "النضال العمالي"، ثم طرد منه في العام 1997.
وفي العام 2000، التحق بحزب "الرابطة الشيوعية الثورية" الذي تحول في 2009 إلى "الحزب الجديد لمناهضة الرأسمالية" الذي كان يتزعمه أولفييه بيزنسنو.
وقد ترشح للانتخابات التشريعية في العام 2007، ولكنه لم يُنتخب، وقاد قائمة "جيش الشعب الجديد" إلى انتخابات العام 2010 الإقليمية في آكيتاين.
وفي العام 2020، انتخب عضواً في مجلس بلدية بوردو ومستشاراً في مجلس المدينة نفسها.
بوتو كان قد أطلق حملة شعار "حياتنا، وليس أرباحهم" ضد النظام الرأسمالي، وترأس قائمة "بوردو في النضال" التي تجمع بين جيش "الشعب الجديد" و"لا فرانس" و"السترات الصفراء" خلال الانتخابات البلدية في عاصمة منطقة "جيروند".
وفي حملته الانتخابية 2022، يرغب المرشح الرئاسي في حظر تسريح العمال، وتقليل وقت العمل إلى 32 ساعة على مدى 4 أيام، وإعادة سن التقاعد القانوني إلى 60، وإدخال أسبوع إجازة مدفوع الأجر، كما يرغب في تسوية أوضاع المهاجرين غير المسجلين، وإنشاء دخل مستقل لمن هم بين 16 و25 عاماً، أو خلق مليون فرصة عمل في الخدمات العامة، وفرض المزيد من الضرائب على الأغنياء وثرواتهم، وتوفير دخل مستقل للشباب.
ويتطلع بوتو، في حال فوزه في الانتخابات، إلى أن تستعيد الدولة الفرنسية سيطرتها على القطاعات الرئيسية، مثل البنوك والمواصلات والاتصالات وقطاع الأدوية وغيرها، ويرغب في جعل فرنسا دولة غير مسلحة وغير مشاركة في أية تحالفات عسكرية، وفي تسوية أوضاع المهاجرين وفتح الحدود بالكامل أمامهم.
فابيان روسيل
تحت شعار "فرنسا أيام سعيدة"، أطلق المرشح الشيوعي فابيان روسيل حملته الانتخابية الأولى. في العامين 2012 و2017، عزف الحزب الشيوعي عن المشاركة في الانتخابات، ليعلن المشاركة في الانتخابات الحالية، بعد أن دعم جان لوك ميلينشون في الحملتين السابقتين.
روسيل المولود في كنف عائلة شيوعية، حمل اسمه تيمناً بأحد رموز المقاومة الفرنسية ضد النازية. السكرتير الوطني العام للحزب الشيوعي (يشغل هذا المنصب منذ العام 2018 خلفاً لبيير لوران)، انخرط في العمل السياسي في العام 1977، وعمل مسؤول الإعلام والاتصال في مكتب كاتبة الدولة في السياحة آنذاك ميشال داموسين، كما عمل في أوقات سابقة صحافياً في جريدة "لومانتي" الشيوعية.
في العام 2014، انتخب مستشاراً لبلدية سان أماند ليه أوو (الشمال). وبعد 3 سنوات، فاز في الانتخابات التشريعية، وغدا عضواً في الجمعية الوطنية الفرنسية باسم الحزب الشيوعي ممثلاً منطقة الشمال الفرنسي.
في حملته الانتخابية، يطرح روسيل برنامجاً يصب في مصلحة تعزيز القوة الشرائية، لكن مع قطيعة أيضاً مع المعاهدات الأوروبية، ويقترح رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1500 يورو، ورفع رواتب التقاعد مع حصر ساعات العمل بـ32 ساعة في الأسبوع، كما يقترح أن يكون سن التقاعد 60 عاماً. وقد وعد، في حالة انتخابه، برخصة قيادة مجانية لمن هم دون سن 25 عاماً.
وفي الشأن الثقافي، يسعى روسيل لإنشاء وزارة كبرى للثقافة والتعليم الشعبي ووسائل الإعلام، وينوي تخصيص 1% من الناتج الداخلي الخام للثقافة، ما "سيؤدي إلى زيادة بنسبة 30% مقارنة بالميزانيات العامة الحالية المخصصة للمجال الثقافي".
ويعد العمال غير المنتظمين في العروض الثقافية بـ"تعزيز" النظام المخصص لهم، من خلال تمكينهم من "وضع خاص يوفر لهم حماية أكبر ويضمن لهم حقوقهم الاجتماعية ورواتبهم".
وفي حال وصل ماكرون ولوبان إلى الجولة الثانية من الانتخابات، أعلن مرشّح الحزب الشيوعي أنّه سيطالب بالانخراط في تكوين السد في وجه لوبان، وقال: "الأمر واضح بالنسبة إليّ. لن أسمح لليمين المتطرف بوضع أيديهم على الجمهورية. لن أسمح أبداً للتعليقات العنصرية والمعادية للسامية بالسيطرة أبداً. لقد قلتها دائماً. سوف أدعو إلى منع أقصى اليمين من الفوز".
وفي حال كانت المنافسة بين ماكرون وميلونشون، فإنً روسيل سيدعم الأخير، كما قال.
وفي موقف من الأزمة الأوكرانية، قال روسيل: "اختار الرئيس الروسي الحرب، وقرر خرق الأعراف الدولية. يجب أن تبذل كل الجهود من أجل عودة السلام".