ضمن الرد على اغتيال العاروري والطويل.. حزب الله يستهدف مقرّ قيادة المنطقة الشمالية التابع للاحتلال
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف، بعدد من المسيّرات الهجومية الانقضاضية، مقرّ قيادة المنطقة الشمالية التابع لـ"جيش" الاحتلال، في صفد المحتلة، وذلك في إطار ردها على جريمتي اغتيال الشهيد صالح العاروري والشهيد وسام الطويل.
أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله - أنّها استهدفت مقرّ قيادة المنطقة الشمالية التابع لـ"جيش" الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة صفد المحتلة، أي قاعدة "دادو"، بعدد من المسيّرات الهجومية الانقضاضية.
وجاء هذا الاستهداف في إطار الرد على جريمة اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد صالح العاروري، ورفاقه، في الضاحية الجنوبية لبيروت، وجريمة اغتيال القائد في المقاومة الإسلامية، الشهيد وسام الطويل، بحسب ما أكدت المقاومة في بيانها.
مشاهد لاستهداف المقاومة الإسلامية في #لبنان مقر قاعدة قيادة المنطقة الشمالية التابعة للاحتلال "دادو" في صفد المحتلة#فلسطين_المحتلة #الثورة_الكبرى pic.twitter.com/Zh8JZHCi59
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 9, 2024
أهمية قاعدة "دادو" الإسرائيلية
ومقر قيادة المنطقة الشمالية في سلاح البر الإسرائيلي، أو قاعدة "دادو"، هو المسؤول عن قيادة الفرقتين المعنيتين بالعمليات على الجبهة اللبنانية حالياً، وهما: الفرقة 91 (استهدفت المقاومة قيادتها في عمليات سابقة) مقابل المحور الشرقي، والفرقة 146 مقابل المحور الغربي للحدود اللبنانية الجنوبية.
وتحتوي القاعدة عدداً كبيراً من منظومات القيادة والسيطرة، المعنية بتنسيق العمليات على امتداد الجبهة مع لبنان. وهي تقع على عمق 12 كلم من الحدود اللبنانية، كما يقع حي "بنا بيتر" في مدينة صفد المحتلة بجانب القاعدة، ويسكنه العاملون في قيادة المنطقة الشمالية.
والقيادة الشمالية هي قيادة إقليمية يقع مقرها الرئيسي في صفد، وعلى رأسها حالياً اللواء أوري غوردين، تأسست إبان احتلال الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، كجزء من القيادات الإقليمية لـ"الجيش" الإسرائيلي، وهي تهدف إلى مواجهة المقاومة على جبهتي لبنان وسوريا، في منطقتي الجليل والجولان المحتل.
وتحت سلطة قيادة الشمال الألوية التالية: لواء "جولاني"، اللواء المدرع السابع، اللواء 188 المدرع، والفرقة 282 من سلاح المدفعية. كما تقود القيادة عدداً من كتائب الاستطلاع.
والتحدي الأساسي الذي تواجهه القيادة الشمالية في "جيش" الاحتلال يتمثّل باستمرار تعاظم قوة حزب الله وتزايد حجم ترسانته الصاروخية، إضافةً إلى إمكان إقدامه على محاولات أسر إسرائيليين.
ومنذ عام 1982 والاجتياح الإسرائيلي للبنان، واجهت قيادة المنطقة الشمالية في "جيش" الاحتلال استهدافات من جانب حزب الله، الذي تأسس في العام نفسه.
أما في حرب تموز عام 2006، فقد واجهت قيادة المنطقة الشمالية انتقادات من جانب الحكومة الإسرائيلية بشأن تعاملها مع الحرب، إذ مُني الاحتلال حينها بخسائر فادحة، وفشل في تحقيق أهدافه من الحرب، والتي تمثّلت بصورة أساسية بالقضاء على المقاومة الإسلامية في لبنان.
استهداف مواقع "المالكية" و"البغدادي" وثكنتي "يفتاح وأدميت"
وفي عمليات أخرى نفّذتها المقاومة الإسلامية، استهدفت موقعي "حانيتا" و"المالكية" الإسرائيلي، بالأسلحة المناسبة، محققةً إصاباتٍ مباشرةً في كليهما.
بالإضافة إلى ذلك، استهدف حزب الله موقع "البغدادي" وثكنتي "يفتاح وأدميت"، بالأسلحة الصاروخية، وأصابهما بصورة مباشرة أيضاً.
وكان مراسل الميادين في جنوبي لبنان أفاد في وقت سابق بإطلاق صليتين صاروخيتين من الأراضي اللبنانية في اتجاه الجليل الأعلى.
اقرأ أيضاً: الشهيد القائد وسام حسن طويل.. سيرة ومسيرة واكبتا انتصارات المقاومة
يُذكر أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان استهدفت، في الـ6 من الشهر الجاري، قاعدة "ميرون" الإسرائيلية بـ62 صاروخاً من أنواع متعدّدة، وذلك في إطار الرد الأولي على جريمة اغتيال الشهيد العاروري وإخوانه في الضاحية الجنوبية.
#بالفيديو |
— الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) January 6, 2024
مشاهد من عملية استهداف #المقاومة_الإسلامية في لبنان قاعدة "ميرون" للمراقبة الجوية التابعة لـ"جيش" العدو الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة👇#لبنان #الميادين_لبنان pic.twitter.com/jUzZVpYEie
وحقّقت المقاومة في استهداف القاعدة إصاباتٍ دقيقةً ونقطويةً، كما أثبتت المشاهد التي توثّق العملية، فيما عمد "جيش" الاحتلال الإسرائيلي إلى إخفاء ما لحق بها من أضرار.
ولاحقاً، أقرّ الاحتلال بالإضرار التي أصابت قاعدة "ميرون"، فيما أبدى إعلامه قلقاً بالغاً بشأن قدرات حزب الله، وأشار إلى أنّ الاستهداف تم بصواريخ بعيدة المدى مضادة للدبابات، والتي لا تملك "إسرائيل" نظاماً لاعتراضها.
وتكمن أهمية قاعدة "ميرون" في كونها مركز الإدارة والمراقبة والتحكّم الجوّي الوحيد في شمالي كيان الاحتلال، ولا بديل رئيسياً عنها. كما أنّها واحدة من قاعدتين أساسيتين لدى الكيان الإسرائيلي كله، والثانية تقع في الجنوب، وهي "متسبيه رامون".
اقرأ أيضاً: الميادين تكشف تفاصيل عملية "ميرون": الأسلحة المستخدمة وتجاوز أجهزة الرصد الإسرائيلية
"حدث دراماتيكي.. ممنوع الاستخفاف به"
لدى تعليقها على العملية التي نفّذنها المقاومة الإسلامية في لبنان ضدّ مقرّ قيادة المنطقة الشمالية، أكدت قناة "كان" الإسرائيلية أنّ الاستهداف "حدث دراماتيكي، وممنوع الاستخفاف به".
ورصدت وسائل إعلام إسرائيلية إطلاق أكثر من 20 صاروخاً من لبنان في اتجاه الجليل، مشيرةً إلى أنّ "حزب الله أطلق عدداً من الطائرات المسيّرة والصواريخ" في اتجاه شمالي فلسطين المحتلة.
وفي ظل كثافة الاستهداف، أوردت إذاعة "جيش" الاحتلال أنّ صفارات الإنذار دوّت في الشمال 3 مرات، في غضون أقل من ساعة، وذلك خشية تسلّل طائرة من دون طيار في الجليل الأعلى.
ودوّت صفارات الإنذار مرتين في صفد المحتلة خلال دقائق، فيما ساد الذعر في الشوارع بين المستوطنين.
كما تحدّث إعلام إسرائيلي عن إطلاق صواريخ في اتجاه "يفتاح" و"المنارة"، بالتوازي مع تسلّل طائرة مسيّرة.
"توتّر على الحدود اللبنانية الجنوبية مع #فلسطين المحتلة تزامناً مع إطلاق الصواريخ في اتجاه الجليل الأعلى".
— الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) January 9, 2024
مراسل #الميادين علي مرتضى.@aliimortada @AlMayadeenNews #الميادين_لبنان #لبنان pic.twitter.com/l9311CsUkT
ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية ما شهده شمال فلسطين المحتلة بـ"الاستثنائي"، إذ إنّ "صفارات الإنذار هناك لا تتوقف"، مشيرةً إلى "ارتقاء وتيرة نيران" المقاومة الإسلامية في لبنان.
في غضون ذلك وفي إقرار واضح بحجم خسائر الاحتلال، قال رئيس مجلس مستوطنة "المطلة"، دافيد أزولاي، في مقابلة مع قناة "كان"، إنّه "لن يبق لدينا بنية تحتية أو منازل.. بعض المنازل دمِّر، وبعضها الآخر تضرر".
بالتوازي، تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية اللبنانية، بحيث استهدفت طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال سيارةً على طريق وادي الحجير، بحسب ما أفاد به مراسل الميادين في الجنوب.
وأضاف مراسلنا أنّ صواريخ اعتراضيةً إسرائيليةً انفجرت فوق أجواء القطاع الأوسط، فيما شنّ الاحتلال 3 غارات على بلدة كفركلا، واستهدفت مدفعيته أطراف بلدات عيترون، رامية، راشيا الفخار والفرديس.