"فايننشال تايمز": هل عادت "حماس"؟

إنّ مشهد المسلحين في شوارع غزة منذ وقف إطلاق النار يثير احتمالية عودتهم إلى إدارة القطاع.

0:00
  • عناصر حماس ينتشرون بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزّة
    عناصر حماس ينتشرون بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزّة

صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تنشر مقالاً تتحدّث فيه عن خروج العشرات من المقاتلين الملثّمين من عناصر حركة حماس بعد وقف إطلاق النار، وتتحدّث عن دلالات ذلك.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

في غضون ساعات من بدء وقف إطلاق النار في غزة يوم الأحد، خرج العشرات من المقاتلين الملثّمين من كتائب القسام المسلحة التابعة لحماس بأقنعتهم السوداء وعصبات الرأس الخضراء لتسليم ثلاثة أسرى إسرائيليين إلى مركبات الصليب الأحمر.

كان بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قد تعهّد "بتدمير" الجماعة المسلحة في أعقاب هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر عام 2023 على "إسرائيل". بدلاً من ذلك، بعد 15 شهراً من خوض حرب عصابات تحت الأرض، خرج مسؤولو حماس ومقاتلوها ورجال الشرطة في الأيام التي تلت الاتفاق من بين أنقاض الجيب المحطّم، مستعدّين لحكم غزة مرة أخرى.

وقال إسماعيل الثوابتة، المتحدّث باسم حكومة غزة التي تسيطر عليها حماس: "نحن نعمل وفقاً لخطة طوارئ. لا يمكننا ترك شعبنا في فراغ لإرضاء نتنياهو".

وأضاف أنّ "السلطات التي تقودها حماس تخطط لاجتماعات لاستعادة التعليم وإعادة فتح المساجد للصلاة وتحسين الخدمات الصحية في المستشفيات التي تعرّضت للقصف بشكل متكرّر".

وقال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة، إنّ "حماس لم تنتهِ على الرغم من خسائرها العسكرية". وأضاف: "كانت الطريقة التي تمّ بها تسليم الأسرى استعراضاً للقوة وعملاً من أعمال التحدّي لإسرائيل. لقد ترك اتفاق وقف إطلاق النار ترتيبات غامضة لليوم التالي ولحكم غزة".

وفي "إسرائيل"، صدمت صور مقاتلي حماس وهم يعودون إلى الأرض ويؤكّدون سلطتهم الرأي العام، وأثارت تساؤلات جدّية حول فعّالية الحملة الشرسة التي شنّت على القطاع. وفي حين حذّر بعض المحلّلين الإسرائيليين من أنّ موكب المسلحين الملثّمين كان حيلة إعلامية تخفي الخسائر الهائلة التي تكبّدتها الحركة، رأى آخرون في ذلك دليلاً على افتقار حكومة نتنياهو إلى التخطيط الاستراتيجي. ورفضت "إسرائيل" النظر في دور ما بعد الحرب في غزة للسلطة الفلسطينية، منافس حماس، التي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

"لقد دمّرت غزة، لكن حماس لا تزال واقفة على قدميها"، هذا ما قاله آفي يسسخاروف، وهو محلل إسرائيلي متخصص في شؤون الشرق الأوسط وأحد مؤسسي برنامج "فوضى" التلفزيوني. وأضاف أنّ "السبب وراء ذلك هو عدم اهتمام الحكومة الإسرائيلية بمناقشة أيّ خيار آخر لنظام بديل في غزة".

لقد أسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة عن مقتل ما يقرب من 47 ألف شخص وتقليص مساحات شاسعة من الجيب إلى أرض قاحلة غير صالحة للسكن. ولقد عانت حماس أيضاً من خسائر مدمّرة، فقد قُتل العديد من كبار قادتها، بمن في ذلك زعيمها في غزة، يحيى السنوار، إلى جانب ما يقدّر بآلاف من مقاتليها.

ومع ذلك، يحذّر المسؤولون الدوليون من أنّ شراسة الحملة الإسرائيلية ومعاناة المدنيين ربما اجتذبت أعضاء جدداً إلى المجموعة، حيث قال وزير الخارجية الأميركي المنتهية ولايته أنتوني بلينكين الأسبوع الماضي إنّ أميركا تعتقد أن حماس جنّدت عدداً من المسلحين يساوي تقريباً عدد من فقدتهم.

وقال يوسف لباد الذي نزح من الشمال إلى قطاع المواصي الساحلي في الجنوب إنّ فرحته بوقف إطلاق النار زادت "بعودة ظهور كتائب القسام والشرطة لطمأنتنا بشأن المقاومة وسحق إسرائيل وإظهار فشلها".

ومنذ يوم الأحد، سعت سلطات حماس في غزة إلى استعادة القانون والنظام والسيطرة الإدارية على القطاع. وتمّ نشر الشرطة على بعض الطرق والدوّارات، في حين تحاول المجالس المحلية المعيّنة من قبل حماس فتح الشوارع المغلقة بالحطام الخرساني واستعادة الخدمات.

نقلته إلى العربية: بتول دياب

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.