طائرات من دون طيار تقصف أهدافاً للجيش السوداني بمدينة القضارف
"رويترز" وشهود عيان يقولون إن أهدافاً للجيش السوداني تعرضت لهجوم بالمسيّرات في ولاية القضارف شرق البلاد، ووكالة "فرانس برس" تقول إن القصف استهدف مقراً لأمن الدولة والمخابرات من دون التسبب بخسائر.
ذكرت وكالة "رويترز" عن شهود عيان وحاكم محلي تأكيدهم أن "طائرات من دون طيار ضربت مدينة القضارف السودانية".
وأفادت مصادر عسكرية وأمنية بأن "3 طائرات مسيرة على الأقل قصفت أهدافاً للجيش السوداني، أمس الثلاثاء، في ولاية القضارف شرق البلاد، التي كانت في السابق بمنأى إلى حد كبير عن الحرب المدمرة في البلاد.
وتعدّ القضارف عاصمة ولاية القضارف التي ظلت تحت السيطرة العسكرية مع اقتراب الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" من عامها الأول.
وقال شهود إن "طائرتيْن مسيّرتيْن على الأقل استهدفتا منشآت عسكرية في القضارف"، وأنهم سمعوا "انفجارات وصواريخ مضادة للطائرات تطلق من الأرض".
من جهتها، أشار مصدر أمني لوكالة "فرانس برس" إلى أن طائرة مسيرة "قصفت مقراً لأمن الدولة والمخابرات لكنها لم تسبب أضراراً كبيرة" في القضارف، على بعد أكثر من 400 كيلومتر شرق العاصمة الخرطوم.
كذلك، أكد محافظ القضارف، محمد عبد الرحمن محجوب، وقوع الهجوم بطائرة من دون طيار. ودعا المدنيين الذين انضموا إلى حركة "المقاومة الشعبية" إلى الاستعداد للدفاع عن المنطقة. في حين قال شهود عيان إن الجيش انتشر في أنحاء مدينة القضارف أيضاً.
تبعات إنسانية واجتماعية كارثية للحرب
هذا وأدى استيلاء قوات "الدعم السريع" على الأراضي خلال الحرب، إلى عمليات نهب واعتقالات وتقارير عن حالات اغتصاب على نطاق واسع، إلى جانب موجات من النزوح، وفقاً لشهود عيان وهيئات حقوق الإنسان.
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 8.5 مليون شخص فرّوا من منازلهم منذ بداية الحرب، بينما حذرت المؤسسات الإغاثية من مجاعة وشيكة في ثالث أكبر دولة أفريقية من ناحية المساحة.
وكان هجوم مماثل بطائرة مسيرة قد وقع الأسبوع الماضي في مدينة عطبرة التي يسيطر عليها الجيش السوداني، من دون أن يتبنى أي طرف الهجوم.
وكان شرق السودان يعدّ حتى الآن ملاذاً آمناً لملايين المدنيين النازحين من الخرطوم وساحات القتال الأخرى. ووفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من "نصف مليون شخص لجأوا إلى ولاية القضارف وحدها".
وكان عناصر من "الدعم السريع" هاجموا، يوم الاثنين، عيادة تابعة للقيادي في حزب "الأمة" القومي، الطيب الشيخ المنا، وأطلقوا النار عليه في حي ألبان جديد غرب مدينة الرهد.
وقال مصدر محلي إن أفراداً من "الدعم السريع" اقتحموا العيادة بغرض إسعاف بعض عناصرهم، وبعد إسعافهم وتقديم العلاج اللازم رفضوا دفع مستحقات العلاج، وهجموا على الطبيب وأطلقوا النار عليه ما أدى إلى إصابته بثلاث رصاصات.
وذكر المصدر أنه بعد الهجوم على الطبيب ومحاولة مواطنين التجمع لمساعدته أطلق عناصر "الدعم السريع" الرصاص عليهم ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة آخرين.
وكانت قوات "الدعم السريع" قتلت، الأحد، مواطناً في منطقة ود عشانا التابعة لولاية شمال كردفان. وبحسب مصادر متابعة فإن المواطن، الطاهر عبد العزيز، قتل بالرصاص عند نقطة عبور على يد عناصر "الدعم السريع"، وهو من سكان مدينة الرهد بمنطقة ود عشانا.
يذكر أن أكثر من 150 شخصاً بينهم مدنيون قتلوا باشتباكات دامية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منطقة الفاو، إلى جانب عدد من المناطق في إقليم دارفور وولاية الجزيرة.
وبحسب ما ذكرت تقارير إعلامية، فقد قُتل وأُصيب أكثر من 200 من عناصر الجيش السوداني وحلفائه خلال معركة استمرت نحو ساعة من الزمن في منطقة الفاو شرق السودان.
وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن القوة العسكرية وقعت في كمين لقوات "الدعم السريع" أثناء تحرّكها لبدء هجوم على ولاية الجزيرة. فيما قالت قوات الدعم السريع إنها أسرت العشرات من جنود الجيش السوداني وحلفائه، وأنها استولت أيضاً على أكثر من 70 آلية تابعة للجيش.
أما في دارفور، فذكرت مصادر قريبة من الجيش السوداني أن هجوم "الدعم السريع" والميليشيات المتحالفة معها على قرى متعددة غربي مدينة الفاشر، أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً وجرح العشرات.
ولفتت المصادر إلى أن عدداً من القرى تعرّضت للحرق والسلب لممتلكات المواطنين، غير أن مصدراً مطلعاً على الأوضاع في دارفور وصف الهجوم بالغامض ورجّح أن يكون ناجماً عن خلافات داخلية بين مجموعات تتبع لحركات مسلحة.
يأتي هذا في وقت أكدت فصائل من دارفور أن "الدعم السريع" تستعد لتنفيذ هجوم على مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور.